| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

الأحد 8/3/ 2009



لك وحدك ابعث رسالتــــي ...

يعكوب ابونا

بمناسبة 8 اذار يوم المراة العالمي .... ليس لي الا ان اقدم اسمى التهاني والتبريكات لكل نساء الارض ، وللعراقيات خصوصا لتضحياتهن الكبيرة ونضالهن الدؤوب في مسيرة الحركة النضالية في عراقنا العزيز فتحملن وزرها وعانينا من جرائها الكثير ...للاسف حملت المراة وزر انتماءها الانثوي الذي اعتبره البعض يمثل ضعفها الجسدي متناسين ان تلك الصفة هو سر قوتها وسطوتها فلولاها لما كانوا الرجال يتنافسون لكسب ودها وحبها ورضاها ....بسبب ضعف الرجل اللاشعوري امام عواطف المراة الجياشه وغرائزها المتقده والمؤثرة ، فاراد ان يعوض ذلك النقص الذي يعيشونه بفرض سطوتهم وسيطرته مستغلين قوتهم الجسدية ليعطي الرجل لنفسه الحق في التحكم بمقدراتها وينتهك كرامتها ويسلب حريتها وارادتها بدعوى امتلاكه الذكورية والرجوله...
 
للاسف حتى الشرائع والاديان السماوية التي لا تزيد عن كونها توجهات ذكورية بحته ساهمت في قمع المراة وانكارحقوقها بحجج واهية لاترتقي الى مستوى العدالة الانسانية التي يفترض وجودها في تلك الشرئع فجاءت مجحفه بحق المراة وانتهكت كرامتها وحصر دورها في طقوس الطاعة والولاء لخدمة الرجل واشباع غرائزية الجنسية .متناسين بانها نصف الثقل الاجتماعي في حركة التاريخ..وليست فقط للتمتع الجسدي بوسائل جنسية مبتذله ..استنكرت وناضلت ضد هذه الواقع المرير لتثبت استقلاليتها وجودها داخل المجتمع ، فتحملت التضحيات وبدات منذ نهاية القرن التاسع عشر تصرخ باعلى صوتها مطالبة بتحسين ظروف العمل ، وحقها في التصويت وحريتها في اختيار ممثليها في المجالس الوطنية .. تطورالامرالى قيام عاملات صناعة النسيج في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الامريكية باضرابهم العام يوم 8 اذار 1857 عام ، ومن المصادفه ان يقمن يوم 8 اذار عام 1909 باضرابهن كذلك احتجاجا لظروف العمل السيئة ، استمرت نضالات المراة في مختلف دول العالم ففي عام 1910 عقد مؤتمر نسائي عالمي في كوبنهاكن في الدانمارك ، ولاول مرة تم الاحتفال عام 1911 بيوم عالمي للمرأة ، في الدانمارك والمانيا والنمسا وسويسرا .. وبعدها اخذت الاحتفالات بيوم المرأة في الدول الاخرى وفي ايام مختلفه .. ومؤتمر باريس عام 1945 للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي اعطى للمرأة دورها الاساسي في المجتمع ، وفي عام 1977 ، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو الى اعتبار يوم 8 اذار يوم للاحتفال بحقوق المرأة والسلام الدولي وذلك وفقا للتقاليد والاعراف التاريخية والوطنية لكل دولة ، اطلق على هذا اليوم يوم المرأة العالمي ..

كيف نكرس هذا اليوم لخصوصية المراة وتطلعاتها ، لنكون صادقين مع انفسنا وامينين مع اهدافنا علينا ان نعترف ابتداءً باننا السبب الرئيس لما الت اليه امور المراة من تعاسة وشقاء عبر التاريخ ، فدراسة ومناقشة اخفاقات المرأة في مسيرتها علينا ان ندرس ونقيم مسيرتنا نحن كرجال الى اين وصلنا في كسب حقوقنا وتحرير انفسنا من ربق العادات والتقاليد البالية التي تقمع حريتنا ووجودنا وافكارنا تحت مسميات لا ترتقي الى مستوى الطموح الانساني ، فالرجل مطلوب ان يتحررمن كل ذلك لكي يستطيع ان يساهم في تحقيق العدالة والاعتراف بحقوق المراة كيف له ذلك وهو اصلا لا يتمتع بالحرية .. فعلى الرجل مهمة النضال والتضحية من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية والمساوات والا سيكون ضحية ممارسات قمعية لافكار مريضة مهيمنه على الساحة ..

لقد حققت المرأة بنضالها الطويل بعضا من المكتسبات في بعض الدول ،الا انها لازالت تعاني في اكثر من 150 دولة اوضاع معيشية سيئ ومعاملة التميز التي تمارس ضدها في اغلب البلدان خاصة العربية والاسلامية على وجه العموم لالتزام هذه البلدان بشرائع واحكام تستحقر المراة وتنتقص من قيمتها كانسان لها الحق في الحياة والوجود .. فرغم اهتمام الامم المتحدة ومنظمات المدنية المهتمه بالشان النسائي الا ان الاحصاءات تقول ان اغلبية فقراء العالم هم من النساء ، ويشكلن ثلاثة ارباع الاميين في العالم ..هذا الواقع لكي تتجاوزه المرأة عليها ان تحمل الرجل مسؤولية كل معاناتها وما يرتكب ضدها ويسئ لكي يستيقض من غفوته وسباته ويساهم واياها في الانتفاضه والثورة ضد العادات والتقاليد والافكار البالية التي تقيد وتتحكم برقابهم وتقيد حريتهم وطموحهم فعلى الرجل ان يناضل من اجل ام يتحررمن تلك الافكار والسوكيات المريضة التي تقمع شعبنا وتطلعاته عندها يرتقي الى مستوى الطموح ويعيش بحرية وعدالة ومساوات كسيد وليس عبدا للذين فرضوا انفسهم سادة عليه .

والا ستبقى نعاني من الجهل والتخلف والقمع الفكري كما هو الحال في عراقنا الجديد .عصابات الاحزاب الاسلامية وازلامهم وبتشجيع ودعم من المعممين يتم ترويع النساء بفرض الحجاب بالقوة في الشارع والمدرسة والجامعة والدوائر والمؤسسات الحكومية وغيرها خاصة عندما نعلم بان اكثر الوزراء والمسؤولين هم من المعميين بعيدين عن التخصص الوظيفي ولا هم لهم سوى فرض افكارهم المقيته على المجمتع بحجة القيم والاخلاق ولا ندري اية قيم واخلاق يتحدثون عنها وهم يرتكبون ابشع االجرائم تحتى ستار الدين وتطبيق الشريعة ..

فهم يسعون الى ارجاع عقارب الساعة الى الوراء فهل يفلحون .. ؟ ويعيدون الماضي ليعيشوا به الحاضر.؟؟ فحجاب العقل اكثر تاثيرا من حجاب الراس ، فالمطلوب منهم ان يحرروا عقولهم ويستشهدوا بحكمت فيلسوفنا الكبير جميل صدقي الزهاوي عنما قال في قصيدته المشهورة (إسفري يا بنت فهر) :

             اسفري فالحجاب يا بنت فهر           هو داء في الاجتماع وخيم
             كل شيء إلى التــــجدد                  ماض فلماذا يقر هذا القديم

هكذا ثارالعقل العراقي قبل 80 عام ..انظروا واقعنا اليوم التخلف والرجعية المقيته التي اصبحت الصفة الغالبه على مجتمعنا ؟؟ فانتهاكات القيم الانسانية وعمليات القتل والانتهاكات لحقوق الرجل قبل المراة والاغتصاب والقتل غسلا للعار التي كثرت في الاونه الاخيره في مناطق كثيرة من العراق في شماله وجنوبه والسلب والنهب والسحت الحرام ، هذا هو الواقع المرير الذي تعانيه وتعيشه المرأة في الوقت الراهن في بلدنا ، فالمطلوب موقف مساند ومدافع ضد كل انواع التمييز والاستغلال والقهر والعنف باشكاله المختلفة ضد المراة والطفل ،ونطالب ان تتحمل السلطات العراقية مسؤولتها بعد ان تحسن الوضع الامني ، واتخاذ الاجراءات القانونية بحق الجناة ومعاقبتهم وكشف هوياتهم ، و تعرية من يقف ورائهم ، وتقديمهم للعدالة ليكونوا عبرت لغيرهم.... وهكذا ابعث رسالتي هذه الى كل من تحملت وزر سلوكياتنا المريضة وافكارنا المقيته وناضلت من اجل تحريرنا من عبوديتنا المتواثة عبر الزمن الطويل لنشعر يوما بسعادة عندما نتمتع بحريتنا وونحقق العدالة لقضيتنا بدون تمييز وتفريق .فاهدي لها باقية من الورد عطرها ا لحرية .. والى الامام .......
 

8 / اذار /2009
 


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس