| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

الخميس 22/1/ 2009



لا تنخدعوا بهذه الانتخابات !

يعكوب ابونا

هناك حكمة تقول ( قد تستطيع ان تخدع بعض الناس لبعض الوقت ، او لبعض الوقت قد تستطيع ان تخدع بعض الناس ، ولكن لا يمكنك مطلقا ان تخدع كل الناس وكل الوقت ..) ..
تمكن البعض من الوصوليين والانتهازيين وتحت تسميات مختلفه ان يخدعوا شعبنا في الانتخابات الماضية التي جرت لمجلس النواب او لمجالس المحافظات بخطاباتهم الرنانه وكلماتهم البراقه مستغلين الدين وحرماته والمذهبية وتفرعاتها والطائفية وسلبياتها والقومية بانتهازيتها لتحقيق اهدافهم وسيطرتهم على مقاليد الامور تحت واجهات وتسميات فارغة مبررين لفوزهم استحقاقات واهية وباطلة لانتخابات اقل ما يمكن ان يقال عنها بانها كانت تفتقر لابسط المعايير القانونية والاخلاقية ، لانه لا يمكن ان تكون هناك انتخابات وطنية حقه تفضي نتائجها الى انشاء وخلق امتيازات خاصة ومحاصصات طائفية لمجموعة من الانتهازيين مهما كانوا ...فبئس لهكذا انتخابات لا يمكن لشعبنا ان يرتكن اليها في تحقيق اهدافه في بناء عراق ديمقراطي ....

انظروا الى اعمالهم خلال السنوات الخمسة الماضية فهي خير دليل على ذلك ، فعندما سيطروا على مجلس النواب العتيد تمخضت جهودهم بتثبيت المحاصصة الطائفية المقيتة واستحوذوا على السلطة التنفيذية بعد ان اصبحت السلطة التشريعية بين انيابهم فأمتدت عنصريتهم الى كل مفاصل الدولة ان بقى هناك ما يمكن ان نسميه دولة ، لان لكل منهم دولته وحكومته وشعوذته في دفة الحكم .. فهم وبالطريقة ذاتها استحوذوا على مجالس المحافظات ليشكلوا نمطا سلوكيا مرضيا لافرازات مرحلة موبوءة بالفشل والتخلف والارتداد الى الوراء لبناء عراق رجعي متخلف تتحكم فيه سلوكية القرون الغابرة ... كان هذا ظاهرا بشكل واضح في المحافظات الجنوبية ..

قسموا الكعكة العراقية فيما بينهم وفق اسوء الانظمة في العالم وهو نظام المحاصصة الطائفي ، لم يختاروا هذا النظام عن جهل او غيره بل لان هذا النظام هو الذي يحقق لهم مصالحهم واطماعهم ويسهل لهم استحواذهم على ثروات العراق وامواله واداراته ، فكانت المحسوبية والمنسوبية في جميع المفاصل الادارية فالفساد المالي والاداري والسلب والنهب والسرقات والرشوه والتزوير هي عنوان دوائر الدولة العراقية دون استثناء ..
في الوقت الذي كانت المرحلة تتطلب خلاف ذلك ، لان الوطن كان بامس الحاجة الى بناء مقوماته الاساسية لتجاوز المرحلة التي كانت تتطلبها فترة ما بعد سقوط الصنم .. فخدعوا انفسهم قبل ان يخدعوا شعبنا واهمين بانهم حققوا الكثير لشعبهم .. صحيح انهم حققوا الكثير ولكن لانفسهم .. و ليس لشعبهم ولا للذين انتخبوهم في تلك الظروف الصعبة التي كان يعيشها العراق ، فحققوا بتضحيات الناخبين النجاح في تلك الانتخابات....
ولكي لا ينخدع شعبنا ثانية بأباطيل واقوال هؤلاء عليه ان لا يسمح لهم ان يستغلوا طيبته ووطنيته ومبادئه وعقائده لتحقيق اغراضهم المشينه .. فليسأل كل واحد منا ماذا قدم هؤلاء للناخبين الذين انتخبوهم واتوا بهم الى هذه المجالس قبل غيرهم .. وماذا قدموا للشعب والوطن سوى الدمار والخراب والفتك والقتل والارهاب ..؟؟ لكي يكون الناخب على بينه من امره قبل ان يخوض تجربة الانتخابات الثانية ..وتوضح لديه الصورة ليتبين له بدون شك بأن هؤلاء النفعيين الذي صعدوا على اكتافه بنوا مجدهم وحققوا مصالحهم على حسابه وحساب شعبه ليس الا .. فعندما يتوصل الناخب بموضوعية الى هذا التساؤل فسيجد بان تضحياته وما تكبد ماديا ومعنويا من اجل انجاح هؤلاء في الانتخابات الماضية لم يكن له ما يبرره لانهم لم يحققوا له قيد انملة مما كان ينشده ويتأمله من انتخابهم ....
لا نستغرب لان الزمن الردئ يفرز سلوكيات ردئية .. والواقع يثبت ان الشوك لا يمكن ان يثمر تينا ، والعوسج لا يمكن ان يثمرعنبا ..؟؟ لذا لا نترجى من هؤلاء خيرا ...

لقد كشف زيفهم وعرة حقيقتهم ، فنجدهم يحاولون ان يغيروا صورتهم بشكل او بأخر ، فمنذ بداية الحملة الانتخابية يحاولون ان يغيروا جلدهم ويأتوا بثوب اخرى غير ثوبهم معتقدين بان هذه اللعبة سوف تنطلي على شعبنا وينخدع بها ثانية .. فبدلوا اسماء احزابهم وشعارات قوائمهم الانتخابية واستنكارهم لهذه الظاهرة او تلك ناسين او متناسين بانهم كانوا وراء كل تلك الظواهر السلبية المقيته التي عانى منها شعبنا من ويلاتها الكثير .. فهم يحاولون باتصالاتهم المشبوهة واجتماعاتهم المكثفه لايجاد صيغ جديدة لشراء ذمم ضعيفي النفوس لكي يضمنوا عودتهم مجددا الى تلك المجالس .. مستغلين امكانياتهم المادية والمالية الكبيرة التي حققوها واستحوذوا عليها خلال تواجدهم في تلك المجالس و في مراكز المسؤولية فنجد البذخ والصرف والعطايا والمكارم مستغلين المناسبات الدينية والشعبية وغيرها لكسب الناس للتصويت لهم ولقوائمهم .. فمن اين لهم كل هذا ياترى ..؟؟ الى جانب امتلاكهم لعشرات من محطات التلفزة ووسائل الدعاية والاعلان لتكون ابواقهم لخدمة مصالحهم الانتخابية ليس الا .. في الوقت الذي نجد غيرهم وممن ينافسونهم على هذه المقاعد يفتقرون الى ابسط هذه الوسائل فارادتهم وايمانهم بشعبهم هو كل رأسمالهم الذي يراهنون عليه في تحقيق طموح شعبهم بمستقبل افضل . ....

فالانتخابات اعزائي هي وسيلة حره وديمقراطية تمكن المواطن من ان يعبر عن رأيه ورغبته ليحقق لذاته ووجوده وطموحه الذي ينشده لابناءه ، فلكم هذه الحرية اليوم فعبروا عن خياراتكم وفق تقديرات الواقع المرير الذي عشتموه في ظل هؤلاء خلال السنوات الماضية ولم يحققوا لكم شيئاً بل حققوا لانفسهم الكثير وعلى حسابكم ..

لا تنصتوا الى ابواقهم ووعودهم الكاذبه واصواتهم الباهته ، لا تلتفتوا الى اقوالهم فهي المكر بعينه .. لتكن مأساة المرحلة الماضية التي عانى منها شعبنا درسا لتقييم الواقع بموضوعية وبمسؤولية عالية لنتوصل من خلالها الى حقيقة بأن الماضي الذي يمثلوه هؤلاء يجب ان لا يعود مهما بلغت التضحيات ، لننشد للامن والاستقرار وللحرية والمستقبل الزاهر السعيد بعيدا عن هؤلاء ، من اجل كل ذلك انتخبوا الذين يمثلونكم بصدق وامانه فهم ينتظرونكم على صناديق الاقتراع ، لنساهم واياهم في بناء عراق ديمقراطي تقدمي تعددي .. فلا تفوتوا هذه الفرصة ولا تسمحوا لانفسكم ان تنخدعوا ثانية من قبل هؤلاء النفعيين .. لان المؤمن يجب ان لا يلدغ من جحر مرتين ..........
 

22 /1 /2009





 


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس