| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

 

الأثنين 25/6/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


هل المنطقة الأمنة في سهل نينوى مطلوبة الان ..؟؟


المحامي يعكوب ابونا

مما لايختلف عليه اثنان بان الظروف التي يمر بها شعبنا العراقي عموما وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري خصوصا لم يسبق لها مثيل من قبل ، رغم ان العراق قد مــربظروف صعبة وسيئة في مراحل مختلفه من تاريخه ، الا ان تلك الظروف لم ترتقي الى مستوى الذي نحن عليه الان ...
الوضع الراهن الذي تعيشه الساحة السياسية تعكس مدى الصراع المصلحي بين الاطراف المتنازعة على السلطة لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب المصلحة العامة .. وانعكاسات هذا الصراع وانتائجه هو هذا الواقع المريرالذي يعيشه شعبنا العراقي برمته بما فيهم الكلدان السريان الاشوريين ، في الوقت الذي كان يفترض ان يعيش شعبنا بكرامة وعز بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية ..الذي عان شعبنا منه ومن سابقه من الحكومات فالظلم والاضطهاد والقهروالتعسف كان ما لا يوصف ، وكان لابناء الكلدان السريان الاشوريين وابناء الاقليات الاخر حصة الاسد من تلك الممارسات القمعية فعانوا منها اضعاف مضاعفة مما كان يناله الاخرون من تلك السلطة .. اذا بمقارنه بسيطة عن تلك الظروف التي كان يعيشها شعبنا ، نجد بان السلطة عندما كانت تضطهد مواطنا على سبيل المثال ( شيعيا ) فكان هذا الاضطهاد بسبب مذهبه الديني .. وعندما كانت تضطهد مواطنا كرديا كان لسبب انتماءه القومي .. اي بمعنى اخر ان اي مواطن عراقي عندما كان يتعرض للاضطهاد من قبل السلطة الحاكمة ، كان يمكن ان يعزى ذلك الاضطهاد لسبب واحد لصفات يتصف بها صاحبه ليتعرض الى اضطهاد السلطة وملاحقتها .. اما نحن الكلدان السريان الاشوريين كنا نضطهد على الاقل لثلاثة اسباب مجتمعة او منفردة ... كنا نضطهد بسبب انتمائنا الديني ، وكنا نضطهد ثانية بسبب انتمائنا الاجتماعي، وكنا نضطهد مضاعفا بسبب انتمائنا القومي ..... وكانوا مضطهدينا وجلادينا لديهم الكثير من الاسباب الاخرى التي كانت تبرر لهم اضطهادنا هذا... كانت معاناتنا في الواقع كبيرة واليمه ، الا اننا كنا بالضد نحارب يأسنا واخفاقاتنا باندماجنا الاجتماعي والسياسي مع القوى السياسية الوطنية الفاعلة ومشاركتنا ومساهمتنا الفعالة في مسيرة شعبنا النضالية ، فكان الكثير من ابناء شعبنا منخرطون في احزاب سياسية وطنية تسعى وتناضل من اجل وحدة العراق وشعبه وبناء وطن حر وديمقراطي ، انطلاقا من فهم الواقع باننا جزء من الشعب العراقي وامتدادا لتاريخه الحضاري والانساني من شماله لجنوبه ومن شرقه الى غربه ..
وبالتاكيد ما لا يمكن ان ينكره احد ان الانعكاسات والتغيرات في الواقع العراقي سلبا او ايجابا تنعكس على واقعنا القومي والديني واالثقافي والاجتماعي مضاعفة ، لذلك مطلوب ان نعي حقيقة هذا الواقع بان المخرج الوحيد لازمتنا الوطنية والقومية هو قيام عراق ديمقراطي دستوري تعددي ، فمشاركتنا الخيرين من ابناء شعبنا العراقي في نضالهم لبناء عراق ديمقراطي هو السلاح الامثل الذي يجب ان نتسلح به في تحقيق مطامعنا واثبات وجودنا على مسرح الاحداث الوطنية .... بالاضافة الى اهمية وحدتنا القومية النضالية التي تؤدي بدون شك الى انعكاسات ايجابية على مسيرة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وفق منظورالوطنية ،بعيدا عن العنصرية والطائفية والمذهبية ...
للاسف تضحيات شعبنا ونضاله الطويل على مر السنيين لم يتحقق ولم يرتقي الى مستوى الطموح المطلوب الذي سلب منهم بغفلة من الزمن ،عندما سيطرت الطائفية والمذهبية والقومية على زمام الحكم في العراق ، بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية .. كنا نامل ان يحقق شعبنا اهدافه وطموحاته الوطنية الذي ناضل من اجلها سنين وسنين..... الا ان الواقع المعاش على الساحة يعطي لنا قراءة موضوعية للحالة التي اوصلوا اليها العراق هولاء الاسلاميين والطائفيين والقومجيين والمذهبين ..؟؟
فالارهاب بانواعه المختلفة الفوضوي والمنظم التفجيرات والاغتيالات والقتل على الهوية ، الظلم والتعسف والفساد المستشري بين صفوف المسؤولين والقيادين ، كل ذلك مبرر من قبلهم ما دامت النتيجة هي تحقيق مصالحهم الخاصة فهم لايتوانون من القيام بذلك حتى وان كان على جماجم وجثث الاخرين المهم ان يحققوا مصالحهم الذاتية .. وهذا بطبيعة الحال هو انعكاس لسلوكيات وايدولوجيات وافكار لم تكن معروفه لدى العراقيين، فانتشرالفكرالتكفيري والسلفي والارهابي ومليشات الجريمة المنظمة ، وكل طرف يدعى احقيته في النيل من الطرف الاخر بحجج واهية وافكار ظلامية مشحونه بالجريمة وحب الانتقام والثارمن الاخرين المخالفين لهم فكرا او عقيدة اوسلوكا ....
بطبيعة الحال ان كان هذا الواقع المدان يمارس من قبل ابناء الدين الواحد تجاه بعضهم البعض ، فكيف نتوقع من هولاء جميعا ان تكون انعكاسات سلوكيتهم هذه من تاثير على شعبنا الكلداني السرياني الاشوري .؟
بطبيعة الحال انعكس هذا الفكروتلك السلوكية المدانه على مصير ومستقبل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، وابناء الاقليات الاخر الصابئية والايزدية وغيرهم ، اذا ان الاضطهاد الذي كنا نعانيه على يد السلطات السابقة واعوانها ، الان نعاني منه على يد مجموعات ارهابية اجرامية مختلفة الاسماء والاهداف ، شكلت بسلوكها الاجرامي مراكز قوة في الساحة السياسية ، ولا احد يستطيع ان ينكر ما لهذه القوة من فعالية في النتائج المؤثرة في الساحة السياسية والاجتماعية على شعبنا عموما .... لذا نعاني الان من امرين الاول عجزالسلطة واتجاهها الطائفي ، والثاني السلوكية الاجرامية لهؤلاء الاسلاميين الظلاميين ...
من جراء هذا الوضع المأساوى يعان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من الغبن والاجحاف بحقوقه على كل المستويات الرسمية والشعبية ،، يتعرض الى شتى انواع الانتهاكات الانسانية من قتل وارهاب الى مرحلة توصلت معه الى اجبارهم على دخول الاسلام عنوة او دفع الجزية او القتل او التهجير وغيرها من الاساليب القمعية التي يحاولون اجتثاث شعبنا واستئصاله من مواقعة ومناطقة التاريخية .. ولا نجد الا اصوات خافته مخجلة هنا او هناك تستنكر هذا الاعتداء او هذه الجريمة .... وفي حقيقة الامر يكون اصحاب تلك الاصوات وفي كثير من الاحوال هم من المساهمين بتلك الاعمال او مشتركين بها او مشجعين عليها بشكل مباشر او غير مباشر، فالاحزاب الاسلامية والمتطرفين الاسلامين سنة وشيعة هم وراء ما يجري لشعبنا .. فعلام هذه الازدواجية في الطرح وهم جميعا يمارسون استئصال شعبنا وانهاءه بشتىء الطرق والوسائل ....والا كيف خلت الكثير من محافظات القطرمن ابناء شعبنا ومن الصابئة والايزدية وغيرهم من الاقليات ، اليست هذه حملت موجهة ومدروسة لابادة وانهاء كل الاصلاء واصحاب العراقة والتاريخ من العراق ...؟؟؟

بسبب هذا الوضع الشاذ والغير انساني ، لم يجد الكثيرمن ابناء شعبنا الا ان يحاول ان ينجو بحياته وعائلته وذلك بالهروب من مسقط راسه الى المجهول فمنهم من غادر العراق ، وليس بخافي على احد ما يعانوه هؤلاء في غربتهم خاصة في سوريا والاردن .. واخرون اختاروا اللجوء الى اقربائهم واصحابهم ومعارفهم في شمال العراق ، وخاصة في سهل نينوى ، معتقدين ان الامر وقتي لا بد ان تزول هذه الغيمة من سماء العراق ... الا انه للاسف الواقع يقول ان الوضع الشاذ الحالي سيبقى الى زمن لايعرف احد ابعاده ومدته .... فما العمل اذا .....
من المنطق القول بان ما يطمر به شعبنا هو تعرضه الى حملة ابادة جماعية من قبل جهات كثيرة ومتعددة ، وهذا بطبيعة الحال يدخل ضمن مفهوم الجرائم ضد الانسانية وفق المعيار الدولي لحقوق الانسان ...
الدولة العراقية عاجزة من ان تضع حد لما يجري ، ولا تستطيع تقديم اي عون او مساعدة لابناء شعبنا ، ان استبعدنا مشاركتها في الاعمال القمعية ضد شعبنا عن طريق الملشيات المعتمد لديها ...
امام هذه الحالة التي ترتقي الى مستوى الجريمة الانسانية ولعجز السلطات كما قلنا من دفع هذه الاحداث التي تنال شعبنا ، فنكون امام تحقق شرط من شروط الحماية الدولية التي ينص عليها القانون الدولي وحقوق الانسان واحكام نظام هيئة الامم المتحدة .. وفقا لذلك فان مهمة هيئة الامم تتحقق بوجود مثل هذه الحالة في العراق . وعليها ان تتكفل بايجاد حل لهذا الوضع الشاذ والغير انساني .... قد يتبادر الى ذهن البعض من اول وهلة بان هناك منطقة امنة موجودة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، وهي منطقة سهل نينوى التي تجمع الكثير من قرانا وقصباتنا ، فلماذا لا يتجمع فيها ابناء شعبنا ..؟؟ صحيح قد تكون هذه الحجة من لدن البعض واردة لان منطقة سهل نينوى لحد الان هي افضل امنا واستقرارا من المناطق الاخرى ..
ولكن السوال .هل المقومات الاساسية لهذا التواجد موجودة ومتوفرة في سهل نينوى؟؟ فاذا اردنا الاستفادة من احكام المادة 125 من الدستور....التي تنص :-
يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والاشوريين، وسائر المكونات الاخرى، وينظم ذلك بقانون.
هل نستطيع تطبيق احكامها في قرانا وقصباتنا في سهل نينوى ،؟؟ نقول اذ اردنا ابتداءا ان نستفاد من حكم هذه المادة علينا ان نعترف باننا سنكون عاجزين عن حماية تلك الحقوق ان كانت حقوق لادارة محلية او حكم ذاتي .... لسبب بسيط جدا وهو لايستبعد تعرض المنطقة الى اعمال ارهابية واجرامية وانتهاكات كثيرة تحول دون استمرار هذا الامن والاسقرار في السهل ، لانه ستكون هناك الكثير من اللغط حول حقوقنا هذه ، مما سيؤدي الى تاويلات كثيرة لايستبعد من ان تتم تدخلات مباشرة وغير مباشرة لافشال ما نسع الى تحقيقة.. خاصة اذ عرفنا وهذا غير خافي على احد بان هناك قراءة اولية من لدن اكراد المنطقة في السعي لضم سهل نينوى برمته الى اقليم كردستان ، وللاسف هناك من ابناء شعبنا من يسعى الى تحقيق هذا الهدف للاكراد بدوافع مختلفة ... فهنا سنكون امام خيارات لاتخدمنا في الصراع الذي سيحدث شئنا ام لبينا بين جيراننا العرب من جهة والاكراد من جهة اخرى، للاستحواذ كل منهم على السهل لاهميته الاستراتيجية ولعراقته التاريخية من جهة اخرى ...
لذلك يجب ان نكون اكثر وعيا وادراكا للمرحلة القادمة ، لان الحقيقة التي يجب ان نسع الى تحقيقها هي الاقل الحفاظ على سهل نينوى لانها المنطقة الجغرافية الوحيدة المتبقة لنا في ارض العراق بعد ان اختصبت بشكل او باخر مواقعنا الجغرافية والتاريخية .. فبقاء سهل نينوى باسمه وبانتماءه التاريخي والجغرافي لحضارة وتاريخ شعبنا هو ما يجب ان نسعى الى تحقيقة ... وهو الموروث الاجتماعي والتاريخي والقومي المتبقى لنا ، فلا بديل له لنا في اي موقع اخر ، فالحذر مطلوب في هذه المرحلة .. لان مطبات سياسة الامر الواقع قد لاتكون دوما صائبة في مدلولها ونتائجها .. اليقضة والحذر مطلوبان في هذا الظرف بالذات ...
ولكن السؤال قد يرد من البعض اذا كيف نحمي هذا السهل من الطامعين به ؟؟ اقول هنا تقوم المسؤولية الدولية في الحفاظ على هذه الارض واصحابها لكي لا تغتصب من الاخرين ..فيكون هذا شرطا اضافيا متحققا للحماية الدولية ... فوضع المنطقة ( سهل نينوى ) واهلها والوافدين اليها من مختلف العراق طلبا للامن والاستقرار يتحقق بشروط بقاءها تحت للحماية الدولية واعتبارها منطقة امنة خاضعة لاحكام السيطرة الدولية باشراف هئية الامم المتحدة .. عند ذلك يستطيع شعبنا من ممارسة حقوقه بامن والاستقرار ، لان وجود القوة الدولية لحماية هذه المنطقة سيكون من الصعوبة بمكان اختراقها من قبل الاخرين ورادعا لهم مهما كانت قوتهم ودوافعهم .. ومن ناحية اخرى سيكون ذلك من مصلحة الاطراف المتنازعة من ان تكون هناك منطقة امنه اضافية في العراق ..وسوف يقرر مصيرها ضمن مستقبل العراق في تحقيق امنه واسقراره
لذا سوف لايكون اي ضرر على الاخرين من اقامة هذه المنطقة ، بعكس ما يعتقده البعض بانها سوف تتعرض لاشكالية الصراعات والنزاعات بين الاطراف المجاوره لها ، لانها كما اعتقد ستكون خط امان للاخرين للحد من صراعاتهم في الوقت الراهن والى حين تبيان وضع العراق النهائي ... ومن الطبيعي جدا وبعد زوال السبب من اقامتها واستقرار الاوضاع الامنية في عموم العراق سوف يكون رفع هذه الحماية تحصيل حاصل للوضع النهائي في العراق .. كما كان وحدث للاخوة الاكراد ، عندما اعتبرت المنطقة الشمالية منطقة امنه لهم ، وبزوال حكومة صادم حسين التي كانت تهدد الاكراد ، رفع عن المنطقة تلك الحماية وعادت المنطقة الى احضان العراق .. فاذا ليست هناك اية مبررات للخوف والوقوف ضد اقامة منطقة امنة لشعبنا في سهل نينوى في الوقت الراهن ، الذي هو احوج ما يكون اليها في هذه المرحلة ، خاصة بعد ان اصبح شعبنا مهددا بالاستئصال وارضنا مهدده بالزوال .. فمسؤولية المجتمع الدولى مطلوبه ومتحققه لحماية شعبنا والحفاظ على المتبقى منه على الاقل ، وعلينا ان نرفع صوتنا امام لراى العام العالمي مطاليبين بضرورة واهمية ، قيام منطقة امنه لشعبنا في سهل نينوى وباسرع وقت ممكن قبل فوات الاوان .. لان متطلبات اقامتها في الوقت الراهن متحقق من الناحية القانونية والانسانية ،ومن واجب هئية الامم المتحدة ان تسعى لاقامتها وبها تستطيع حماية شعبنا في ارضه ، والا سوف لاينفع الندم بعدها......

 25 / 6 /2007