| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

                                                                                     الأحد 26/2/ 2012



ما هو البديل للخيار
العسكري في سوريا ..!!؟؟

يعكوب ابونا

عند الحديث عما يجري في سوريا لابد لنا ان نتعرف على شخص الرئيس بشار الاسد وحكمه فهو من مواليد 15 ايلول 1965 خريج جامعة دمشق للعيون عام 1988 درس في لندن لمدة سنتين وعاد منها الى سوريا عام 1994 وورث الحكم عام 2000عن ابيه حافظ الاسد الذي حكم سوريا منذ عام 1970 ، ولعدم اكماله السن الدستورية  للرئاسة تم تعديل الدستور من قبل مجلس الشعب ليسمح له ان يكون رئيسا بدلا عن والده المتوفي ولاضفاء الشرعية لهذه العملية تم اجراء استفتاء عام على ذلك واصبح رئيسا لسوريا علما بان سوريا هي دولة جمهورية وليست ملكية وهذه هي اول سابقه في تاريخ سوريا بان الابن يرث ابيه في الحكم ، بالاضافة الى ان رئيس الجمهورية هو القائد العام للقوات المسلحة  والامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ...

كان الشعب السوري والشباب بشكل خاص كانوا يتوقعون بان يكون عصر الرئيس  الشاب افضل من عصر والده كما وعدهم بانه سوف يقدم لهم الكثير من الانجازات الا ان ذلك كان مجرد وعود في شبك لم يقدم ولم يستطع ان يقدم لشعبه شئ ولكن الذي حدث هو العكس تماماً فالظلم والقمع والاستبداد والفساد المالي والاداري والمحسوبية والمنسوبية و بروز اقطاب من رجال المال والاعمال المقربين من سدة الحكم يتحكموا باقتصاد البلد وسياسته العامة ، يعزى الكثيرون اخفاق الرئيس في تحقيق ما وعد به الى تمسكه بالحرس القديم الذي كان في زمن والده وهكذا كان حكمه امتدادا لحكم والده ، فعدم استغناءه عن الحرس القديم والاتيان بالحرس الجديد ليتماشى والمرحله سبّب له اخفاقات كثيرة في طريق تقدم المجتمع السوري والنهوض به وتطوره ولم يحدث شئ ايجابي في عهده ،الحكومة تمارس ابشع اساليب القمع والبطش بحق الشعب ومجلس الشعب يصفق ويشرع قوانين لكي يضفي على اعمال الحكومة الشرعية الدستورية والقانونية ....

هذا الواقع المرير تعيشه شعوبنا العربية كافه فكان لابد ان يحدث تغيير في المعطيات الاساسية للانسان العربي فكانت انتفاضة الشعوب بعد ان تحررت من هاجس الخوف الذي كان يسيطرعلى عقولنا وسلوكنا من السلطة وتطلعاتها ،  وهذا التحرر الفكري بحد ذاته يشكل نصف الانتصار في مسيرة حياة الانسان والشعوب لانها ارتقت الى مستوى التضحيات وتقديم الدماء من اجل حقوق  يريدونها وحياة ينشدونها ولا ننسى بان للحرية ثمن يجب ان يدفعه كل من يريدها ، لهذا كان ربيعا عربيا ابتدأ من تونس الخضراء وامتد الى مصر وليبيا واليمن وسوريا التي تعيش المغاض والكل يعرف ماذا كانت نتيجة تلك الانتفاضات وثورات تلك الشعوب وماذا كان مصير بن علي ومبارك والقذافي ومصيرعبد الله صالح والقائمة ستطول بالاسماء في الايام القادمه لان كل قادتنا مرشحين للزوال ، فالمفروض بحكام سوريا ان يتعظوا من تجربة هؤلاء الحكام وشعوب تلك الدول لان الشعب السوري شعب التضحيات والمستميت من اجل بناء غد افضل ، ولكن للاسف لا زال التعنت والغطرسه يملأن عقول قادة سوريا لتمارس ابشع اساليب القمع والقتل والاعتقالات معتقدين بانهم بهذه الاساليب سوف يستطيعون اخماد ثورة الشعب والقضاء على طموحه ، ولكن نجد العكس الجماهير تزداد قوة واندفاعا في الانتفاضة ولا نجد مدينه في سوريا الا وفيها انتفاضة تنادي بالاستنكاروبسقوط الحكومة فالشعب السوري لابد ان ينتصر والحكومة سوف تسقط اجلا ام عاجلا لان الغلبة والانتصار للشعوب دائما اما الحكومات فهي زائله والدليل مئات الحكومات انتهت في حين لا زالت شعوب تلك البلدان موجوده وباقيه وهي مصدر لحكومات جديدة قادمة ، الشعب تعلم ان يقول (لا) لانه قضى على هاجس الخوف من السلطة واستبدادها فلا خوف من ان تأتي اية حكومة مهما كانت بعد ان تسقط هذه الحكومة لان الشعب سوف يسقط اية حكومة مستقبلا لا تحقق له طموحاته واهدافه ..

العالم اليوم اصبح قرية صغيرة والكل مهتم ومتابع لما يجري هنا او هناك وخير دليل على ذلك موقف ومساندة الرأى العام العالمي لانتفاضات الشعوب العربية والدعم والمساندة التي تحظى بها انتفاضة الشعب للسوري وانعكاساتها على الساحة العربية فكان موقف الجامعة العربية ومحاولاتها لانهاء الازمة في سوريا الا ان تعنت الحكم هناك واصراره على قمع شعبه وعدم استجابة الحكومة للحلول التي قدمتها الجامعة العربية افشل مهمتها مما اضطرت معه الجامعه وتحت ضغط وطلب المنتفضين السوريين الى احالة الملف الى مجلس الامن الدولي للنظر في امكانية انهاء الازمه وانقاذ الشعب السوري وحكام سوريا من هذا المآزق فاخفق المجلس بايجاد الاليه للخروج من هذا المآزق بسبب استعمال روسيا والصين حق النقض ( الفيتو ) الامر الذي زاد من تعنت السلطة وقمعها للشعب السوري بحجة صواب ما تقوم به والا لما وقفت روسيا والصين تساندها وتدافع عنها   امام المجتمع الدولي ، وطبعا هذا التاؤيل وهذا التفكير هوالغباء بعينه ؟؟ عندما تعتقد اي سلطة بان قمع شعبها بالقتل والاعتقال بانه حقها الدستوري ومن خلاله تحقق الامن والاستقرار وهي بهذا تزيد من سفك الدماء والاعمال الاجرامية المنافية لحقوق الانسان والقيم الانسانية .. لذلك نجد يوماً بعد اخر تزداد عزلة الحكومة السورية عربيا ودوليا والكثير من الدول سحبت سفرائها من سوريا واعتراف دول اخرى بممثلين عن الانتفاضه فتكون الحكومة السورية والحالة هذه قد فقدت الشرعية الدستورية والدولية ، فالتجاء السلطة واستمرارها بقمع شعبها على يد ازلام البعث المقيت والشبيحة والعسكر وبعض المليشيات الايرانية ولاحزاب شيعية عراقيه  وحزب الله اعمال مدانه تشكل جريمه يعاقب عليها القانون الدولي وتستوجب رفعها امام المحكمة الجنايات الدولية في لاهاي ، وهذا ما سوف يحدث وما سيبرر لمجلس الامن من التدخل بخلق ممرات امنه او مناطق امنه وبها سيزداد القتل والابادة الجماعية لشعب سوريا ومن الطبيعي ان تتطور تلك الاجراءات الى عمليات عسكرية مباشرة كالتي حدثت في ليبيا لوضع حد لانتهاكات حقوق الانسان ولانقاذ الشعب السوري من براثن حكومة البعث المقيت ، ولحد الان يظهر بان هذه الطروحات والاجراءات مرتبطة بتحركات دولية في المنطقة تعزز فاعليتها المواقف التي يتم اتخاذها في سوريا لان الظاهر ان  الطبخه لازالت على نار هادئة لتحقق ابعادها مصحوبه بمرونه التعامل  الدولي مع بشار الاسد والمنطقة ، لمنحه فرصة لانقاذ نفسه وشعبه من مغبة ما سيحدث بتدخل القوى العسكرية في الشأن السوري وهي فعلا فرصة  لكي يعيد الاسد حساباته في واقع الازمة الراهنة وكيفية الخروج منها ، لانه بامكان الرئيس الاسد ان يخرج من هذه الازمة باقل الخسائر لو استعمل الحكنه السياسية وقرأ الواقع بموضوعية وعقلانية وبدون تعنت ومغالاة في اساليب القمع والانتهاكات سيجد بان الشعب السوري عانى الكثير من ظلم السلطة فالشعب انتفض بوجه الحكومة بسبب سلوكها واعمالها ، وبما ان هذه الحكومة تأخذ شرعيتها من البرلمان او ما يسمى بمجلس الشعب فيكون مجلس الشعب مشاركة مع الحكومة باعمالها واجرامها فهو مدان كذلك من قبل الشعب ، ولكي تضفي الحكومة والمجلس شرعيتهما على الاعمال والانتهاكات التي يمارسونها ضد الشعب فانهم شرعوا دستورا يحقق لهم اهدافهم ويشرعن لهم اعمالهم الاجرامية ..اذاً امامنا الاشكاليات التالية التي يناضل الشعب من اجل ازاحتها وايجاد بديل لها هي ....

1-   اعمال الحكومة ..

2-   مجلس الشعب الموالي للحكومة والبعث المقيت ..

3-   الدستور الذي شرع  لخدمة البعث والنظام ..

هذه العوامل الثلاثة احدهما مرتبط بالاخر واحدهما يبرر للاخر في مصادرة الحقوق وقمع الحريات والانتهاكات والقتل والاعتقالات واستمرار وبقاء الحكومة في السلطة ..  فالحل البديل عن التدخل العسكري الدولي وانقاذ سوريا وشعبها ، هو ان يتخذ بشار الاسد وبأسرع وقت الاجراءات التالية ...

1-   اقالة الحكومة ..

2-   حل مجلس الشعب

3-   ايقاف العمل بالدستور..

4-   تشكيل حكومة مؤقتة من المعارضة وباشراك عناصر غير ملطخة اياديهم بدماء الشعب السوري ممن يختارهم الرئيس .. مهمتها الاعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية  خلال مدة لا تتجاوز سنه او سنتنين واعداد دستور جديد من قبل برلمان منتخب  ...

5-   منح الرئيس ضمانات كالتي منحت لعبد الله صالح في اليمن ..

هذه الاجراءات دستورية باستطاعة بشار الاسد اتخاذها ، وعليه ان يعى بان التعامل المرن الذي تمارسه معه المحافل الدولية هو لانقاذ سوريا وشعبها وقادتها مما ستؤول اليه من نتائج تلك العمليات العسكرية من المصير الذي ينتظرهم اذا استمروا وتمادوا في غيهم ، الوقت لازال امام بشار بان يختار النهايه التي يريد ان يصل اليها كمصير القذافي ام مصيرعبد الله صالح قبل فوات الفرصة....ولله في خلقه شؤون ..


 26 /2 /2012
 

 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس