| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

السبت 6/2/ 2010



ذكرى اليوم المشؤوم ...؟؟!!

المحامي : يعكوب ابونا

تمر بعد ايام ذكرى 8 شباط 1963 الذكرى المشؤومة لانقلاب البعث الدموي على ثورة تموز وزعيمها البطل عبد الكريم قاسم ،فاجهضوا بانقلابهم هذا على مكتسبات جماهير شعبنا واغتالوا ثورة تموز، وقتلوا الالاف من ابناء شعبنا بتهم واهية وفق بيانهم المرقم 13 سيئ الصيت ...
كان لقيام ثورة تموز معطيات ومتطلبات شعبية اساسية تحتم ضرورة التغيير للواقع السياسي المتهرى الرجعي الاستعماري والعشائري الذي كان يتسلط على رقاب شعبنا ، وفعلا اسقطت الملكية بثورة 14 تموز1958 وقيام اول جمهورية عراقية ....
يذهب البعض الى القول ان استعمال كلمة الثورة على المتغير السياسي في العراق هو خلاف الواقع ،لان قادة التغيير كانوا عسكريين فيكون ما حدث انقلاب عسكري وليس ثورة ....صحيح كان هؤلاء مجموعة من الضباط الاحرار كما كانوا يسمون انفسهم ، ولكن كان لهم امتداد جماهيري بحكم ارتباط البعض منهم بجبهة الاتحاد الوطني التي كانت تضم مجموعة من الاحزاب السياسية ، تلك الاحزاب التي كان لها دور على الساحة السياسية العراقية ، من هنا كان للجبهة دور في اول حكومة وطنية شكلها الزعيم عبد الكريم قاسم ، وكانت اول امرأة في التاريخ السياسي العربي والاسلامي الحديث ان تقلد بمنصب وزيرة وهي ( الدكتورة نزيهة الدليمي ) وهذا كان مكسب وطني تقدمي بحد ذاته ، كما كانت مشاركة الشعب وجماهيره الغفيرة مع العسكريين بالاطاحة بالحكم الملكي الفاسد دور اساسي في تغيير مسار الحدث العسكري الى ثورة جماهيرية وليست انقلاب عسكري كما يحلو للبعض ان يسميها للاسف ..
استهدفت الثورة منذ ايامها الاولى من قبل اعداء الحرية والديمقراطية وخاصة بعد منجزاتها الثورية العظيمه ، فنذكر من تلك المنجزات على سبيل المثال وليس الحصر:
1- خروج العراق من حلف بغداد .. كان ضربه لطموحات الاستعمارالبريطاني ومخططات المخابرات الامريكية في المنطقة ،بخروج العراق من الحلف افرط عقد الحلف وافشل المخطط البريطاني والامريكي في المنطقة ...
2- تحريرالنقد ( الدينار ) العراقي من دائرة منطقة الجنية الاسترليني كان لها تأثير على الموازنه الاقتصادية والمالية وسعر الصرف وقيمة الجنيه البريطاني في سوق المال والاقتصاد ..
3- تشريع وتطبيق قانون الاصلاح الزراعي ، فوضع حداً لاستغلال جهود الفلاحين والمزاعين من قبل الاقطاع واصحاب الاراضي .. من الطبيعي ان يقف هؤلاء بوجهة الثورة لتأثر مصالحهم والحد من امتيازاتهم ..
4- اصدار قانون استثمار النفط رقم 80 الذي وضع بموجبه حدا لاستغلال شركات النفط الاجنبية لنفط العراق .... وللاسف عندما نقرأ ذلك القانون الذي شرع آنذاك ونقارنه مع ما صدر حديثا بما يسمى قانون النفط لنجد كم هو الفرق بين ذلك القانون الذي ضمن حقوق الشعب وبين هذا القانون الذي يمنح للمنتفعين والشركات الاجنبية أمتيازات وحقوق على حساب الشعب ، فقارنوا الفرق بالهدف والتوجه ، فكان لابد ان تقف شركات النفط والرأسماليين ضد ثورة تموز وتوجهاتها لتأثر مصالحهم بقراراتها .....
5- تشريع قانون الاحوال الشخصية التي اعطى المرأة حقوقها ومساواتها بالرجل وفق اسس قانونية حديثة لم ترتقى لحد الان الى ذلك المستوى من التقدم قوانين الدول العربية والاسلامية التي لازالت متخلفه عن ذلك القانون بعشرات السنين ، فأثار هذا القانون حفيظة رجال الدين المعممين والرجعية معهم بحجة ان القانون يتنافى ومبادى الشريعة الاسلامية ، وللاسف بعد 2003 سعت الاحزاب الاسلامية وخاصة المجلس الاعلى الاسلامي الى الغاء هذا القانون وتبديله بقانون رجعي تخلفي يحارب المرأة ويرجعها الى زمن الحريم بسلب مكتسباتها وحقوقها التي حصلت عليها قبل 50 عام ..( فقبل 50 عام كان للمرأة حقوق وبعد 50 عام ترتد حقوق المرأة 500 عام الى الوراء وتتعرض للقمع والهوان والحرمان..!! )
6- حملة الاعمار والبناء التي تبنتها الثورة لتأمين السكن للفقراء والمساكين ومنها بناء مدينة ( الثورة ) التي تسمى مدينة ( الصدر ) الان ومنطقة الالف دار في بغداد الجديدة ودور الضباط في الكرخ والرصافة وغيرها كثير .. فكان لابد ان يثير هذا الانجاز حفيظة المنتفعين والرأسماليين والمقاولين لتلك الانجازات ..

امام هذا الواقع التقدمي الحضاري من الانجازات الثورية كان لابد ان تكون مستهدفه من قبل من تأثرت مصالحهم وامتيازاتهم باجراءاتها ، وهكذا كانوا لها بالمرصاد فحركوا اعوانهم وعملائهم بحجة وحدة المصالح المتضررة ، فوجد الاستعمار البريطاني والمخابرات الامريكية ضالتهم بحزب البعث بان يقود الانقلاب على تلك الانجازات فكان انقلاب 8 شباط 1963 فاغتالوا ثورة تموز ومنجزاتها وقتل الزعيم عبد الكريم الى جانب قتل الالاف من ابناء شعبنا العراقي بحجة مقاومتهم للانقلاب او بتهمة الانتماء للشيوعيين والتقدميين وغيرهم ، فكان انقلابا دمويا بكل معنى الكلمة، فهو بصمة عار بجبين كل من قام به او ساهم به ونفذه بناءا لتعليمات ومخططات المخابرات الاجنبية للقضاء على ثورة تموز ومنجزاتها .. هكذا كان البعث الاداة الطيعه بيد المخابرات الامريكية لتنفيذ هذه المهمة القذرة بحق شعبنا ، وهذا ما اعترف به على صالح السعدي الامين العام لحزب البعث انذاك عندما قال لقد جئنا بقطار امريكي الى الحكم .... ومنذ ذلك الحين استمر القطار الامريكي يحمل الكثير من هؤلاء الى يومنا هذا ، فاطفأوا وهج الثورة واخمدوا شعلتها واعادوا حركة التاريخ الى الوراء بعد ان كانت الثورة قد تبنت المسار التقدمي في تحقيق الامن والاستقرار والعدالة والمساواة وبناء العراق التقدمي الحر الديمقراطي ...اما هم فزرعوا البذرة التي نقطف ثمارها الان .. فشتان بين المسارين ....

المجد والخلود لشهدائنا الابرا ر .......
والخزي والعار للقتلة المجرمين ....
 


6/2 /2010

 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس