| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

الخميس 4/6/ 2009

 

هل قتل عمو بابا غـــدرا .....؟؟

يعكوب ابونا

التاريخ يعتز باحداثه ، والاوطان تفتخر بابطالها ، والامم تزهو برموزهـــا ،وها نحن نودع بطلا من ابطال هذه الوطن ورمز من رموز هذه الامة ، ليشكل محور لحدث تاريخي قل مثيله في احداث العراق التاريخية وفي مجال الرياضة بشكل خاص الا وهو الفقيد عمو بابا .. الذي بكته جماهيرنا من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه .....
بكيناه جميعا بعد مماته ولكننا لم نسمعه اثناء حياته وهو يشكو من غدر الزمان وظلم الظالمين عليه ، المقابلة الاخيرة التي اجرتها معه قناة الشرقية انصبت بشكل كبير ومؤثرعلى استغاثة عمو بابا رحمه الله وحاجته الى من يستغيثه ويسمع شكواه فلا من مجيب .. قالها بحرقة وقلبه يعصره حسرة والم انني بحاجة الى عميلة وادوية الا ان الامكانية المادية والماليه عندي لا تسمح حتى بدفع ثمن الدواء الذي يساعدني على مقاومة الامي .... !!
لم نسمع صوت يستجيب لاغاثته هذا الذي ضحى بكل شئ من اجل العراق والعراقيين .. حتى قناة الشرقية التي اجرت المقابله معه ووقفت على حقيقة معاناة هذا الرجل لم تتحمل مسؤليتها الانسانية وتتحمل ولو جزء ضئيل من تكاليف الدواء الذي طلبه ، في الوقت الذي نجد ان القناة المذكوره تعكس مواقفها مع الاخرين فنسمع مساعدتها ووقوفها مع هذا المحتاج او ذاك .. فنسأل الم يكن يا قناة الشرقية عمو بابا يستحق تلك الوقفه وتؤمنوا له بعض احتياجاته من الدواء والمال ...؟؟ ام ان مكارمكم موجه لغيرعمو بابا وامثاله الذين ضحوا من اجل العراق وليس لغيره .....؟؟
الم يكن موقف رئيس دولة الامارات المتحدة افضل بكثير من موقف رئيس مجلس الرئاسة العراقي وحكومته عندما تحمل رئيس الامارات مصاريف واجور العملية الجراحية التي اجريت لشيخ المدربين عمو بابا في مستشفى عمان / الاردن عام 2006 ....؟؟؟ اين اموال العراق ومن المنتفع منها الحرامية والانتهازيين والمصلحيين والمرائين ..؟؟ اين حصة الشرفاء والمضحيين لشعبهم .. ام ان حصتهم هي فقط الحسرة واللوعه والالم والغربه مقابل تضحياتهم ..؟؟
فيا له من زمن رديء ...!!؟؟
والا ماذا نفسر نداء الراحل وعائلته في 3 /10 /2007 عندما كان يرقد في مستشفى باريس ، يا سادة ....
كان قد دخل عمو بابا المستشفى للمرة الثانية نتيجة للمتاعب الكثيرة التي يعاني منها بعد تدهور حالته الصحية بشكل كبير ومفاجيء فأجريت له عملية قسطرة للقلب ...بعد أن كان قد دخلها قبل أسابيع لأجراء الفحوصات الطبية لعينيه ..
لقد وجهت كريمته السيدة ( منى ) التي كانت ترافقه في رحلة العلاج في أتصال هاتفي مع راديو سوا من باريس نداءاَ الى الجهات الحكومية العراقية للنظر في مسألة والدها والسؤال عن أحواله وصحته التي تردت بشكل كبير بأعتباره ثروة وطنية ورمزا كبيرا من رموز الكرة العراقية , الذي قدم خدمات جليلة لوطنه وشعبه لاعبا ومدربا وحظي بشعبية نادرة بين العراقيين والعرب وحتى في دول الغرب طوال العقود الخمسة الماضية .. ملمحة في الوقت نفسه الى الصعوبات التي يعانيها أفراد عائلته والمشقة الكبيرة التي يجدونها في تأمين مستلزمات علاجه وتوفير الموارد والأموال اللازمة لتأمين عملية العلاج .....

هكذا كانت نداءات الاغاثه من رجل قدم وضحى بحياته من اجل العراق وشباب العراق ليرتقي بهم الى مصاف الدول المتقدمه في الرياضه وفنها .... بماذا كافؤه وما قدموا له مسؤولي الدولة العراقية ورئيسها وحكومتها مقابل تلك الضحيات .. لقد صموا اذانهم لكي لا يستمعوا لنداء اغاثته ، معتقدين ان ذلك سينقص من امتيازاتهم ومنافعهم التي لا تحصى ولا تعد ...؟؟
صحيح يجب الاعتراف بان الحكومة العراقية بعد وفاته وعلى اعلى المستويات انصفته حيث اقيمت له مراسيم تشييع ودفن مهيبة تليق بمكانته ، لا بل اكثر من مسؤول يطالب باقامة تمثال او نصب له اليس هذا جميلا .. اليس هذا قمة الانصاف والتقييم له .. ماذا بعد .. فيا لهم من كرماء ..؟
الم يكن وزير الرياضة والشباب بصفته المسؤول المباشرعن الرياضه والرياضيين ورغم النداءات المتكررة من المرحوم ومطالبة اصدقائه ورفاقه من السيد الوزير مساعدته الا ان التماطل وصم الاذان كانا جواباً على تلك النداءات..!؟ والان يدعو الى اقامة التمثال له ..؟؟ فيا له من وفاء ...!!؟؟
مات عمو بابا غدرا بسلوكيات وتصرفات هؤلاء المسؤولين عندما امتنعوا عن اغاثته ومساعدته في محنته .... لقد قتلوه عندما منعوا عنه الدواء وجعلوه يعيش الحسرة والالم لجرعة من الدواء المطلوب ثمنها ..وليس لديه ذلك الثمن ...!!
فانكم يا سادة تتحملون المسؤولية الاخلاقية لامتناعكم عن تقديم العون والمساعدة لشخص كان بأمس الحاجة لها .... كما تتحملون المسؤولية القانونية وفق احكام قانون العقوبات لامتناعكم من تقديم الاغاثة لشخص يطلبها وادى ذلك الى وفاته ، وهذه بكل المعايير تعتبر جريمة قتل تتحملون مسؤوليتها..
نأمل بان الذي حصل لعمو بابا ان لا يحصل للاخرين لان هناك الكثيرون من امثال عمو بابا ، رياضيين ، لاعبين ، فنانين ومسرحيين ، علماء واساتذه ينتظرون ذات المصير .. هل يكون جزاء الخيريين والشرفاء والوطنيين ورموز الامة ان يموتوا جوعا او يعيشوا الفاقه وحياة لا تليق بمن هم ادنى منهم بكثير علما وفنا وتضحية .. ولتلافي مثل هذه الحوادث يجب تشــكيل لجان حسب الاختصاص الموضوعي وتشرع قوانين لتنصف هؤلاء وتنقذهم من براثن الفقر والحاجة وتبعد عنهم شبح الموت .. ويعيشون المتبقى من حياتهم بكرامة وعزة ترتقى الى مستوى تضحياتهم لشعبهم .... قتلتم عمو بابا فلا تقتلوا الاخرين .. فهؤلاء ميراث العراق وتاريخه.. كرموا الاحياء الذين يستغيثوا افضل بكثير من تنصبوا لهم التماثيل بعد وفاتهم ...
سيبقى عمو بابا رمزاً خالداً في سجل التضحيات وسيكتب اسمه بأحرف من النور في تاريخ الحركة الرياضية العراقية ...المجد والخلود لك يا فقيد العراق وشعبه ..
 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس