| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

 

الاربعاء 25/4/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 من قرى سهل نينوى
( القوش ) 2

يعكوب ابونا

في الحلقة الاولى تحدثنا عن بعض الجوانب لبلدة القوش العريقة ، وفي هذه الحلقة نتحدث عن بعض الجوانب الاخرى ـ وحسب المصادر المعتمدة من ابنائها....
يقول السيد يوسف حداد في ص18 من كتابه مختصر تاريخ القوش ودير الربان هرمز ، ان اهالي القوش قبل المسيح كانوا وثنيين يعبدون الاوثان والاجرام السماوية كبقية القرى والمدن الاشورية ، ولقربها من العاصمة نينوى كان فيها مقر الاله ( ايل قاش ) احد الهة اشور الذي هو الاله سين اله القمر ، وكان هيكله في شويثا دكناوى امام كبة سموقا اي المغارة الحمراء ، وقد سميت محلة سينا باسمه ، وعندما سقطت الدولة الاشورية بيد الفرس الماديين اخذ الناس يعبدون الهة الفرس متمثلة باله الخير
(اهورمزدا ) وعناصره ( النار والهواء والتراب والماء ) واله الشر ( اهورمان ) الهة الفارتيين والساسانيين ديانة زارادشت المادي . ويضيف بان في عام 862 ق . م عندما جاء النبي يونان (يونس ) الى نينوى للكرازة ودعوة اهل نينوى للتوبة والغفران ، فكانت نينوى مدينة عظيمة كان يحتاج مسيرها ثلثة ايام ، وهذا يؤكده الاصحاح 3- 3،4 من سفر يونان النبي ، العهد القديم ، فتكون القوش ضمن ومن ضواحي نينوى في هذه الحالة... (( نجد الكاتب يذكرالماديين دون غيرهم وهذا الراى قد يطابق راى الكثيرين من الباحثيين والكتاب ..لان بعد سقوط نينوى قسمت تركت الدولة الاشورية بين الماديين الفرس ونبوبلاسر مؤسس سلالة بابل الحادى عشر ( البابلية الحديثة ) المنتصرين على الدولة الاشورية ، فاعلن نبوبلاسرنفسه ملكاعلى بابل وكانت بابل وجنوب بلاد الرافدين وغرب الفرات من حصة الدولة البابلية الحديثة. واما شمال بابل ومرورا بشرق الفرات الى شمال بلاد الرافدين وشرق دجلة كان من حصة الميديين ، فكانت القوش وقرى سهل نينوى واقعة ضمن سيطرة المديين ،فتكون اشارة الكاتب الى الميديين واردة لسيطرتهم على هذه المناطق ، ولم يكن للكلدانيين كما يسميهم البعض وجود في شمال بلاد الرافدين ، وتخلو الوثائق التاريخة الى ذكر اي من الامراء او الحكام او قبائل الكلدانيين ، هاجرت او حكمت منطقة سهل نينوى ..)) ..
في ص 20 من كتابه القوش عبر التاريخ يذكرالمؤلف المطران بابانا – عن العالم الاثري
لايارد - ان نبوة ناحوم ظهرت في زمن جلاء الاسباط العشرة من قبل ملوك اشور : شلمناصر الخامس 727- 722 ق . م – سركون – سنحاريب – واشور بانيبال ، وكانت نبوته عن نينوى ولهذا فالاعتقاد السائد اليوم بين العراقيين هو بان قبر النبي ناحوم ( ع ) هو في القوش الاشوريــــــــة .....
وفي ص 21 – يقول ان في القوش اشور بموجب تقليد عام قبر ناحوم الالقوشي كما يلقب في فاتحة نبوته ويحترم هذا المكان المسلمون والمسيحيون ولا سيما اليهود الذين يحافظون على البناء وياتون الى زيارته زرافات ووحدانا في مواسم السنة .... ويصف القبربانه مصطبه صغيرة من الجص او نأوس مغطى بقماش اخضر وعلى جدران الغرفة وضعت قصاصات ورق مكتوب عليها بالعبرية مواعظ دينية وتواريخ وزيارات الاسر اليهودية المختلفة . ويضيف لا اعلم الى متى يرتقي التقليد عن ناحوم في قرية القوش الاشورية / وهل كان مصدره مسيحيا ام يهوديا ؟

.. وفي نفس ص يذكر عن ( نيبهر ) في القرن الثامن عشر عن زيارة اليهود لقبر ناحوم النبي في القوش اشور وفي اواسط القرن الماضي وصف الكنيس والقبر وزيارة اليهود اليهما ...
في ص 22 يقول بابانا - ذهب البعض بادلته الى القول ان ناحوم كان من القوش الفلسطينية وهي قرية من ارض الجليل ، في حين نجد الفريق الاخر يخالف راى الفريق الاول ويدعو انتسابه الى القوش الاشورية البلدة القائمة في شمال سهول نينوى ... ويضيف من يقرا سفر ناحوم يترجح لديه ان ناحوم كان علم جيد باحوال منطقة نينوى فقد تنبا بخراب نينوى . بوصف لاتاتي كتابته الا لمن كان عارفا جيدا بمدينة نينوى .. وقد تنبا بالسقوط قبل وقوعه في عام 612 ق . م وانه كتب سفره في ايام الملك حزقيا ( 727 – 697 ق ..م ) فيقول بابانا اذا جاز لنا القول ان القوش التي ينسب اليها ناحوم النبي كانت قائمة وعامرة منذ القرن الثامن قبل الميلاد على اقل تقدير ....
نقول - من المعروف بان كتاب العهد القديم ( التوراة ) لم يكتب منه قبل السبى البابلي الا الاسفار الخمسة الاولى ، ولكن بعد السبى الذي قام به نبوخذنصر لليهود في سنوات حكمه كما يذكرحورج رو في ص 508 من كتابه العراق القديم - اولهم كان عندما رفض( يهواقيم ) ملك يهوذا دفع الجزية ، ففي 16 اذار من عام 597 جرى احتلال اورشيلم ، واجلاء ثلاثة الاف يهودي الى وادي الرافدين ، بعد ان نصب لهم ( صدقيا ) ملكا ، الا انه اعلن العصيان على بابل ، فوجه نبوخذنصر جيش بقيادة ( ربلا ) واستسلمت لهم اورشليم بعد حصار دام مدة 18 شهرا ، والقى القبض على صدقيا ، واخذوا الملك وجلبوه الى ربلا مقام ملك بابل ، وحاكموه ثم ذبحوا اولاد صدقيا امام ناظرية وفقاوا عينيه وكبلوه باغلال من النحاس ونقلوه الى بابل .. واجلي الالاف من اليهود مع ملكهم الى بابل .. بعد ان سلبت وهدمت اورشليم واحرق ( بيت الاله ) وهو معبد بناه سليمان / وهكذا نقلت يهوذا بعيدا عن البلاد بعد مضى 135 عاما على سقوط مملكة اسرائيل ( بيد الاشوريين ) وذلك في حزيران من عام 587 قبل الميلاد .. وفي تفسيرالتطبيقي للكتاب المقدس يذكر ان سبي النبي دانيال الى بابل عام 605 قبل الميلاد ، وفي كتاب ناشد حنا ( سفر دانيال ) ص18 يقول كان عمر دانيال النبي عندما اسرى 14 سنة ، وعاش مدة السبي 70 عاما ،ويؤكد الكتاب المقدس وقوع غزو نبوخذنصر لاورشليم ثلاث مرات ، الاصحاح 24 و25 من سفر الملوك الثاني والاصحاح 36 من سفراخبار الايام الثاني ، ففي عام 606 ق. م فيها قيد نبوخذنصريهوياقيم ملك يهوذا لياخذه الى بابل لكنه مات وطرح خارج اورشليم ، وفي عام 599 ق . م عاد نبوخذنصر واخذ يهوياكين الملك وبنيه وبعض الصناع وحزقيال النبي وعددا اكبر من الشعب ولم يترك في الارض الا مساكين الشعب . وفي عام 588 ق . م حيث احرق نبوخذنصر المدينة واخذ انيت بيت الرب ، وكان يشرب بها الخمر ..
بعد هذا الجلاء واسرى اليهود الى بابل وجدوا خاخاماتهم وكهنتهم بان العقيدة اليهودية ( الديانه اليهودية ) التي كانت تنقل للشعب اليهودي عن طريقهم شفاهة ، وكانت مهمة الكهنة محصورة في سبط اللاويين فقط .. فكانت لهم وحدهم تلك المسؤلية ،ولتشتت هولاء في الاسر وجدوا بان الضرورة تقضي ان يتم تدوين التوراة ( العهد القديم ) ليتكمن الشعب من قراءته مباشرة حفاظا على الدين من الضياع في الاسر .. وهكذا تمت كتابة بقية اسفار العهد القديم على ضفاف نهر الفرات بزمن الاسر ،وفي عهد نبوخذنصر، لذلك نجد الكثير مما ورد فيه يتطابق وما كان سائدا او معروفا لدى الشعب البابلي من عقائد وموروث .. وذلك خشية من السؤولية بان لاتتناقض الشرعية اليهودية مما كان على الاقل في الجوانب الكثيرة سائدا و معروفا في بابل ..وهكذا تجنبوا غضب الملك وكهنة المعابد البابلية ، ولانه لم يتعارض مع المفهوم العام للديانه البابلية ، وهكذا نجد في الكثير من الاسفارومنها سفر النبي ناحوم الالقوشي ، اي السفرالذي كتبه هو الاخرفي بابل وعلى ضفاف الفرات وبعد سقوط نينوى وبزمن نبوخذنصر ، قد يعطي هذا انطباعا او تفسيرا بان اليهود ارادوا ان يبينوا لملك بابل بان انبيائهم سبقى وان تنبوا بسقوط نينوى وعلى الملك البابلي ، ليكون لهم مكانة او مميزه بين الشعب ولدى الملك البابلي .. وهكذا كان ولاسباب كثيرة ...
يذكر لايارد ان نبوة ناحوم النبي كتبت بعد جلاء الاسباط العشرة وتدور حول نينوى فالتقليد الذي يؤشرعلى ان القوش الاشورية المعتبرة محل وفاة النبي ناحوم له قيمته الخاصة ..
في ص 25 يذكر بابانا – اسم القوش في قاموس الكتاب المقدس طبعة بيروت لجمعية الكتاب المقدس جاء في الجزء الاول ص 1060 – ان النبي ناحوم كان القوشيا ولكن التقليد يذكر ان القوش هذه ضمن بلدان الجليل .. والقول موطن ناحوم كان في ارض اشورعلى مسافة يومين شمالي الموصل ( لاقيمة له ) ..
الا ان المؤلف المطران بابانا في ص 16 يعلق على هذه الاقوال بالقول – ليقولوا لنا هولاء العلماء في اية بقعة من الارض تقع القوش الفلسطينية ،؟ القديس هيرونيموس قضى حياته في ارض فلسطين في التنقيب ، دون ان برى اثرا لهذه القرية ... بينما في زمن هذا القديس كانت القوش اشور قائمة ويسكنها المسيحيون وقسم قليل من اليهود ( بقايا السبي ) ومزدهره باسقفها مار ميخا النوهدري ، ثم ان اليهود انفسهم يعترفون : بان قبر ناحوم النبي موجود في القوش اشور فياتون لزيارته سنويا .... من جميع انحاء العالم ... وان صاحب الدعوى يقبل برضى وقناعة ان نبيه ناحوم مدفون في القوش اشور ولا نعرف دوافع المعانده في خلاف ذلك ...
ونحن معك مطراننا الجليل رحمك الله بسؤالك هذا ما دوافع المعاندة في خلاف ذلك ..؟ ولنسال معك الان لما هذا العناد والاصرار على انكار عراقة القوش وانتمائها التاريخي والجغرافي ؟؟ خلافا لما تذكره انت في كتابك هذا ..هل هو لتشويه ما جاء بكتابك هذا .. ؟؟ ام تشويه لحقائق التاريخ . ؟؟ فعلام هذا الاصراروالانكار.. هذا ما نتحدث به في الحلقة الثالثة من تاريخ القوش .. 13 / 2 .... ولكن بعد الاجازة .....
25 /4 /2007