| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

الأثنين 4/2/ 2008



كلمة ونص ... الاكراد ...الى اين .. ؟؟

يعكوب ابونا

لا احد يستطيع ان ينكر نضال وتضحيات الشعب الكردي ، وكما كانت تضحيات العراقيين عموما على مسرح الاحداث في مقارعة الطغاة في فترات مختلفة من التاريخ العراقي الحديث..... فعندما ثار الاكراد وانتفضوا ضد السلطات الحاكمة في العراق لنيل حقوقهم القومية والوطنية ، وقف العراقيون الى جانبهم وساندوهم بكل قوة ..
ففي ستينات القرن الماضي ، طرح شعار الثورة الكردية في الشارع السياسي العراقي ، مضمونه اقامة الحكم الذاتي للاكراد .. والديمقراطية للعراق ..
استمر نضال شعبنا العراقي بكل مكوناته القومية والدينية والطائفية والسياسية فتحمل من جراء ذلك الكثير من التضحيات ، وكانت اوجها في فترة حكم الدكتاتور صدام حسين ، وكان لشعبنا الكردي نصيب كبير من مأساة حقيقية ارتكبت بحقه من قبل الدكتاتورية واعوانها، وما جرى في حلبجة والانفال سيئة الصيت الا خير دليل لتلك المأساة ..
لم تكن تلك المجازر نهاية المطاف في اجرام صدام حسين وزمرته بل كانت المنطقة الشمالية برمتها مرشحه بعموم قاطنيها وساكنيها للابادة الجماعية ، ففي عام 1991 وبتدخل امريكي فرض على صدام حسين قرار دولي بأعتبارالمنطقة الشمالية منطقة آمنة وتحت الحماية الدولية ، فلولا ذلك القرار لما نجا الاكراد من سيف صدام وبطشه، اذا لتلك الحماية الفضل الاساسي والفعال في انقاذ الاكراد من مصير مجهول ..

تساءل الكثيرون آنذاك ، ترى هل ان نضال وتضحيات الاكراد عبر التاريخ انحسرت واختزلت بمنطقة آمنه محمية من قبل امريكا بأسم الهيئة الدولية للامم المتحدة .. ام ان هناك امور ابعد من ذلك ..؟؟
عند قراءة الواقع ومنذ 1991 ولغاية 2003 تاريخ سقوط الصنم نجد ان المنطقة الشمالية كانت ولا زالت بسبب تلك الحماية تتمتع بشبه استقلال اذ لها سلطة ادارية كبيرة ومستقله عن المركز وتأثيراته ، اذ تم وبالتعاون مع الجهات الدولية والامريكية خاصة بناء سلطات الاقليم ...السلطات.. ( التشريعية والقضائية والتنفيذية – الوزارات عدا الوزارت التي يمكن ان نسميها السيادية التي توجد فقط في الدولة المعترف بها ( كالخارجية والدفاع .. ) بالاضافة الى ما رافق ذلك من التطور في الاقليم في المجالات كافة .، من هنا يمكن ان نقرأ هذا الواقع المحدد الاهداف والابعاد ، لان هذه اشارة واضحة وذات دلالة بأن قوة الحماية الدولية لم تسمح بأن يأخذ الاقليم صفة الدولة بأي شكل من الاشكال ...وهكذا كان الوضع الراهن في الاقليم عند سقوط الدكتاتورية ..ولتأكيد هذا التوجه ، نجد ما رافق سقوط الدكتاتور من فوضى عارمة في شتى اوجه الحياة السياسية والادارية في العراق ابتداءا بالغاء الجيش والشرطة ومؤسساتهما ، مرورا بشل الجهاز الاداري والحكومي في الدولة العراقية عموما .....
ماذا يعنى هذا ..؟؟ يعنى وبنظره سطحية واوليه بأن وضع كهذا كان فرصة متاحه للاكراد ليستغلوه في تحقيق اهدافهم واحلامهم في الانفصال والاستقلال وبناء دولتهم الكردية المنشودة ...
ولم يستغلوا تلك الفرصة ...؟؟ بل عكس ذلك نجدهم يرجعون الى الحكومة المركزية ويشاركون في ادارة دفة الحكم وكان كل الذي يطلبونه ويطمحون لتحقيقه هو فقط .. اقامة اقليم في شمال العراق وفق نظام دستوري فدرالي تعددي...؟
لكي لا نستغرب من هذه القراءة .. علينا ان نقرأ الواقع السياسي وما يجري في ارض العراق ، سنجده غيرالذي يظهرعلى السطح .. قد يكون الاكراد قد ادركوا هذا (الغير) عن وعي ذاتي وطني وحسبوا له الحساب .. او قد يكون هذا الادراك تحت تأثير سلوكي من الغير موّجه للاكراد ليعووا حقيقة الامر ويحسبوا حساب لما يجرى وسوف يجري مستقبلا في العراق ..؟؟
لا احد يستطيع ان ينكر بأن القوة الفاعلة على ارض الواقع هي القوة التي اسقطت الصنم وانقذت العراقيين من شره .. وهي ذات القوى التي ساندت الاكراد واقامت لهم المنطقة الامنة في شمال العراق وحمتهم من صدام منذ 1991 ولغاية 2003.. وهي التي رفعت الحماية عن الاكراد بعد سقوط صدام .. والزمتهم بالرجوع الى المركز والعمل وفق السياقات المطلوبه ، ولديها بطبيعة الحال خطوط حمراء في الساحة العراقية لا يسمح لاحد بتجاوزها ..والا كيف تكون قوية واساسية وفاعلة على ارض الواقع ..

فعندما نسمع بأن رغبة امريكا وهدفها هو تقسيم العراق ، حسنا نقول فأن كان الامر كذلك فلماذا لم تقف امريكا وتساند الاكراد على الانفصال واقامة الدولة الكردية في شمال العراق وهم كانوا منذ 1991 شبه منفصلين عن المركز وكانت امريكا تحميهم .. ؟؟ الم يكن من السهولة بمكان ان يحدث ذلك بمجرد ان تغض امريكا الطرف عن الاكراد لكان لهم ما يريدون ..... على اساس نظرية استغلال الفرصة المتاحة ..
ولم تكن هناك اية قوة عراقية تستطيع منعهم من القيام بذلك .. اذ كانت الفوضى العارمة هي التي تعم العراق عموما... رغم ذلك لم يحدث ما يخشى عليه من عملية الانفصال والانقسام .....فكيف يحدث الان بعد ان تجاوزت المحنة ابعادها ، وانشأ الواقع وضعا جديدا في الساحة السياسية فلو كان للامريكان هدف بتقسيم العراق لكان من السهولة تنفيذه انذاك ولم يكن بأستطاعة احد معارضته ...
ولكن هل للامريكان هدف ابعد مما يمكن ان نقوله نحن ...؟؟

الذي يهمنا من الامروكما يقال الشئ بالشئ يذكر ، هل كان هذا الاتجاه في الفكر الاستراتيجي الامريكي هو ذاته عندما تحركت ( قوات البيشمركه ) خارج الاقليم ، يوم دخلت القوات الاجنبية العراق لتحريره من طغاته وجلاديه ، ولم يسمح لتلك القوات بالسيطرة على كركوك كمقدمة لضمها جغرافيا الى الاقليم ..؟
وهل تكون كركوك هي الاخرى ضمن الخطوط الحمراء ..؟؟
قد نستطيع القول ان الامر فعلا قد يكون كذلك والا الم تنص المادة 140 من ما يسمى الدستور الدائم على اجراء احصاء واستفتاء وتقرير مصير كركوك ... ؟؟
ورغم كل ما بذله الاكراد والائتلاف المتحالفين معهم في حكومة المحاصصة الطائفية من اجل تحقيق وتنفيذ المادة اعلاه الا ان جهودهم باءت بالفشل واسقطت المادة 140 من الدستوربالتقادم المسقط لتنفيذ الاحكام ولم يتم ما ارادوه ... ماذا نستشف من هذا ... بكل بساطة اقول ان تحالف الاكراد مع الائتلاف لم يحقق لهم شيئا بالمطلق فكان عليهم ان يقرأوا الواقع العراقي الجديد بكل موضوعية وهم من عاشوا ذلك الواقع وتلك التجربة ..اما سعيهم بأعادة تحالفهم الرباعي والخماسي فأن ذلك كما اعتقد لا يجدي نفعا ما داموا قد فشلوا في ادارة دفة الحكم ، لان تحالفهم اصلا كان على طريقة تحقيق المصالح المتبادلة (شيلني واشيلك ..) على حساب المصالح العامة ..وكانت تلك المصالح هي الخيط الوحيد الذي يربطهم.. .. . فتوزيع الحصص السيادية والوزارية والمكاسب السياسية والمالية والادارية فيما بينهم كلها لم تتح لهم امكانية الالتفاف على الخطوط الحمراء التي وضعها من اتى بهم الى كراسي الحكم التي لم يكونوا يحلموا بها مطلقا ......فخروج الاكراد عن المنهج الديمقراطية الذي يتبنوه وفق منهجهم السياسي الحزبي وتحالفهم مع الاحزاب الدينية (الائتلاف) لم يكن في صالحهم وليس هناك ما يبرر الاستمرار فيه .. اما المطلوب اليوم ، وبكلمة ونص ، نقول ان الضرورة الوطنية تقضي برجوع الاكراد الى التحالفات الوطنية والديمقراطية وبعيدا عن الطائفية والمذهبية ، وهو الاسلوب الامثل والانجع الذي يحقق الامن والاسقرار، وبناء مستقبل العراق.. بعد ان اثبتت الاحزاب الدينية فشلها بالمطلق في الساحة السياسية .. رغم ظلام الظلاميين الذي يسود الساحة الان الا انه مؤقت وزائل .. فعلى كل من يدّعي الوطنية وحب الشعب وتقييم دماء شهداءه ، عليه ان يعيد حساباته من جديد في بناء عراق المستقبل.. والا سوف لا ينفع الندم .. .......


4 / 2 / 2008



 


 

Counters

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس