| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

السبت 1/8/ 2009



مجاهدي خلق وازمة رئيس الحكومة ..؟؟

المحامي : يعكوب ابونا

معروف بان منظمة مجاهدي خلق الايرانية منظمة معارضة للحكومة الايرانية بعد ان كانت معارضة لحكومة الشاه كذلك ، لجأوا الى العراق بعد ان اشدد الخناق عليهم من قبل الحكومة الايرانية قبل سنوات وكان لهم تواجد قانوني بعد ان منحتهم الحكومة العراقية في النظام السابق حق اللجوء ، كما قدمت لهم الدعم والمساعدة للقيام باعمال ضد النظام الايراني ابان الحرب العراقية الايرانية منطلقين من مناطق تواجدهم في المناطق الحدودية القريبة من الاراضي الايرانية ....

لا يستبعد ان صدام حسين ونظامه كان قد استغل وجودهم كلاجئين في الاراضي العراقية ليقوموا بعمليات معينه ضد العراقيين كردا كانوا او عربا ، وهي بطبيعة الحال ضريبة كان لهم دفعها لنظام مقابل حمايتهم وبقائهم في الاراضي العراقية .. وهذا الاسلوب كانت تمارسه المعارضة العراقية في ايران زمن صدام عندما كانت تقوم باعمال ضد المصالح العراقية بدعم ومساعدة الحكومة الايرانية وما قامت به مع الاسرى العراقيين ( التوابين الا نموذجا ) على تلك الاعمال وهذه المعارضة الان تحكم العراق..؟؟

بعد سقوط النظام السابق في 2003 قامت قوات التحالف بتجريدهم من السلاح كليا وحدد وجودهم في معسكر اشرف في ديالى .. ومنذ ذلك التاريخ ليس لهم اي نشاط عسكري على الساحة ....
ولكن بعد تسليم المعسكر الذي كان الامريكان يشرفون عليه الى السلطات العراقية وفق اتفاقية الحماية الامنية لتضمن لهؤلاء حقوقهم كلاجئين وان يعاملوا معاملة انسانية وفق المعايير الدولية وحقوق الانسان ..
الا ان القوات العراقية اقتحمت معسكر اشرف في الايام القليله الماضية عنوة وسببت في قتل العديد منهم وجرح العشرات من هؤلاء اللاجئين ..
بحجة ان وجودهم يخالف الدستورالعراقي كونهم منظمة عسكرية وارهابية تهدد امن واستقرار دول الجوار والعراق حريص على اقامة علاقات حسن الجوار مع تلك الدولة ، لهذه الاسباب فان من حق الحكومة العراقية اتخاذ الاجراءات الامنية والعسكرية ضدهم والحد من نشاطهم ... والخ ..

لنناقش هذه المبررات ونقول :
1- ان الادعاء بان هذه المنظمة هي عسكرية وارهابية ، هذا الادعاء الان لا اساس له لان بعد 2003 قامت قوات التحالف بتجريدهم من اسلحتهم واصبحوا لاجئين عاديين ليس الا .. كما ان صفة الارهاب غير ملازمه لهم بعد ان رفع اسمهم من قائمة الارهاب بقرار الاتحاد الاوروبي ، وان التعامل معهم الان من قبل المجتمع الدولي وامريكا خاصة على اساس هم مقاومة وليسوا ارهابيين ..
2- اما وجودهم يخالف الدستور فهذا غير وارد ايضا لان وجودهم في العراق قد سبق تشريع هذا الدستور في 2005 وبما ان الدستور لا يسري بأثر رجعي فيكون تواجدهم في العراق مشروع وحق مكتسب فعلى الدستور حماية هذا الحق وفق ما تنص عليه الفقرة الثانية من المادة 21 منه بصفتهم لاجئين سياسيين في العراق....
3- اما ان العراق لا يسمح للمسلحين بالقيام بأعمال عسكرية ضد دول الجوار لانه يسعى لاقامة علاقات حسن الجوار معهم .... من الطبيعي ان يسعى العراق الجديد الى اقامة العلاقات جيده مع دول الجوار، فنسأل هل قام مجاهدي خلق بعد 2003 بأي عمل عسكري ضد مصالح تلك الدول.؟؟ الم يكونوا انفسهم تحت حماية قوات التحالف ومراقبتها وحددت حركتهم داخل المعسكر وخارجه ..

كان المسؤولون في طهران يمارسون منذ زمن طويل ضغوطًا على حكومة بغداد لطرد منظمة مجاهدي خلق التي تعمل على اسقاط النظام الاسلامي الايراني. ولكن العراق امتنع عن اقتحام المعسكر بسبب معارضة الولايات المتحدة ..ولكن بعد ان سلمت امريكا مسؤولية المعسكر الى الحكومة قامت بالغارة على المعسكر تنفيذا لطلب ايران وارادتها في بسط نفوذها على السياسية العراقية .. ؟؟ فجاء رد (( المسؤولين الايرانيين يعبرون عن ارتياحهم من ما قامت به القوات العراقية ضد مجاهدي خلق ، وأعربت إيران عن ترحيبها بعملية الاقتحام وفق ما اعلنه رئيس البرلمان الايراني على لارجاني الذي وصف العملية بالمتأخرة غير ان فعل القوات العراقية يستحق الثناء حسب ما نقلت عنه وكالة مهر شبه الرسمية )).

اما ان الحكومة خيرتهم بين :
1- تسليمهم الى الحكومة الايرانية ( اعادتهم الى ايران ) ....
وهذا ما لم تعترض عليه قيادة المنظمة وعلى لسان مريم رجوي بأنها لا مانع من ذلك بشروط وضمانات دولية تضمن سلامة المرحلين من بطش حكومة الملالي في ايران .. وبدون هذه الضمانات سوف يتم تصفيتهم على الحدود العراقية الايرانية بكل بساطه وسهولة ..اليس كذلك ..؟؟
2- تسفيرهم الى دولة اجنيبة اخرى تقبل بهم كلاجئين ..
هنا تكون مسؤولية الحكومة العراقية وفق مواثيق الامم المتحدة وحقوق الانسان حماية هؤلاء ومعاملتهم معاملة انسانية لحين تسفيرهم الى دول اخرى توافق على قبولهم كلاجئين خاصة وان هناك اتصالات مع دول اجنيبة عن طريق هيئة الامم المتحدة والصليب الاحمر الدولي لايجاد دولة تنقذهم مما هم عليه ..
3- اما المقترح الاخر بنقلهم الى اية محافظة عراقية اخرى بعيدة عن الحدود الايرانية .. بمعنى اخر ابعادهم عن الحدود الايرانية خشية من ان يقوموا بأي عمل ضد المصالح الايرانية وهذه الخشية جاءت على لسان قائد الثورة الايراني علي خامنئي في 26/ 2/ 2009 للرئيس جلال الطالباني بأن مجاهدي خلق مصدر الشر والفساد ...فابعادهم هو لترضية ولي الفقية .. فالطريقة التي استعملتها القوات العراقية بإقتحام المعسكر وارتكابها ابشع الاعتداءات بحق ناس مجردي السلاح ولا يملكون من وسيلة الدفاع عن انفسهم سوى ذلك الصراخ والعويل الذي سمعناه من النساء والاطفال ،حينما كانت القوات العراقية تنهال عليهم ضربا فقتلوا منهم العديد واصابوا منهم العشرات ..هذه العملية تتنافى ومبادئ حقوق الانسان وتتعارض مع المواثيق والاتفاقيات والاعراف الدولية ومخالفة لاحكام ومبادى الشريعة والقيم والاعراف العربية ....؟؟ واختراق للاتفاقية المبرمه مع الامريكان التي تعهدت بها الحكومة العراقية ان تحافظ على هؤلاء وتعاملهم بشكل انساني كما كانوا سابقاً .. فهل من مصلحة للعراق وشعبه ان نقف ضد هؤلاء جميعا ..؟؟

العكس هو الصحيح ، كان على الحكومة العراقية ان تستفيد من وجود هؤلاء على ارض العراق ليكونوا ورقة ضغط ومساومة مع الحكومة الايرانية التي تتدخل بكل صغيرة وكبيرة في الشأن العراقي .... فقد وضع المالكي نفسه في موقف لا يحسد عليه ونتائج هذا العمل بكل الاحوال سوف تؤثرعلى مستقبله السياسي وهذا ما يسعى  منافسوه واعداءه على السواء لتحقيقه ، خاصة ونحن على ابواب الانتخابات ...كما لامريكا موقف من ايران لانها متهمه باسناد ودعم الارهاب الدولي وتدعم المليشيات المسلحة والمجرمين القتله في العراق وتدعم حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين وتهدد امن الخليج وتهدد الامن والاستقرار العالمي بسعيها الى الحصول الى السلاح النووي ..لهذه الاسباب وغيرها قد تتخذ الدول الكبرى وهيئة الامم المتحدة موقفاً من ايران الى جانب امريكا وقد يتطور هذا الموقف بشكل او باخر فماذا سيكون موقف العراق من كل ذلك ؟؟ فهل سيكون مع الاجماع الدولي ام سيكون مع دولة ولاية الفقيه ..؟؟ لان وقوف العراق بتأمين جانب الحكومة الايرانية من مجاهدي خلق هو دعما لايران للاستمرار في سعيها في تهديد امن واستقرار المنطقة ، فهل قادة العراق مستعدون لتحمل نتائج وقوفهم الى جانب ايران والتضحية بمصالح شعبنا مقابل رضى الايرانيين عنهم ..؟؟ الايام القادمه سوف تكشف خطأ او صواب قرار المالكي باقتحام معسكر اشرف بانعكاسه على الساحة السياسية ومستقبل المالكي السياسي شخصيا ....

فكان على المالكي ان يكون اكثر حكنة من ان يتورط في مثل هذه الاشكالية التي لا

تخدمه بكل الاحوال بل تخدم غيره .. والايام القادمه ستكشف الكثير ..

 


1 / 8 /2009

 


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس