| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

الأحد 30/8/ 2009



ما الجديد في الائتلاف الجديد..؟؟!!

المحامي : يعكوب ابونا

كان الائتلاف الموحد يضم مجموعة من الاحزاب والتكتلات الشيعية فكان تكتل طائفي بكل معنى الكلمة ، ورغم وحدة الهدف والتوجه بين مكوناته الا انه قد تآكل من الداخل وانفرط عقده وانسحب الكثير منهم بسبب صراع المصالح والتنافس على مراكز القوى فيما بينهم ،فانعكست سلبيات هذا التحالف منذ نشأته على الساحة السياسية العراقية ومجمل حركة المتغيرات في العراق عموما ..

سيطرتهم على مجلس النواب افرزت نهج الاستحواذ والتملك والسيطرة على مجمل مفاصل الحكم في العراق ، فكان لكل منهم دولته وحكومته وشعوذته في الحكم فسيطروا على مجالس المحافظات ليشكلوا نمطاً سلوكياً مرضياً لافرازات مرحلة موبوءة بالفشل والتخلف والارتداد الى الوراء لبناء عراق رجعي متخلف تتحكم فيه سلوكية القرون الوسطى، وهذا ما كان وما زال واضحا خاصة في حكومات المحافظات الجنوبية لحد يومنا هذا ..

ومن ناحية اخرى استحوذوا على خيرات العراق ومنافعه وثرواته فيما بينهم وفق اسوء نظام في العالم هو نظام المحاصصة الطائفي الذي ضمن لهم تحقيق مصالحهم واطماعهم بسيطرتهم على ثروات العراق وامواله واداراته ، فكان الفساد المالي والاداري ، والمحسوبية والمنسوبية مستشرية في جميع المفاصل فكانت السرقات والرشاوى والسحت الحرام من مقومات المرحلة التي تربعت هذه الاحزاب الدينية والقومية والطائفية على زمام السلطة ..فكانت تضحيات شعبنا نتيجة صراعاتهم المصلحية وثأراتهم العنصرية جاوزت اكثر من مليون ونصف المليون شهيد عراقي وملايين من الايتام وملايين من الارامل والثكالى وملايين من المشردين والمهجرين واللاجئين بالاضافة الى تدمير البنية التحتية للدولة لا بل امتد ذلك التدمير الى تدمير القيم الانسانية لدى الانسان العراقي .. اليس هذا الذي حصل في العراق الجديد بعد 2003 ..؟؟ فما الجديد الاتي ..

نتائج انتخابات مجالس المحافظات كانت امتحان لهم ولغيرهم في السلطة لفشلهم الذريع في المناطق التي كانت بؤرة سيطرتهم ونفوذهم ..وخشية من ان تكون نتائج تلك الانتخابات مقدمه لسحب البساط من تحت اقدامهم بعد ان عرفوا مذاق السلطة ومنافعها وامتيازاتها فانطلقت الدعوات على ترميم البيت الشيعي من خلال توحيد واعادة الائتلاف بثوب جديد كما يدّعون .. ومن اجل تحقيق ذلك تدخلت المرجعية بشكل او بأخر في لملمة الشمل الشيعي بحجة ان الضرورات ومقتضيات المصلحة تقتضى ذلك ، كما كان التدخل الايراني فعال ومباشر بالتأثيرعلى الاحزاب والتيارات الشيعية التي تسير في الركب الايراني فلم يجدوا انفسهم والا هم داخل الائتلاف الجديد .. رغم خلافاتهم وصراعاتهم التي كانت واضحه وجليه ومؤثرة والتي ادت الى انسحاب الكثير منهم من هذا الائتلاف ، الا ان الملفت للنظر بان يرجعوا هم انفسهم الى ذات الائتلاف الذي خرجوا منه ، فما الجديد الذي جاء به الائتلاف الجديد لكي يراجع هؤلاء قراراتهم ويعودوا الى الائتلاف ذاته ..؟؟ مما لا شك فيه بأن تأثير المرجعية والضغط الايراني ومصالحها اكبر بكثير من خلافاتهم فعليهم ان يكونوا تحت التوجه الايراني لتحقيق مصالحها واهدافها في العراق حتى وان كان ذلك على حساب مصالح شعبنا المهم رضى وقبول ايران عنهم وهذا هو المهم ....
والا نسأل لمصلحة من هذا الائتلاف ..؟؟ ماذا قدموا لناخبيهم في المحافظات الجنوبية على وجه الخصوص الذين جاءوا بهم الى الحكم ....؟؟

في الوقت الذي حققوا لانفسهم الكثير والكثير جدا ، انظروا الى ممتلكاتهم واموالهم وقصورهم في الداخل والخارج ومحطات التلفزة ووسائل الاعلام والأموال المنقوله وغير المنقوله والخدم والحشم والموالي يسيرون خلفهم كعبيد .. من اين لهم كل هذا ..؟؟ اليس من حقنا كمواطنين ان نسأل من اين لكم هذا ايها السادة ..؟؟ امن اجل هذا تجددون ائتلافكم ..؟؟

نقول الايام القادمة ستكون حبلى بالمفاجأت لان شعبنا وعى الحقيقة وعرف من كان سببا في معاناته ومآسيه خلال السنوات الماضية ..الانتخابات القادمة ستكون خطوة متقدمة على طريق بناء العراق الجديد ، وان ذلك طبعا يتم بتوحيد كل الجهود المخلصة من ابناء شعبنا ليكون لتضحياتهم الدور الكبير والاساسي للحد من سيطرة وسطوة هؤلاء على مقاليد الحكم مجددا ، كفى ما عاناه شعبنا على يد الاحزاب الدينية والقومية التي استأثرت بالسلطة بغفلة عن الزمن ، فهذه التحالفات تحد من حرية المواطن وتسلب ارادته في الاختيار والتعبير بشكل حر وديمقراطي ، فهل سنعى الحقيقة ونتجاوز المرحلة بأقل التضحيات ام سنستمر بدفع ضريبة الوجود لتعاسة الحياة في ظل هكذا انظمة .........
 


30/ 8 /2009


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس