| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

 

الأثنين 20 /11/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الاستاذ خالد عيس طه ومسيحيوا الكرد ومسيحيوا العرب


المحامي : يعكوب ابونا

مقالك المنشورفي عنكاوا ((دردشةعلى فنجان قهوة استمرار الاجرام بحق الكنائس مؤامرة ..تعسة يجب فضحها بكل قوة ....
Insulting the churches is a bad crime
كما يقال اهل مكة ادرى بشعابها ، من هذا المنطق وجدت لزاما علي ان اعلق على بعض مما جاء في المقال المذكور...
افترض جدلا ان ما جاء في المقال هو نابع عن حسن النية ، ولكن كثير كما تعرف ما تستغل حسن النية من قبل الاخرين بسوء نيه في مواضيع شتىء... فاقول قولي هذا مستغفرا الله لي ولك ...
اولا : انك تدافع عن مسيحي العراق وهذا شىء جيد رغم ان العراقيين جميعا بحاجة الى هذا الدفاع لما يعانوه في هذه الظروف .. فالدفاع عنهم واجب قومي ووطني تمليه على الانسان العراقي وطنيته وانتمائه لبلده ، وليس للاسف كما يفعل البعض عندما تتعارض مصلحته الخاصة مع مصلحة العراق العليا فياخذ يسكب الزيت على النار ..... فالعراقيين سيدي بحاجة الى كل كلمة حق تقال من اجل انقاذهم مما هم عليه ....
ثانيا : فعلا يجب على الجميع ان يستنكر الاعتداء على دور العبادة التي تخص الاسلام والمسيحيين والصابئة والايزدية واليهودية وكل صاحب عقيدة ، لانها تشكل بالنسبة لهم ذلك الملجأ والمكان الذي به يستطيع ان يمارس حريته في التعبير عن ايمانه ومعتقداته بعيدا عن الاعين وامام الله .. فهي بالنسبة لكل منهم تشكل ذلك السياج الروحي الذي يحمى به ايمانه ومعتقده...........
الا انه للا سف الشديد ان هذا الزمن بدلا ان يحمى هذه الحقوق التي ابسط مايمكن ان يقال عنها هي من الحقوق التي يجب ان يمارسها كل انسان بحرية لانها هي المسافة التي تحدد ما بينه وبين الله الذي يعبده ... ولكن للاسف هناك من اخذ هذا الدور واقام من نفسه مرجعا في تحديد هذه المسافة والا سيكون من لا يتبعه في ظلال مبين ... من هنا اصبحت الحقوق تمارس حسب شريعة الغاب القوى يقتل الضعيف والاكثرية تبتلع الاقلية وهلم جرا .. يعزوا الكثيرون الا ما ظهر في العراق من الافكار التكفيرية والتقتيلية والذبحية وكل ذلك باسم الله ومنهم من يدعى انه يخدم بها الله تعالى ... فاصبح القتل حلالا وانتهاك الاعراض والسرقة والنهب مباحا والتشريد والتهجير انتقاما وثارا ورد اعتبارا... و كان لهذه للاقليات نصيب كبير بما يجرى في العراق لانهم بالاساس هدف الجميع في صراعهم هذا لان رغم الاختلافات التي بينهم عقائديا او مذهبيا الا انهم متفقون بشكل او باخر الى ان هذه الاقليات تشكل ذلك الهدف لهم جميعا يجب استئصاله لاسباب كثيره .. حسب اعتقاد كل منهم وتحليله وفهمه لمذهبه وعقيدته ... كل هذه الاسباب ادت ومنذ زمن بعيد الى ان يصبحوا هولاء اقلية بعد ان كانوا الاكثرية في بلاد الرافدين ... اجبروهم هولاء ولا زالوا يجبرونهم بشكل او باخر على ترك دينهم واعتناق دين الاكثرية ، فهذا هو السبب الذي اصبحوا به اقلية بعد ان كانوا اكثرية .....
وانت سيدي رجل القانون اسألك الا تتحمل تلك الاكثرية التي طغت وتجبرت جريرة ما ارتكبوه بحق هؤلاء الذين تسمونهم الان اقلية ...؟ فلابد ان يتحملوا في يوم من الايام تلك المسؤولية الجنائية لما اقترفوه بحق هؤلاء الاقوام الاصلية والعريقة في بلاد الرافدين ، وهم بذات الوقت لاحول لهم ولاقوة الا ايمانهم بأن الله حق .. لا يضيع اجر المؤمنين.

بصراحة كانت هذه مقدمة للمداخله في صلب الموضوع ...
لا اعرف كيف توصلت سيدي الى القول (( الاف القرى المسيحية في المنطقة الكردية اضافتهم قوة الاحتلال على حصيلة مجموع الاكراد .. اكثرية القرى المحيطة بالموصل هي قرى كردية ولكن مسيحية .. والان الحزب الوطني الكردى يطالب ادخال هذه القرى في خارطة الفيدرالية الجغرافية .. )))

فأسالك بالله عليك عن اي قرى كردية تتحدث ؟ وما هذا التناقض الذي تقول به .. فأن كانت هذه القرى كما تقول في المنطقة الكردية ، واضافتهم قوة الاحتلال على حصيلة مجموع الاكراد ... فلماذا يضيفهم الاحتلال الى منطقة كردية اذا كانت اصلا هي في منطقة كردية كما تقول ..؟ اما وانك تريد ان تدين الاحتلال على ما يقوم به فكيف تعتبرها انت قرى مسيحية في منطقة كردية ..؟
وكيف تقول اذا ( ان اكثرية القرى المحيطة بالموصل قرى كردية ولكن مسيحية ..) وتضيف ان الحزب الوطني الكردي يطالب ادخال هذه القرى في خارطة الفدرالية الجغرافية ... فان كانت هذه القرى كما تدعى كردية فلماذا يطالب بها الاكراد لضمها الى الفدرالية الجغرافية ..؟؟ اليس هذا اقرار من الاكراد انفسهم بأن هذه القرى ليست لا من قريب ولا من بعيد كردية ،. فأن كانت كردية فلماذ يضمها الاحتلال الى الاكراد ولماذا يطالب بها الحزب الكردي بضمها الى الفدرالية ... الا تجد معي بأن ما ذهبت اليه هو مجموعة تناقضات تدافع عن شىء تفترضه انت وكأنه ثابتا وواقعا وهو في ذات الوقت تعتبره افتراضا مفروضا غير متحقق الا مجازا كما تريده انت فأيهما اصح في التعبير والى ايهما تستند .....
ابهذا تدافع عن المسيحين سيدي.... بعد ان تنكر وجودهم القومي على ارض الواقع ارض الاباء والاجداد منذ الالاف السنيين .. مرة تعتبرهم مسيحيين في منطقة كردية ومرة قرى مسيحية في محيط الموصل ...؟؟ اهذا هو واقعهم بنظرك ..؟ ان الوقائع والشواهد التاريخية والجغرافية تبقى هي المعول عليها في اثبات الحق لاصحابه سيدي وليس كما انت تفسره ..
وكأنك تقول كلمة حق يراد بها باطل .... بدفاعك عن كنائس المسيحيين تنكر انتمائهم القومي ... ؟ والا اذكر لنا في اي وقت كانت القرى المحيطة بالموصل كردية ... ؟؟ اما ان تسبق الاحداث وتطلق انت على القرى المحيطة بالموصل بالكردية بدون ان تسمي جغرافية هذه القرى .. اليس هذا مستغربا منك وانت رجل القانون ..؟ اليست هذه القرى واقعه في سهل نينوى فعلام لا تقول القرى الواقعة في سهل نينوى ... بدل من ان تقول القرى المحيطة بالموصل .. اهو انكار الواقع والتاريخ ام هو مجارات لهذا وذاك سيدي .....
ولم تكتفى بهذا بل اكملت المشار لتنفي كل مقومات هذا الشعب عندما اخذت توزعه مرة لهذا واخرى لذاك ....عندما تقول :
(( ليس امامي جوابا لهذا الاجرام سوى ان يدا اجنبية سوداء تريد للعرب المسيحيين ترك العراق والهجرة منه .. حتى يفرغو هذا الشعب من هذه الفئة الجيدة وان يجعلوا العراق له دين واحد ليأتوا على تقسيمه الى دويلات ..... ))

سيدي عن اي مسيحيين عرب تتحدث ..؟ مرة تجعلهم اكراد ومرة تجعلهم عربا ... ابحق لا تعرف ان هؤلاء الذين تتهمهم اكراد هم قبل الاكراد في العراق بالالاف السنين وقبل العرب بالالاف اخرى من السنين ... اليسوا هم امتدادا لتلك الحضارات العريقة في العراق من سومر واكد وبابل واشور وكلدو ...
نحن عراقيون لسنا لا عربا ولا اكراد ... رغم ان في هذه الايام للاسف اصبحت كلمة العراق واسم العراق ثقيلا بلسان البعض كل يريد مصالحه ولا يهم ذبح العراق ... الا اننا بالنسبة لنا نعتز بانتمائنا للعراق العظيم .. فنحن مسيحيي العراق بتسمياتنا الثلاثة كلدان سريان اشوريين.... نحن الذين نقطن غالبيتنا في سهل نينوى .. السهل الذي ينسب الى اصحابه الاصليين الاشوريين قبل وجود العرب والاكراد .. في العراق اصلا ....
اما انك تجاري للاسف ما اطلقوه البعثيين في مرحلة ما بتسمية المسيحيين عرب عندما منعوهم من تسمية اسمائهم القومية والدينية في احصاء النفوس / كانوا يسجلوهم بدون الرجوع اليهم عربا ... فهذا الذي حدث وكما تعلم لا يمكن ان يكون سببا لك سيدي ان تأخذ بنفس الاتجاه بتعريب هذه الشريحة المهمة كما تقول .... اليس من حقها ان تقرر مصيرها وتدافع عن نفسها واسمها ووجودها الحقيقي لتأتي وتنسبهم مرة للاكراد واخرى للعرب ...
وان كان هناك من يعتقد ان بزوالنا وقتلنا ومحاربتنا هوسيحقق مصالحهم ورغباتهم وشهواتهم العدوانية خدمة لتعصبهم العقائدي والديني فإن التاريخ لابد ان يتحدث يوما عن هذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحقهم ....
وستجدون ان الخاسر الوحيد من انهاء هؤلاء القوم وابعادهم عن بلدهم هم من يعتقدون اليوم انهم يقدمون خدمة لله بإنهاءهم قتلا او ترهيبا بالاسلام واتهامهم زورا وبهتانا بالشرك والكفر .....
اما قولك بأن هناك يد اجنبية تريد لعرب المسيحيين ترك العراق .... رغم انني وكما قلت انفا لا اعرف من المسيحيين العرب احد من الذين تشيراليهم البته...
الا انني استنكر بشدة معك كل من تمتد يده على الاخرين مهما كان هذا الاخر من دين او انتماء ... ولست معك عندما تتهم الايادي الاجنبية بأنها تريد لعرب المسيحيين ترك العراق .. لان هذا ديدننا عندما لا تكون لنا حجة في قول الحق نذهب الى اتهام الاجنبي بأنه هو مصدر كل سلبياتنا واعمالنا الشريره ....
لماذا سيدي عندما يكون الحديث عن الحضارة والتاريخ والعراقة والدين والعقيدة والايمان والشهامة والاخلاق والقيم ووووو .... الخ .... ننسب انفسنا اليها وننسبها لنا ؟؟ فكيف اذاُ نكون نحن كل هذا ونكون لعبة بيد الاجنبي يحاك لنا كل هذه المؤمرات ونحن نقوم بتنفيذها ... اليست هي من صنع ايدينا ونتهم الاخرين بها وكأننا نحن مسلوبي الارادة ولا حول لنا ولا قوة سوى تنفيذ رغبات الاجنبي .... فأين الذي ندعيه امجادا سيدي ...؟ وان كنا بهذا الضعف والهوان لماذا لا نستسلم للامرالواقع ونعترف اننا لعبة بيد الغير ( الاجنبي ) ونبطل تبجحنا ... ونتوقف عن التسميات والمسميات الكثيرة التي تفوق غرور اي انسان على وجه الارض .... الحقيقة الان في العراق هي عملية الثأر والانتقام وتصفية الحسابات القديمة والجديدة كل ذلك لتحقيق المصالح الذاتية ... قيمنا شهامتنا ورجولتنا وتضحياتنا كلها تكرس للمصالح الخاصة ... كل ما كنا نتبجح به زمنا نجده الان مذبوح على ارض العراق بيد ابنائه .. لنعترف مرة ومائة مرة .... بأن سلوكنا وتعصبنا الاعمى هي التي تقودنا الى ما نحن عليه الان ... الى متى سنتوقف عن هذا الرياء الديني والمذهبي والسياسي الى متى والعراق يذبح يوميا بيد ابناءه بأفكارهم المقيته هذه .... لنستيقظ من هذا السبات .. لنبني عراقا موحدا مزدهرا نفتخر بإنتمائنا اليه جميعا ......
........ والا ... سنندم يوم لا ينفع الندم .......

20 /11 /2006