| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

                                                                                     الأحد 6/3/ 2011



ماذا على الحكومة في يوم النــــــدم ..!!؟؟

المحامي : يعكوب ابونا

غدا سيكون قد مر عام على الانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 /3 /2010 وغدا ستصدع الاصوات وترتفع الهتافات في ساحات وشوارع المدن العراقية نادمين لما اقترفوه قبل عام من خطأ عندما منحوا اصواتهم وثقتهم لم لا يستحقها من اعضاء البرلمان العراقي الذي منهم شكلت حكومة المحاصصة السياسية وريثة حكومة المحاصصة الطائفية ، فلا جديد قدمه هؤلاء بعد ان ملأوا الفضاء بشعاراتهم ووعودهم قبل الانتخابات بانهم سيحققون الافضل والاحسن مستفادين ومتجاوزين تجربتهم الفاشلة في الأنتخابات السابقة التي تكرست بها المحاصصة الطائفية ...

انتخبتهم جماهير شعبنا وكان الامل يحدوهم بان هؤلاء سيكونوا امينين على وعودهم ومستفادين من الاخطاء التي ارتكبت في المرحلة السابقة والتي كانت اسوأ المراحل من تاريخ العراق الحديث .. الا ان هؤلاء لم يستفادوا مطلقا من تلك التجربة المدانه بل عززوا مفاهيمها بسلوكياتهم المريضة وجعلوها محاصصة سياسية بعد ان كانت محاصصة طائفية ، فكشفوا عن وجوههم وحقيقة اهدافهم فبدأ الصراع على تحقيق المصالح الانية والشخصية كل طرف يريد ان يحقق مصالحه وامتيازاته على حساب المصلحة العامة ..

ادى ذلك الى عدم امكانية تشكل الحكومة لاكثر من تسعة اشهر تحت مبررات وحجج واهية انتهكوا بها الدستور اشد انتهاك وقضوا على استقلالية القضاء لتحقيق مصالحهم ومأربهم الدنيئه.. ولازالت الحكومة الى يومنا هذا غير مكتمله وينقصها اهم الوزارات الداخلية الدفاع والامن الوطنى والمخابرات وغيرها ..بسبب اخلالهم بالاتفاق الذي كان بينهم بان يكونوا هؤلاء الوزراء من المستقلين والمهنيين غير المرتبطين باي جهة سياسية او حزبية لانهم  سيكونوا وزراء لكل العراقيين وليس لحزب او فئة او طائفة بعينها ، الا ان الامر اختلف وازدادت المطامع والرغبة في استحواذ المكاسب وبدأ كل طرف يفرض شروطة بان يكون هذا الوزير من جماعته او ذاك من الجماعة الاخرى غير مبالين بما يعانى شعبنهم من الاخلال بالامن وعدم الاستقرار ، مستغلين شعارهم اللعين الاستحقاق الانتخابي وحقهم الديمقراطية التي ينادون بها وهي عنهم بعيده كل البعد لانهم اصلا لا يؤمنون بالديمقراطية بل جعلوها كلمة حق يراد بها باطل ليمرروا من خلالها اهدافهم الطائفية والمذهبية والقومية والمصلحية فاصبحت سلوكا مرضيا ارتقى بهم الى مستوى دكتاتورية الاكثرية فشمروا عن سواعدهم وكشفوا عن حقدهم الدفين على شعبهم وبالاخص الاقليات والاثنيات العرقية العراقية الاصلية صاحبة حضارة وتاريخ ليحرموهم من ابسط حقوقهم الوطنية والقومية بحجة انهم اقلية لا يستطيعوا ان يحققوا الاستحقاق الانتخابي لكي يفوزوا باي موقع او مركز يجعلهم يشعرون بحق المواطنة اسوة بغيرهم ، هل بهذا الغبن الذي اصاب حقوق هؤلاء الاصلاء واستحواذكم على كل شئ بحجة انكم الاكثرية تحققون الحرية وتطبقون الديمقراطية ...؟ فهل هذه عدالتكم ..؟ فالويل لكم ايها المرائين .... يا اكلي حقوق الفقراء والمعوزين واليتامى والارامل..؟؟

غدا يوم الندم سيضعكم شعبكم على المحك اما الاستجابة لمطالبه التي لا يمكن التنازل عنها لانها مطاليب مشروعة وحق يمثل كل الذين عانوا ولازلوا يعانون من ممارسات السلطة وازلامها فهو صوت الثكالى صوت اليتامى والارامل صوت الشيوخ وصوت الشباب الذي حرم من ابسط حقوقه الشخصية والخاصة ومن مستقبله الواعد صوت الذي يجهل ما ينتظره الغد الاتي ..

اثبتوا بانكم جديرين بثقة الذين منحوكم ثقتهم ،حققوا مطاليبهم باشروا باصلاح ما افسده المفسدين طبقوا القانون واحيلوا هؤلاء للقضاء لينالوا جزاهم العادل ، حققوا العدالة الاجتماعية والمساواة بين ابناء العراق جميعا بدون تحيز او محاباة بسبب الدين او المذهب او القومية .... ولتكن باكورة اعمالكم اقالة المحافظين وحل مجالس المحافظات في عموم البلاد ، بهذا سوف يكون المدخل لامتصاص غضب الشارع ، لان المنتقضين قدموا التضحيات والدماء في سبيل تحقيق اهدافهم هذه وهم في طريقهم سائرون ...

واما ان تصر الحكومة في السير في طريقها المدان وتعنتها غير مباليه بطلبات الشعب وتأمين حقوقه المشروعة ، بهذا ستضع نفسها في مأزق هي بغنى عنه لان الشعب سيضطر الى تغيير مسار هتافاته وصراخه الذي هو سلاحه الوحيد الذي يمتلكه في الشارع من المطالبه بتصحيح وتغيير سلوكيات السلطة واعمالها المدانه الى الشعار الذي يسيطر الان على الساحة السياسية العربية والذي شكل فلسفة جديدة في الشارع ووسيلة مثلى للاطاحة بالحكام والحكومات لان لهذا الشعار مغزى ومعنى اكثر بكثير من الخطب والحكم والامثال والسلاح الفتاك .. فقد اختصر كل ذلك في شعار (( الشعب يريــــد اسقاط النظام )) هل ستدفعون شعبنا الى هذا المسار؟؟ الذي سوف تتلقفه الجماهير شمالا وجنوبا غربا وشرقا ام انكم سوف تمتصون غضب الشارع قبل ان تستفحل الامور وتتجنبوا المغامرة غير المحمودة العواقب .. فان اقدمتم عليها فانتم الخاسرون الشعب مصدر القوة ومصدر السلطات حتى لو كان المتظاهرين بعدد اصابع اليد فهم الاغلبية لانهم صوت الحق والحق هو الغالب دائما فالعبرة ليست بالعدد ولكن بالايمان الصادق والدفاع عن كينونة الوجود الانساني ، وموقفكم من هذا المظاهرات سوف يعكس مدى صدق قراركم واعترافكم بحق وحرية المواطن في التعبير عن ارائه ومطاليبه فكلما ازداد عدد المتظاهرين كلما ثبت بان السلطة منحت متسع من حرية الحضور والتعبير في الشارع والعكس سيكون صحيحا ومدانا طبعا ..

نأمل ان تبقى المسارات كما هي وان تكون النهايات مفتوحة .. والا كل الاحتمالات واردة وفق متغيرات الحدث وعندها لا يتفع الندم ..
 


6 /3 / 2011


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس