| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

الأحد 2/3/ 2008



التدخل التركي .... والموقف الكردي ....!!

يعكوب ابونا

اياما تمضي والتدخل التركي مستمرفي شمال العراق ، والآلة الحربية العسكرية التركية تعمل عملها في قصف القرى وقطع الامدادات عنها بقطع وهدم الجسور وتدمير الطرق التي تربط تلك القرى بمراكز المدن المختلفة من شمالنا الحبيب ، فالضحايا بطبيعة الحال تتساقط والاضرار المادية والمعنوية تصيب شعبنا في ارواحه وامواله في تلك المناطق .... ان نتائج عملياتهم العسكرية لا يعرف مداها وابعادها ، لان تصريحاتهم تقول بأنهم سيحاربون حزب العمال الكردي والقضاء عليه او الحد من نشاطه الاجرامي والارهابي كما يصفونها هم ....
ولكن الواقع قد يؤدي الى قتل او تصفية بعض عناصرهذا الحزب وتدمير مواقعه هنا او هناك ،اما الادعاء بتصفيته نهائيا فهذا مشكوك به ...؟؟
ولكن لا ننسى بأن أضرارا بليغة ستصيب ابناء شعبنا الذين شاء حظهم العاثر ان يكونوا من سكنة القرى الحدودية التي من السهولة بمكان ان تكون تحت مرمى المدفع التركي من جهة وسيطرة وابتزاز حزب العمال الكردي من جهة اخرى ، والمعروف بأن اكثر تلك القرى هي التي يقطنها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري التي تنال القسط الاكبرمن تلك الاضرار ماديا ومعنويا ....

معروف بأن العمليات العسكرية التركية الحالية ليست العمليات الاولى في شمال العراق ولن تكن الاخيرة ، لان الواقع وكما جاء على لسان اكثر من مسؤول تركي بان خلال العشرين السنة الماضية قد تدخل الجيش التركي في شمال العراق لمتابعة ومعاقبة جماعة حزب العمال الكردستناني اكثر من عشرين مرة .... ففي عملياتهم العشرين لم يستطيعوا ان يضعوا حد لنشاط حزب العمال ، والا لما كانت بحاجة الى هذه العملية الجديدة ........علما بان كان هناك اتفاق مع النظام العراقي السابق ، منح الحق للجيش التركي للتدخل في شمال العراق لمتابعة حزب العمال الكردي التركي ومحاربته في اي وقت ، ورغم كل تلك التسهيلات المقدمه لهم من الحكومة البعثية الا انه الاتراك لم يحققوا الانتصار، على حزب العمال ، اما الان يصرون على تحقيق ذلك النصر المنشود قبل الانسحاب ، ماهو هذا النصرالمطلوب ياترى في الوقت الراهن ليحققوه في شمال العراق..؟؟ لا احد يعرف ....!!

ووفق المفهوم العسكري للتحركات العسكرية في المناطق تحدد اهدافها بمقدار تقدمها لتحقيق الانتصار في الساحة وفق معيار الحد من قدرات العدو وشل حركته واعماله في مناطق العمليات على اقل تقدير ...وبما ان ساحة التحرك لحزب العمال هي اكبر بكثير مما ينوى ويستطيع الجيش التركي السيطره عليها وتحقيق النصر عليها فهي ليست محدد بشمال العراق ، لان تواجد حزب العمال وتحركاته تمتد من شمال العراق الى كل مناطق تواجد مؤيديه و انصاره فهم على امتداد الساحة التركية واراضيها عموما ، لذا ليس سهلا محاربتهم والقضاء عليهم بخطط عسكرية او عمليات حربية ، لان نتائج تلك التحركات والعمليات ستمس امن واستقرار المواطنين الاتراك قبل غيرهم ...
فلا بد ان يكون هناك بديل لهذه العمليات تحد من قوة وعمليات الارهابية لحزب العمال .... لان عمليات الحزب ونشاطه كمجموعة ثوار قوميين يتعاملون وفق سياسة الكر والفر في اساسيات عملياتهم العسكرية ، بمعنى اخر تسلك في عملها الحربي والمقاوم اسس تنظيمية لحرب العصابات فهي استراتيجيتهم وتكتيكهم الحربي والعسكري ... فمن الصعوبة بمكان القضاء على عصابات مسلحة تمارس عملها المقاوم هنا او هناك ..فمن جراء ذلك سوف يتحمل الطرفان الكثير من الخسائر في الاموال والاوراح بدون ان يحقق اي من الطرفين نتائج المطلوبه في استراتيجيتهم وطموحاتهم ، ولكن بدون شك ستبقى الدولة التركية قوة فاعلة في وجودها وسطوتها على الساحة ، وستبقى المقاومة كحرب عصابات مستمرة باي شكل من الاشكال وفق افرازات الواقع وكما تمليه عليها .ايدولوجيتها النضالية ..

ومع ذلك نقول علينا ان لانستبعد ان النتيجة ستكون مرهونة بالمتغيرات على الساحة الدولية اولا وعلى ما يتمخض عنها قرارات الاممية الدولية في منح الحقوق او حجبها عن هذا او ذاك .. وبما ان الوضع الراهن في تركيا يسير في اتجاهين مختلفين ومتناقضين ، نجد اهمها اصرار تركيا على الدخول في الاتحاد الاوروبي ، وما يمليه عليها هذا الالتزام بالكثير من الواجبات تجاه الحقوق التي يجب تنفيذها والقيام بها تجاه شعبها بكل قومياته واديانه ومنح الحقوق المواطنه وفق معيار المساوات والعدالة والحرية للجميع ، والغاء التمييزبسبب الدين او القومية او الطائفة لتتماشى ومنهجيه الاستراتيجية الغربية ، لكي تحظى عندها تركيا برضى وقبول اوربا لتسيرفي فلكها وفق معاييرالعلاقات المميزة ...وبعكسه ستكون قضية حزب العمال التركي التي تريد تركيا وضع حد لاعماله ونشاطه ، كالعقدة في المنشار امام تركيا لكي تحظى برضى وقبول اوروبي وامريكي ..
ومن جانب اخر نجد بان القوى ذاتها ومعها امريكا قد وضعت حزب العمال الكردستاني في قائمة الارهاب ،بمعنى انها مع تركيا بالوقوف بوجه هذا الحزب الارهابي ، رغم ان لهذه القوه الفاعلة الفضل في انقاذ راس زعيم حزب العمال الكردي عبد الله او جلان ،من حكم الاعدام المحكوم به ، فانقذوه من الموت المحقق..
لذا نجد بان الثوابت السياسية لايمكن ان تستقيم الى الابد ،فهي معرض للتغيرات وفق مصالح ذاتية وانية ،، فكل الثوابت قابله للتغير والكثيرمن المتغيرات قابله للاستحكامات والتاثيرات وجعلها ثوابت مرحلية حسب الحاجة والمصلحة المطلوبه ، لذا ليس هناك مطلقا صداقة دائمة في السياسة بل هناك دائما مصالح دائمة ..

من هنا كان على القادة والساسة الاكراد في تركيا خصوصا ان يجدوا بان اللعبة السياسية يمكن ان تاتي ثمارها اذا عرفوا كيفية استغلالها بشكل جيد ..لان سياسة العنف والعنف المضاد في هذا الزمن مهما يقال في تبريره سوف لا يجدي نفعا مع المتغيرات الاساسية التي تحدث يوميا على ارض الواقع من قبل الدول الفاعله وخاصة الولايات المتحدة الامريكية التي تتحكم بكل خيوط اللعبه لكونها القطب الوحيد بسطوتها وسيطرتها على العالم ..

وكذلك كان على الساسة قادة اكراد العراق ان تكون لهم رؤية وموقف حسب تجربتهم مع الغرب والولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص ، يتماشى مع حركة المتغيرات في الساحة وليس الوقوف بوجه تلك المتغيرات كما حدث عندما تحدوا الحكومة التركي وتجاوزوا بطروحاتهم وخطاباتهم حسب المفهوم التركي لها ، بدفاعهم عن حزب العمال الكردي التركي ، مما اثار حفيظة تركيا لدرجة جاء رد فعل رئيس الوزراء اردوغان رد جارحا وشديدا ، عندما قال على قادة الاكراد وزعمائهم ان يتحدثوا بقدر حجمهم ولا يتجاوزا الخطوط الحمراء......
لذا كان للتدخل التركي اسبابه ودوافعه في الشمال العراق ، فمن قال هو ابعاد مشاكهم وازماتهم الداخلية الى الخارج ، ومنهم من قال بانها رسالة الى اكراد العراق بان تركيا لهم بالمرصاد في الكثير من الامور كانفصال عن العراق او ضم كركوك الى الاقليم او غير ذلك....ومنهم من قال نفيا على لسان المسؤوليين الاتراك بان هناك صفقة بين امريكا والاتراك للدخول الى شمال العراق ، فانكروا الاتراك وجود مثل تلك الصفقة ..

ولكن نقول ان لم تكن هناك مثل تلك الصفقة بين الاتراك وامريكا ، فبالتاكيد هناك الكثير من المتغيرات في الموقف الامريكي تجاه اكراد العراق ، وهذا بحد ذاته يشكل موضوعا مهما جدا للاكراد عليهم قراءته بموضوعية ، لان الملاحظ فعلا بعد سقوط الصنم في 2003 نجد الكثير من المتغيرات في الساحة الكردية ، هل هو بفعل السياسة الامريكية المتغيرة ..؟؟ ام بسبب المتغيرات في السياسة الكردية ..؟؟ كانوا الاكراد يعولون كثيرا على علاقاتهم المميز مع امريكا ، وفق تلك الرؤى اعتقدوا بان المتغيرات في حركة التكتيك المرحلي لمصالحهم سوف يخدم قضاياهم القومية حتى وان كانت على حساب المصلحة الوطنية العراقية .. متوقعين من الامريكان المساندة بسبب تلك العلاقة المميزة بينهم ...الا ان الواقع اثبت خلاف ذلك ، وان العلاقة مع الامريكان يشوبها الكثير من الفتور، ومتدهوره الى حد لا تخدم مصالح الاكراد بالمرة ، ولايمكن لمثل هذه العلاقات ان يراهنوا عليها قادة الاكراد في تحقق مصالحهم كما كانوا في الماضي يتوقعونه ويخططون لتنفيذه ، فشتان بين الزمنيين ... على الاكراد ان يعوا تلك الحقيقة ويبنوا علاقاتهم وفق منظور المصالح المتبادلة وليس استغلال تلك العلاقة لتحقيق مصالح مميزه وخاصة ، فهذا ما لا يتماشى والسياسية امريكا ومصالحها التي استطاعت ان تسيطرة على العالم كقطب وحيد في العالم بدون منافس ... فهل يعقل ان تكون مصالحها الاستراتيجية وخططها التكتيكية في ارجاء العالم مرهون بتحقيق مصالح الاكراد او غيرهم لتعطيها الاولوية على مصالحها ....اشك بذلك ...؟ والا لكانت امريكا قد انتهت من زمان ...

فعندما تقرر امريكا امرا فهي تعنيه وعلى السايرين في ركابها والموالين لها قراءته بموضوعية والعمل وفق ما خطط له وليس عكسه ، فعندما تضع امريكا حزب العمال الكردي التركي في قائمة وخانة الارهاب الدولي يعني انه حزب ارهابي ، ويجب التعامل معه وفق ذلك المنظورخاصة وان قرارها اكتسب الشرعية الدولية ، ومعارضته يعني الاخلال بالقانونين الدولية والاستهانه بالشرعية الدولية التي اقرته ، فكان موقف القيادة الكردية متمثله بشخص رئيس الاقليم بالدفاع ومساندة حزب العمال الكردي التركي ، رغم علمها بانه حزب ارهابي بقرار دولي تبنته امريكا ، يعني ذلك محاولة الاكراد الخروج من تحت المظلة الامريكية او محاولتهم لذلك .. ؟؟ فهل يخدم ذلك مصلحة الاكراد عموما ..؟؟..سؤال يطرح نفسه ..؟؟ كما نسمع هذه الايام من هنا او هناك اصوات لبعض القومجيين المتعصبين الكرد ينادون ويطلبون من القيادة الكردية اعلان موقف جري وبطولي كما يسمونه باعلان الانفصال او استقلال الاقليم من العراق ومن جانب واحد ، على اساس اثبات القوة وتحدا لامريكا اولا ولا اردة الشعب العراقي عموما ثانيا ...
هل هذا الاصوات النشاز تخدم مصالح الاكراد من قريب او بعيد ..؟؟ اليست مثل هذه الاصوات تدفع الاكراد الى الانتحار.... وقد تسئ الى المصالح الكردية ومستقبل علاقاتها بعموم شعبنا العراقي ، وتاثير ذلك على مستقبل علاقاتهم بالدول الاخر وامريكا خاصة .. بهذا الطرح تفقد الحركة القومية الكردية مكتسباتها النضالية التي حققتها عبرالسنوات الماضية .. لتصبح طريدة الجميع من الداخل ومن الخارج عندما تقدم على عمل كرد فعل معاكس للوضع الراهن ..

علينا ان نعي الدرس فدخول الجيش التركي شمال العراق وبضوء اخضرامريكي اعطى مما لا يقبل الشك بان الوضع الكردي في العلاقات الدولية والمكانه المميز مع الامريكان ليس كما كان في سابق ، وان امريكا هي التي سمحت للاتراك دخول شمال العراق وهي التي ستجبر الاتراك من الخروج من شمال العراق ...
وليس موقف الحكومة العراقية او بطولة حكومة الاقليم ستجبرتركيا على ذلك ...

ولكن كما يقال (رب ّ ضارة نافعة) صحيح قد الحقوا الاتراك اضرارا في الممتلكات والارواح في شمال العراق ، الا ان الصوت الكردي رجع الى سابق عهده بالحديث عن الوطن والوطنية، وبناء الدولة الاتحادية والفدرالية في ظل حكم ديمقراطي منشود هو المطلوب تحقيقه في بناء العراق المستقبل ، فرجوع الاكراد الى الخيمة العراقية هو مكسب وطني لا يضاهية مكسب ، فالنفع العام بوحدة كل العراقيين ،والمصلحة العامة تحقق للكل مصالحهم ،فبناء عراق المستقبل بجهود كل الخيرين هو المطلوب ، وليس غيره ... لننشد لعراق كل العراقيين ..........


29 /2 /2008






 


 

Counters

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس