| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

                                                                                     السبت 21/5/ 2011



ماذا بعد 100 يـــــــوم ....؟؟

يعكوب ابونا

مئة يوم مضت والمالكي و وزراءه لم يقدموا شيئاً لشعبنا ، الخدمات اكثر سوءأ ، الامن اكثر هشاشة ، والاستقرار معدوم ، ومحاسبة المقصرين لم ولن تكون لان من يحاسب من ؟ في دولة ( حارة ) كلمن ايده الو ، كما يقول غوار الطوشي .

لا بل ان الامر ازداد سوءا في الكثير من الامور في الايام الماضية ، القليل منها يكفى لو كنا في دولة تحترم نفسها اقل ما كان يجب ان تفعله حكومتها ان تقدم استقالتها وتتحمل مسسؤولية ما جرى بروح المسؤولية العالية .. ولكن هذا غير ممكن ولا يمكن ان يحدث في بلداننا ودولنا لان استقالة المسؤول تعتبر اهانه بحقه وانتقاص من مكانته ورجولته فعليه ان يقاوم في سبيل كرسيه ومصالحه لاخر نفس من حياته وحياة عائلته ليثبت بانه موجود وقوي ومهاب في ممارسة المسؤولية لان هذا هو الفهم السلوكي في ممارسة المسؤولية لانها تشكل قناعات في التعبير عن ميراثنا ومعتقداتنا واعرافنا وتقاليدنا التي لا ترتقي اليها الامم الاخرى لانه حصرا بنا والحمد لله ..!! وامتدادا لهذه السلوكية المرضية لاحظوا ما جرى ويجرى في عراقنا الجديد وفي ليبيا وسوريا واليمن ومصر وتونس وغيرهم من دولنا العربية وغدا ستمتد لدولنا الاسلامية المباركة بنعمة ربهم وسنة رسوله ، اليس هذا هو واقعنا المعاش ام هناك غير ذلك ..؟

فهل كان المالكي جادا ان ينفذ مطاليب المتظاهرين ؟؟ ام ان الامر كان مضيعة للوقت ليس الا ؟؟ لانه من الطبيعي ان لا يستطيع المالكي وحكومته ان ينفذ ما وعد به لان كما يقال فاقد الشيئ لا يعطيه . هو وهولاء الوزراء والمسؤولين عموما ليس همهم تلبية مطاليب الشعب بل كل همهم ان يحققوا ما يصبون اليه في الاعتلاء على كراسي الحكم لتحقيق رغباتهم وتنفيذ نزعاتهم الشريرة والاستئثار بالكعكة العراقية بالقدر الاكبر لهم ولكتلهم السياسية ….

ولابعاد الشبهة والتهمة عنه سوف يرمي المالكي مسؤولية اخفاق وزراءه على كتلهم .. ؟؟ ولقد سبق وان اعلن بان كتلة الوزير تتحمل وزر اخفاقه وفشله في مهامه ، ولكن هل سيبرأ المالكي نفسه من هذا الفشل وهو رئيس الوزراء ..؟؟ طبيعي لا يمكن ان يحقق ذلك في ادعائه وعليه ان يتحمل المسؤولية بروح رياضية .. لانه ان استطاعه ان يكذب على بعض الناس بعض الوقت ، فانه لا يستطع ان يكذب على كل الناس وكل الوقت ...

هذا هو الواقع العراقي المزري فهل امام جماهير شعبنا طريق غير الطريق التي تشكل رد فعل لهذا الواقع بعد انتهاء ال 100 يوم ..؟؟ مطالبة الجماهير بالتغيير الفعلي للحكومة وحل البرلمان مطلوب لانهما وجهان لعملة واحدة وايقاف العمل بالدستور..؟؟ لذلك سوف لا تكون هناك مفاجأة ان تردد الجماهير وتهتف في كافة مدن العراق في الساحات والميادين الهتاف الذي يخشاه الطغاة والظالمين (( الشعب يريد اسقاط النظام )) ....

بهذا الهتاف سوف تضع الجماهير البرلمان والمالكي امام الامر الواقع لقبول التغيير ومسايرة الجماهير، بامكان المالكي حل البرلمان وفق احكام الفقرة اولا من المادة 64 من الدستور ، وتقديم استقالة الحكومة لتبقى حكومة تصريف الاعمال واجراء انتخابات برلمانية ، وان تلكؤ المالكي في هذا الاجراء ، سيكون لمجلس النواب وفق احكام الفقرات سابعا وثامنا من المادة 61 من الدستور من استدعاء المالكي واستجوابه ، بهذا الاجراء سيمنع المالكي من اتخاذ قرار بحل البرلمان لان الفقرة الاخيرة من الفقرة اولا من المادة 64 تمنع رئيس الوزراء من حل البرلمان اثناء الاستجواب .. . وسيكون مستقبل المالكي في هذه الحالة مهددا عندما يتم استجوابه ، ولا يستبعد ان يتم سحب الثقة منه ان توفرت اسبابها الموضوعية والشكلية واسقاط حكومته والسير الى تشكيل حكومة جديده لتنال الرضى والقبول ، ونحن ننتظر هذا المشهد الذي لا يمكن ان يحدث الا بارادة جماهير شعبنا وضغطها على كل الاطراف السياسية وحتى الدينية التي لها الثقل على الساحة السياسية والشعبية .. ومع كل هؤلاء وعلى كل هؤلاء ان يعوا حقيقة واحدة بان السلطة الحقيقية هي للارادة الجماهيرية التي لا تعلو عليها ارادة اخرى او اي جهة اخرى .. والنصر دائما لارادة الشعوب في التغيير والشعوب دائما هي الغالبه والمنتصرة وسواها هم المغلوب على امرهم حكام ومسؤولين ..

فالى غدا جديد ومشرق ليعبر عن طموح جماهير شعبنا ويحقق لهم اهدافهم ومطاليبهم العادلة .لان الشعب الذي تحمل كل هذه التضحيات عبر تاريخه الطويل لابد ان يحقق اهدافه السامية في بناء عراق جديد يسوده الامن والاستقرار والحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية التي ينال فيها الصغير حقوقه قبل الكبير وليس كما يحدث الان مصادرة حقوق الاخرين لقلة عددهم او لاختلاف دينهم او مذهبهم مع الاكثرية ، فنحن نعيش الان في زمن دكتاتورية الاكثرية التي لا تختلف مطلقا ان لم تكن اكثر سوءاً من دكتاتورية صدام ، لكل هذه المعطيات يكون التغيير مطلوب وواجب في هذه المرحلة وعلى شعبنا ان يتحمل مسؤوليته امام الله والتاريخ ...
 


21 /5 /2011

 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس