| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

الثلاثاء 24/6/ 2008



المفاوضات العراقية الامريكية الى اين ... ؟؟

يعكوب ابونا

كان العراق والولايات المتحدة الامريكية قد وقعا على وثيقة مبادى في 26 /11 / 2007 ، تلزم الطرفان المتعاقدان على تطوير علاقة تعاون وصداقة طويلة الامد بين بلدين كاملي السيادة والاستقلال ولهما مصالح مشتركة، واكدوا ان العلاقة بين البلدين سوف تكون لصالح الاجيال المقبلة وقد بنيت على التضحيات البطولية التي قدمها الشعبان العراقي والامريكي من اجل عراق حر ديمقراطي تعددي فدرالي موحد. .. ان العلاقة التي تتطلع اليها جمهورية العراق والولايات المتحدة الامريكية تشمل افاق متعددة ياتي في مقدمتها التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية / وهنا نص الاتفاقية المذكورة .........
http://www.pmo.iq/index.htm 
وما يجري الان بين الطرفين هو التفاوض على تفاصيل تلك المبادئ لتهيئتها للتوقيع قبل 31 تموز 2008 ..
والملفت للنظرهذا الضجيج المفتعل خارج دائرة المفاوضات حول معلومات سربت بشكل او بأخر قد تكون موضع تفاوض او عدمه ...... وهذا يشكل خلالا في نهج الحكومة وتأثيرا على المفاوض العراقي ، لان حرية التفاوض والنتائج المتوخاة منها لاتلزم الطرفين الا بعد ان تاخذ مجراها القانوني في الاقرارالحكومي والبرلماني وحتى قد يصل الامر الى استفتاء شعبي ....اما ان تثار هذه الضجة وبهذا الشكل قد يكون سلوك لجس النبض من نوع اخر لا يوثر بأي شكل من الاشكال على مسار المفاوضات ..
من هنا كان للحكومة موقف ، عندما كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة بأن الأقاويل والأحاديث عن الاتفاقية العراقية الأمريكية المقترحة داخل العراق وخارجه لا تعكس موقف المفاوضين العراقيين .....
وبصريح العبارة الذي يهمنا كمواطنين من الذي يجرى هو ان يرتقى شعبنا وبلدنا الى مستوى الاستقرار والامن والسلم الاهلي لتحقيق الديمقراطية والتعددية والعدالة الاجتماعية التي شعبنا بأمس الحاجة اليها في بناء مستقبل اجياله القادمة ..
فان كان هذا طموح شعبنا في بناء العراق الجديد، يتساءل المؤيدين للاتفاقية ، هل بامكان حكومتنا المنتخبه تحقيق اهداف شعبها وطموحه ..؟؟ اليست الحكومة قبل الشعب بحاجة الى العون والدعم والمساعدة من قبل قوة دولية فاعلة على ارض الواقع لتؤمن لها الارضية القانونية والدستورية لتخرج من ازمتها ومعاناتها التي توارثتها عن النظام السابق والمتراكم السلبي لسنوات الخمسة الماضية ..؟؟ هل هناك قوة يمكن الاعتماد عليها ، لتساعد العراق للخروج من ازمته على المستوين الداخلي والخارجي ..؟ هل هناك غير امريكا تستطيع مساعدتنا في ذلك .... ؟؟ دول كثيرة في العالم تطمع في صداقة امريكا ، وما موقف الاتحاد الاوروبي الا دليل على ذلك .. هل نحن بمستوى اوروبا نسأل ..ليكون لنا موقف مخالف لها ..؟؟ الم تثبت تجربة امريكا مع الدول وحتى الدول التي احتلتها في الحرب العالمية الثانية ، كوريا الجنوبية والمانيا واليابان وغيرها ، عندما عقدت مع تلك الدول المهزومة والخاسرة في الحرب اتفاقيات ومعاهدات ساعدتهم ودعمتهم للخروج من ازمتهم بعد الحرب ..؟؟ صحيح كانت دول متقدمه ومتطورة قبل الحرب ولكن بعد الحرب وخسارتهم فيها اصبحوا تحت الاحتلال الامريكي ، فلو كانت نظرت امريكا اليهم من هذا المنطلق لما قدمت لهم العون والمساعده التي كانوا هم احوج ما يكونوا اليها في تلك الفترة ، ذلك الموقف والدعم الامريكي لهم هو الذي اوصلهم الى ما هم عليه الان من تقدم اقتصادي وصناعي وتكنولوجي وغيره..؟؟ ومع ذلك عند مقارنة تلك الدول بما هوعليه العراق اليوم نجده افضل بكثير مما كانت عليه تلك الدول عندما وقعت الاتفافيات ، فالعراق الان له حكومة منتخبه وبرلمان ودستور وجيش وسلطة وكل المقومات الاساسية التي اشارت اليها وثيقة المبادئ المبرمه في 26 /11 /2007 اعلاه .. بالاضافة الى المتغيرات على الساحة الدولية كلها تخدم مصالح العراق ابتداءا من موقف الاتحاد الاوروبي والرأى العام العالمي والمنظمات الانسانية وهيئة الامم المتحدة لا بل حتى الشعب الامريكي يقف الى جانب العراق ويطالب حكومته بالخروج من العراق .. فماذا نخشى اذا ..؟؟
لنلاحظ الكثير من الدول تسعى لعقد مثل تلك الاتفاقيات مع امريكا فهناك اكثر من سبعين دوله في العالم لها اتفاقيات معها .. ولم نسمع بان هناك دولة مستعمرة من قبل امريكا .. فالاتفاقية لا تؤول الى الاحتلال والاستعمار بل الى التقدم والازدهار..
لننظر الى الكويت بعد غزوها من قبل صدام حسين وما آل اليه امرها ، من حررها واعاد عمرانها وبنائها افضل مما كانت عليه اليست امريكا ،؟ هل اصبحت كويت مستعمرة امريكا ، بالعكس وعي وادراك شعبها وقادتها استفادوا من وجود امريكا ، بعكس شعبنا الذي استغل وجود امريكا لتصفية الحسابات الثارية والانتقامية ليكون العراق ساحة لتصفية الحسابات بدل ان يكون ساحة للعمران والبناء ، وهذا هو الفرق ....بين الدول التي استعملت العقلانية في التصرف فوصلت الى مصاف الدول المتقدمه والمتحضرة.. ومن استعمل الحجود العقائدي التخلفي في السلوك والممارسه السياسية فعم التخلف والرجعية والقمع والارهاب في بلدنا .. وهذا هو الفرق...
ومع ذلك امريكا لازالت في عقر دارنا شئنا ام ابينا ايها السادة محررة كانت او محتله .. فالعراق لا يمكنه أن يستغني عن الدعم الأمريكي وهو يمر بمرحلة تاريخية عصيبة حيث تكالب عليه الأعداء في الداخل والخارج ومن كل حدب وصوب ...
امريكا هي التي ازاحت الطاغية الدكتاتور صدام حسين .؟ وليس انتم ...؟؟؟؟ الانتخابات البرلمانية لاول مرة في تاريخ العراق تمت بفضل امريكا ..؟؟ الدستورالدائم والاستفتاء عليه .. منع الطامعين الانفصالين بتجزئة العراق وتقسيمه .. ضرب القاعدة والارهاب ودعم الصحوات ... الغاء ديون العراق . الضغط على الدول لاقامة علاقات دبلوماسية مع العراق .. مساعدة الحكومة على تصفية جيوب الارهاب والمليشيات والخارجين عن القانون.. دعم الحكومة في خطة فرض القانون .. التضحيات والخسائر في المال والبنين في العراق لاجل ان ينعم ابناء العراق بالامن والاستقرار.. وووووو ...اليست كل هذه مواقف قدمتها امريكا للعراق وشعبه .. ؟؟
ام هذه المواقف كانت بدعم ومساندة اشقائنا العرب واخواننا المسلمين شعوبا ودول ... ؟ فعلا لا احد يستطيع ان ينكر دورهم الكبير ومساهمتهم الفعاله في ما آل اليه الامر في العراق ...؟؟ الم يساهموا في تدمير العراق وتخريبه وقتل ابنائه ..؟؟ الم يكونوا ولازالوا يساعدون ويدعمون الارهابيين و المليشيات المسلحة والخارجين عن القانون ..؟؟ .. اليس هذا هو الواقع السلبي لهولاء ..؟ والموقف الايجابي الامريكي تجاه شعبنا ، هذا الموقف هو الذي يخوف اعداء العراقيين من الارهابيين والبعثيين وازلامهم والاسلاميين فهؤلاء من حقهم ان يقفوا ضد الاتفاقية ، لانها سوف تقضي على المتبقى من امالهم واحلامهم في السيطرة والاستحواذ على العراق .. لذا لا نتوقع من هؤلاء ان يكون موقفهم غير ذلك ..؟؟ فوقوف هؤلاء ضد الاتفاقية دليل على ان في الاتفاقية شئ جيد وايجابي للعراقيين والا هؤلاء لم يقفوا ضدها ...
ويقول المناوئين للاتفاقية ان لامريكا مصالح تريد تحقيقها من وراء ذلك ، وانها ستتحكم بالشأن العراقي السياسي والامني والاقتصادي ...بالاضافة الى انها ستسبب للعراق اشكالية مع جيرانه وخاصة ايران ...يرد على هذه الحجج بالقول .. وهل يعقل لسياسي او مفكر ان يعتقد ان لا يكون لامريكا مصالح ..؟؟ وهي القطب الوحيد الذي يتحكم بالشأن العالمي ، هل امريكا بهذا الغباء تقدم كل هذا التضحيات المادية والمعنوية بدون ان يكون لها مصالحها وراء ذلك ..؟؟ ..فان كانت للكويت او قطر او البحرين اووووووو .... اي من الدول الصغيرة تتعامل حتى مع الدول الكبرى وفق مصالحها الوطنية .. اليس من الغباء الشك بأن لا تكون لامريكا مصلحة بما قامت به من ازاحتها لصدام والى يومنا هذا ، هل كان هذا لسواد عيون من ؟ لعيون العراقيين ام لعيون الايرانيين ..؟؟ قد يكون لسواد عيون الاسلاميين ربما ....!!! ليقيموا دولتهم الاسلامية ، وهم الذين سببوا في احداث سبتمر ( ايلول ) في امريكا ، ولما لا .. مكافئة لهم ..!! ..اليست هذه سذاجة بعينها عندما يطلب بعض ساستنا من امريكا ان ترحل من العراق بعد ان حققت الكثيرمن استراتجيتها في المنطقة وليس في العراق فقط .... وكأنها أجيرة عندهم ...!!؟؟
العراق جزء من استراتيجيتها لتحقيق مصالحها واهدافها بعيدة المدى في المنطقة عموما . ..فعلى ساستنا ان يعوا حقيقة ذلك ليكونوا بمستوى المسؤولية في مفاوضاتهم مع الجانب الامريكي لان لها مصالحها ولنا مصالحنا يمكن تحقيق الكثير منها في التعاون معها وليس بخصومتها والوقوف ضدها ، وبقدرما يتمتع به المفاوض العراقي من دعم وتأييد جماهيري ومساندة سياسية من شعبنا بقدر ما نستطيع ان نحقق الكثير من الايجابيات التي ينشدها شعبنا من خلال التعاقد مع امريكا ، لان لها كل الامكانيات العلمية والتكنولوجيا التي نحن بأمس الحاجة لها لنستفاد منها كما استفاد غيرنا منها ووصلوا .....
لان لا بديل لنا خاصة بعد ان اثبت اشقائنا العرب واخواننا في الدول والشعوب الاسلامية عموما انهم لن يقدموا لنا غير التفخيخ والتفجير والذبح والقتل والتدمير، لتحقيق اطماعهم ومصالحهم في العراق ،اذا لابد للعراق ان يكون له ركيزه قوية وسند يدعمه للوقوف بوجه هؤلاء الطامعين ..
فالحكومة الامريكية اكدت وعلى كل المستويات الرسمية بان الاتفاقية تعبر عن مصالح البلدين وتساهم في تقدم العراق اقتصاديا وسياسيا وامنيا ، حماية امنه من الطامعين به ..واستنكروا اقامة قواعد دائمه لهم في العراق ، واكد هذا الرئيس بوش شخصيا ..
نأمل ان تكون المفاوضات مرنه بين الطرفين لتذلل الصعاب والتوصل لاتفاق يضمن حقوقنا كما ضمنت حقوق الالمان واليابانيين والكوريين واوصلتهم الى مصاف الدول المتقدمه على كل المستويات ،وحققت للكويت امالها واطماعها باعادة بنائها وعمرانها واستقلالها ، فنأمل ان يكون المفاوض العراقي بمستوى المسؤولية لتحقيق ذلك .....
وما تأكيد رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي بزيارته الاخيرة لايران بأن حكومته لن تسمح بأستخدام العراق كمنصة انطلاق لهجوم على الجمهورية الاسلامية ، الا تعبيرا بأن الاتفاقية سوف تكون لدعم التنمية بمجالاتها المختلفة ، وليس للشؤون العسكرية الا بقدر ما يهدد ذلك امن واستقرار العراق من قبل الاخرين ..
لذا ان وقوف البعض من اعضاء الائتلاف وخاصة المجلس الاعلى والصدريين الى جانب ايران ضد الاتفاقية العراقية وتهديدهم المشين ليس الا ضد مصالح العراق ، وترجيحهم لمصالح الاخرين ، وخشيتهم وخشية ايران من ان تصيب هذه الاتفاقية مصالحها انبرت وانبروا يصرخون ضد الاتفاقية ، وهذا يعكس عن مدى تورط ايران بالشأن العراقي ، وكشف هؤلاء البعض بأنهم يسيرون بعكس مصالح العراق ....والا نسأل هؤلاء ماذا قدمت ايران للعراق في السنوات الماضية ليتباكوا على ايران ومصالحها .. وماذا قدمته لهم ..؟ لامريكا الفضل على هؤلاء لانها هي التي اوصلتهم الى ما هم عليه من سلطة وجاه ومال .. فعليهم ان يشكروا امريكا لانها لا تزال تحافظ عليهم وتحميهم .. وان الايام ستثبت بأن ايران لا تبخل بأن يكون هؤلاء اول ضحايا لمصالحها ... ...
 

24 /6 /2008



 


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس