| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

 

الأثنين 26/2/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

هـــل الكلـــــــدان اشوريون ....؟؟
ام الاشوريون كلــــــــدان .....؟؟
الجزء الثامن

 

يعكوب ابونــا

البطريرك مار يوحنا سولاقا بلو
1553 – 1555


دير الربان هــــــرمـــــــــز- القوش


دير الربان هــــــــــــرمز - القوش

في هذا الدير كان الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق ، هنا كان يعيش البطريرك شمعون برماما من بيت ابونا .. وهو الديرالذي كان مار يوحنا سولاقا بلو رئيسه .
وفي هذا الدير ضريح الربان هرمزد ، ويقابله اضرحه بطاركة الكنيسة المشرق من بيت ابونا الشهير، حيث هناك تسع قطع من حجر الرخام ، مكتوبه باللغة الارامية ، تشير كل منها الى اسم البطريرك وسنة وفاته ونبذة عن حياته ، وهولاء البطاركة التسعة هم من ضمن 27 باطريرك من العائلة الابوية التي اداروا كنيسة المشرق من عام 1318 ولغاية عام 1975 ...
وان الاحداث التي تحدثنا عنها في الحلقة السابقة كانت قد جرت في هذا الدير، وتحدثنا عن كيفة اختطاف رئيس الدير مار يوحنا سولاقا من الدير، وطبعا كان قد سبقه اجتماع تمهيدي كما يسمية الاب البير ابونا في ص 133 – 135 من الجزء 3 من كتابه تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية ، عقد في الجزيرة ضم قادة الحركة وهم ثلاثة اساقفه "( اسقف اربيل – واسقف سلماس – واسقف اذربيجان ) وادى الى اجتماع اخر اعم في مدينة الموصل ، وحضره وفود من الاقليروس والعلمانين من شتى الاماكن ، وكان ذلك في مطلع عام 1552 .. قرروا ارسال مارسولاقا بلو الى روما لينال التاييد والتثبيت من الحبر الاعظم الذي كان انذاك البابا يوليوس الثالث .. وقد رافقه وفد الى اورشليم ومنها الى روما وبرفقته ثلاثة اشخاص ولم يصل منهم الى روما سوى واحد منهم ...اذ توفي احدهم في الطريق والاخربسبب مرضه لم يستطيع اكمال المسير الى روما "..
وما هو منقول لنا عبر الاشارات التاريخية التي اشرنا الى البعض منها، لم نجد ما يشير الى موقف البطريرك برماما من كل الذي حدث ، سلبا او ايجابا ..
لذا سنحاول قراءة ما حدث بموضوعية وبتجرد ، عسى ان نتوصل الى معرفة ما حدث أنذاك فعلا ....
التاريخ الكنسي عبر تاريخه الطويل يبين لنا بانه كانت هنالك دائما اتصالات بين كنيستى المشرق وكنيسة روما ....
رغم العزلة الذي احاط بكنيسة المشرق أجيالاً عديدة، الا انه كانت هناك بعض الاتصالات خاصة ابان الحكم المغولي ، ومن اهم تلك الاتصالات المراسلات التي جرت بين البطريرك سبريشوع ابن المسيحي (1227م-1257م) والبابا انوشنسيوس الرابع، وبين يابالاها الثالث (1281م-1317م) وبندكتس التاسع .. اذا كانت هناك اتصالات بين الكنيستين عبر الزمن لاسباب ومسببات مختلفة ، وكانت للظروف ان تتحكم في الكثير منها ، فعندما نتعرف على البعض من تلك الظروف التي كانت تمربها كنيسة المشرق سنجد بانه كان ضروريا ومبررا لمثل هذا الاتصال ...
جاء في ص 151- 152 من كتاب نزهة المشتاق " للعلامة يوسف غنيمة - هجر النساطرة بغداد والبصرة وكل مدن العراق ماعدا الموصل وتوابعها والتجاؤا الى قمم جبال كردستان وبلاد الفرس حتى انقطع ذكرهم من عاصمة العباسيين عهدا وخربت بيعهم وهدمت معابدهم وباتت ديرتهم قاعا بلقما يعشش فيها اليوم والغربان وباد كل معبد لهم . ولم تعد فئة من النصارى الى مدينة السلام الا بعد مرور قرن او اكثر على نزوح اجدادهم عنها "
وفي ص 195 من كتاب خلاصة تاريخ العراق جاء " وكان الشاه اسمعيل قد ذبح جميع نصارى المدينة ( اي بغداد ) ولم يبقى واحدا منهم " وفي كتاب اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث في صفحاته 4 – 20 " اما نصارى فكانوا من اصول وطوائف عديدة. وقد كونوا في الموصل قسما كبيرا من سكان المدينة وانتشرت قراهم الاهلية في تلال المنخفضة في الشمال . وتجمعت في انحاء كردستان مجمعات مسيحية صغيرة حول دير من الاديرة وحافظوا على كهنوتهم ...."
ويذهب الاب جان موريس فييه الدومنيكي في الاثار المسيحية في الموصل –ص70 – 71 ، " وشهد القرنان الخامس والسادس عشر اضطرابات كثيرة الا ان كنائس الموصل ظلت صامدة ولم تصب باذى ، في حين ان جميع الاديرة المحيطة بالموصل تقريبا هجرها رهبانها ، فدمرت او تهدمت ... .. وبعد اسماعيل شاه والحكم الفارسي جاء العثمانيون بزعامة سليم الاول ، وفي عهده استولى محمد باشا حاكم ديار بكر على الموصل سنة 1516 فاحرق المدينة واعمل السيف في رقاب بعض سكانها .."
فنتسائل في مثل هذه الظروف هل يمكن ان يتخيل احدا بان هناك من يفكر بالقيام بتمرد او العمل حتى ان كان هناك مايبرر تصحيح وضع من الاوضاع الكنسية ليقود تمردا ويعقد اجتماع تلو الاجتماع هنا وهناك لغرض الاحتجاج على قاعدة كنسية واجراءات مرعية مرعليها اكثر من مائة عام .. هل كانت الظروف ملائمة لذلك ..؟؟
نستخلص من ذلك ، بان لتلك الاحداث تاثيرا كبيرا دفع الاباء والمؤمنين الى الالتجاء الى روما . املين مساعدتهم للخروج من محنتهم التي كانوا يعيشونها ، لان لروما مكانه وامكانية في الساحة الاوروبية، يمكن من خلالها الضغط على الدولة العثمانية بشكل او باخرة ...
لذا قرروا الاباء الضغط على الكرسي البطريركي لارسال سفارة او وفدا الى روما وعرض معاناتهم على البابا . فكان لابد من التشاور بين المؤمنين والاساقفة لايجاد الوسيلة لاقناع البطريرك بما يجب ان يفعله .. لان البطريركية وحسب مامعروف في العلاقات الكنسية مع روما ، كان لها دائما موقف محدد ومعين في تعاملها مع كنيسة الشرق ،، الا انه وتحت ضغظ المجتمعين وقرارهم بضرورة القيام بهذه المحاولة ، فلم يجد البطريرك الا ان يتجاوب مع طلب المجتمعين بمفاتحة روما والحديث معهم بشان ما يمكن ان يقدموه لمسيحي الشرق ، فوجد واياهم بان خير من يمثلهم في هذه السفارة هو رئيس الدير ماريوحنا سولاقا بلو لما كان يتمتع به هذا الرجل من الخصال والصفات الحميدة والكفاءة والمقدره العالية في الاقناع والادارة .. فكان موفدا لكنيسة المشرق الى روما ، وليس موفد المتمردين كما يحلو للبعض تسميته ..
وصل روما في 15 تشرين الثاني سنة 1552 ميلادية مع مرافق واحد. فكانت المداولات والمناقشات مطولة مع المسؤولين في روما، وكان لابد لرجل مثل سولاقا بلو وهو قاصدا روما من اجل كسب ودهم وطلب مساعدتهم فلابد له ان يكون مرنا ومتجاوبا ، على امل ان ذلك سوف يسهل مهمته .... يقول المطران سرهد جموفي مقال له - ان سولاقا بلو -
"لم يكن لاهوتياً، ولا اوضاع ذلك الزمان، القاسي على كنيسة المشرق،كانت توفر للرهبان والمهنة دراسة لاهوتية كاملة متبحرة، ومن الناحية الاخرى، لم تكن الذهنية الرومانية المعاصرة على انفتاح كاف لتقبل تنوع الذهنية الشرفية وتقاليدها. وهكذا تقابلت في شخص سولاقا واعضاء اللجنة الرومانية ذهنيتان مختلفتان هما الذهنية الشرقية والذهنية الغربية، ولا بد ان سولاقا تضايق من أسئلة اللجنة الرومانية "..
من هنا كانت مهمة سولاقا صعبه لانه كان في موقف ضعيف يطلب ودهم مخاطبيه ومساعدتهم ،فكان هذا الموقف مختلف كليا عن ما وجدناه سابقا من موقف ( لمطران صوما ) الذي كان قد اوفده البطريرك يبالاها المغولي والملك المغولي ارغون عام 1287 ميلادية الى روما ، لانه كان في موقف قويا ومتساوى من محاوريه ، لذلك كان جداله معهم محددا فعندما اخذوا الكرادلة يناقشوه في امورالعقيدة واللاهوت فما كان منهم الا ان يجيبهم بانه لم ياتي هنا لامتحان معتقده وايمانه بل جاء في سفارة لايصال رسالة الى بابا لاغير ... وهذا ما كان يعجزعن قوله مار سولاقا بلو لاختلاف الموقفين وتباين المهمتين ، سولاقا ذاهب لطلب المساعدة لرعيته وشعبه من روما فلابد ان يكون اكثر أنصاعا لطلباتهم ايمانا منه بان ذلك ينصب في صالح المهمة التي جاء من اجلها ... ويضيف المطران سرهد جمو – " أجتاز سولاقا الامتحان، الا أن ذلك لم يكن كافياً لروما، اذ كان عليه ان يتلقى شبه دروس في اللاهوت العام واللاهوت الغربي. وقد صيغ له آخر الامر قانون ايمان مفصل، وقعه راضياً، وحمله معه الى بلاده. وهكذا أنتهى الامر بتوقيع وثيقة اتحاد حسب الصيغ الذي ترضى بها روما.".. اذا وجد سولاقا نفسه بطريركا وحسب ما خططة له روما ، ومن جانبه معتقدا بان ذلك سيسهل له مهمته بتقديم الافضل لمسيحي الشرق ، فمن خلال هذا الانتماء والعمل على كثلكة الاخرين من كنيسة المشرق ، سيكون افضل لهم مما هم عليه من حال.. بعد ان فشلت وعجزت كنيسة المشرق من تقديم ماهو مطلوب لرعاياها، من هنا كانت قناعة سولاقا بما اقدم عليه بالوافقة على تعينه بطريركا ...
يشير الدكتور يوسف حبي - في كتابه ( كنيسة المشرق الكلدانية-الاثورية ) في الصفحة 44-45 ، ... بعض الاسباب التي ادت الى الانشقاقات التي حدثت في كنيسة المشرق فيقول بهذا الصدد :" و قد بات واضحا اليوم ان تباين المصطلحات الفلسفية ( الارسطوطالية او الافلاطونية و الافلوطينية ) و التحليل اللاهوتي المختلف نظرا لتبنيه هذه الفلسفة او تلك هما في اساس خلاف ادى الى تكفير الواحد للآخر بل الى منازعات مؤذية للطرفين استمرت اجيالا و كانت بعيدة كل البعد عن روح الحوار و المحبة و التفاهم، ثم كان الانشطار الآخر بسبب الشركة الرسمية لروما عام 1553 ، حين لجأ قسم من اتباع كنيسة المشرق الى روما في ظروف حرجة دفع اليها ما اصاب الادارة الكنسية من الانحلال جراء القيام بانتقاضة حتى اسفر الاتحاد مع روما الى نشوء الكنيسة الكلدانية .. " .
بعد ان قدم سولاقا صورة ايمانه ، اعلن البابا يوليوس الثالث في 20 شباط 1553 يوحنان سولاقا بطريركاً كاثوليكيا... باسم "بطريرك كنيسة الموصل في أثور" وفي 9 نيسان رسمه البابا بنفسه مطراناً ثم منحه في 28 نيسان بحضور مجمع الكرادلة درع السلطة الكنسية، فكان ذلك فاتحة عهد جديد من تاريخ كنيسة المشرق.... وهكذا كما يقولون من كتب بهذا المضار ... فأن سولاقا الذي جاء الى روما ليرتسم فيها بطريركاً ، أنتهى الامر به الى توقيع وثيقة اتحاد حسب الصيغ الذي ترضى بها روما. وهكذا احدثت شرخا كبيرا في كنيسة المشرق ..ولاكمال هذا المخطط ولكي تضمن روما تتابع مسيرة الاتحاد مع أبناء كنيسة المشرق، بعثت مع يوحنا سولاقا اثنين من مراسليها لتوطيد أسس التعليم الكاثوليكي في نفوس رعيته، هما امبروزيوس الذي عين سفيراً بابوياً في بلاد المشرق والاب زهارا الراهب وعند عودتهما بعد ثلاث سنوات قدمت الدائرة الرومانية المختصة تقريراً عن نشاطهما الى الحبر الاعظم .. حيث جاء فيه :
مكث (المرسلان) فترة ثلاث سنوات، واعظين بكلمة الله، بيقظة واتعاب جمة، تلك الشعوب التي كانت تعتنق خطأ ً نسطوريوس الذي نسبة اليه دعوا نساطرة، معلمين ومهذبين اياهم في نزاهة التعليم الكاثوليكي... حتى أنهم اضحوا يستنكرون اسم نسطوريوس، ويرغبون في ان يدعوا كلداناً (عند فوستي، حوليات رهبنة الوعاظ الدومنيكان، المجلد 32 (1925)، 4، ص1- 30 ..)
هنا يذهب حبيب حنونا في كتابه تاريخ الكلدان ص 45 الى القول بان انتخاب يوحنا سولاقا كان انسلاخا وانشقاقا عن كنيسة المشرق وتنصيبه بطريركا ابتدات سلسلةاخرى لبطاركة المشرق ..
قد يصرالبعض الى ما ذهبوا اليه بان المجتمعين في الموصل هم الذين اختاروه بطريركا وزودوه برسالة الى بابا بهذا المفهوم ولتثبيته بطريكا .... !!! نقول قد يكون ذلك فيه بعض الصواب ولكن في الرسالة الكثير الذي ذهبنا نحن اليه ،، بدليك ان الذين كتبوا في هذا الموضوع هم من خريجي روما واصحاب شهادات فاتيكانية عالية ، وجهابذة في اللغة الم يستطع احدهم ان يعمل على ترجمة تلك الرسالة ؟؟ ولماذا يستندون فقط الى ما ذهب اليه الاب شموئيل جميل ؟ بدون ان يتاكدوا من اصل الرسالة وبامكانهم ذلك وبكل سهولة ويسر ، ولماذا يبقى الاب جميل هوالمصدر الوحيد لتلك الرسالة ....؟؟ اقول لكي لايتحملوا هم المسؤولية المعنوية على الاقل لما ورد في ترجمة تلك الرسالة ، التي اخدوها عن الاب جميل .... اذا اليس من الامانة التاريخية ان تشيروا الى الحقبة الزمنية التي كان بها الاب شموئيل جميل الم تكن تلك الحقبة هي الحقبة المتاججه في الصراع بين الكنيستيين الشرقية وروما .. ؟؟ .. فبطبيعة الحال ان تترجم الرسالة وتغتزل كما يراد لها ان تكون حسب ما يفرض عليه واجبه كداعية من دعاة الكثلكة ..
ويذكر الاب البير ابونا في ص138 المصدر السابق بان سولاقا غادر روما في شهر تموز سنة 1553 مع الوفد المرافق له ،فتوجها نحو ( أمد ) ديار بكر التي قصد ان يتخذها مقرا لبطريركيته الجديدة ، ووصلها صبيحة 12من تشرين الثاني سنة 1553 . ويذهب الدكتور هرمز ابونا في ص 72 من كتابه صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية – ان الدولة العثمانية ابان عظمتها وقوتها كانت توفر الحماية اللازمة لرعاياها فوجدت نشاطات المبشرين الكاثوليك بين صفوف رعايا السلطان المسيحيين ... فوجدت بان تلك الاعمال مشبوهة ما يؤثر على امن وسلامتها فعملت على معاقبة الذين وضعوا انفسهم في خدمة المصالح الاجنبية . فشنت حملة مطاردة ضدهم فقامت باعتقال ستة من مطارنة الامن الكاثوليك ، الى جانب البطريرك الكاثوليكي ماريوحنا سولاقا بلو العائد حديثا من روما .. فاصدر حكم الموت بحقهم فاعدموا جميعا باستثناء مطران ارمني واحد انقذ نفسه باعتنافه الاسلام ... لذا لم يكن للبطريرك برماما ابونا اي يد في مقتل مار سولاقا كما يدعون افتراء عليه ... خاصة وان البطريرك برماما وعائلة استمروا بعد ذلك لقرون يقدموا التضحيات الجسام من اجل كنيسة المشرق وابنائها ، رغم كل الظروف الصعبة لوجودهم على الكرسي البطريركي للكنيسة المشرق ............

يتبع الجزء /9
26 /2 / 2007
 

¤ الجزء السابع

¤ الجزء السادس

¤ الجزء الخامس

¤ الجزء الرابع

¤ الجزء الثالث

¤ الجزء الثاني

¤ الجزء الأول