| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

الأربعاء 19/12/ 2007



انا .....!! والرئيس بوش .. والسيد المالكي ....

يعكوب ابونا

اقول (انا ) بتجرد وبدون ان اردد ما يردده المرائيين والدجالين والملطخة اياديهم بدماء شعوبهم عندما يقول (انا ) ويضيف مباشرة " واستخفر الله من كلمة انا ...." وهم الذين لا يستخفرون الله باجرامهم مطلقا..
اقول : لايختلف عليه اثنان بان مجريات الاحداث وتطورها في العراق منذ سقوط الطاغية في 9 نيسان 2003 اخذت بعدها السياسي على مختلف الاصعدة الوطنية والاقليمية والدولية .. ونحن ابناء هذا الوطن الذي تجري في ارضه كل هذه الاحداث والمتغيرات ، ندفع ضريبة ذلك دماء شعبنا ، الذي تجاوزالمليون شهيد ، والمؤسف له ان هذه الدماء لم تراق لصالح العراق وتحريره ولا للعراقيين ومستقبلهم ، بل لتحقيق مصالح ومطامع الاخرين اعداء العراق ...... الذين يعملون لاثبات قوتهم وبطشهم بسلوكهم الاجرامي في عملية توازن القوى في الساحة السياسية....
امام هذا الواقع المأساوي كان لابد للعراقيين ان يصرخوا بأعلى صوتهم لايقاف نزيف الدم ولما يجري..... ولما كان للامريكان من دوراساسي وفعال في حركة التغيير والتبديل في الساحة العراقية ..ولكونها القوة فاعله على ارض الواقع كان عليها ان تتحمل مسؤولياتها ، وفق هذه الافرازات والنتائج التي تطفوا على السطح السياسي بشكل غير طبيعي .. فكانت الاحتجاجات والاستنكارات ضد سياسة الرئيس بوش في العراق بدأت في امريكا قبل غيرها.... صحيح قد يفسرالبعض بأن وراء ذلك الموقف مصالح سياسية وامكانية استغلال نتائجها واستثمارها في الانتخابات الامريكية القادمه .. ورغم ذلك نقول انها تمثل بشكل او بآخر صدى لصراخنا والامنا.. ......
فكان لابد للقيادة الامريكية ان يكون لها موقف تجاه ذلك ولكي تخرج من دائرة المساءله ، سعى الرئيس بوش الى ايجاد البدائل ، فكان القراربزيادة قواته العسكرية في العراق معتقدا بأن ذلك سيحقق له حلا لمشكلة الارهاب والمليشيات في العراق ،.. فأخذت هذه القوات دورها في الساحة العراقية وفق منظورالحركات الفعلية المطلوبه لتحقيق استراتجيتها العسكرية في الساحة العراقية ....
ومن جانب اخر كان على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبالتنسيق والتشاور مع قوات التحالف طبعا، ان يتحمل وحكومته مسؤولية تحقيق هذا الامن وذااااااااااااااااك الاستقرار .... ؟؟
فشرع قانون خطة فرض القانون ، وفعلا عملت حكومته بجد ونشاط في مناطق معينه من بغداد وخارجها لتحقيق بعضا من هذا الامن .....
وما يقوله بوش والمالكي ..
1- الزيادة في القوات الامريكية التي يعتقد بأنها هي التي حققت له هذا الامن وهذا الاستقرار في مناطق عديدة في العراق ... وله مايبرره طبعا ..
2- الحكومة العراقية والسيد المالكي بطبيعة الحال لهم ان يعتقدوا بأن خطتهم الامنية قد حققت نتائج ايجابية وقد اتت ثمارها ...وهذا رأيهم وقناعتهم .. وقد يكون لطرح كل منهم جانبا من الصواب.... ....
ولكن لنتساءل بموضوعية..الم تكن القوات الامريكية ومعها قوات التحالف الموجوده في الساحة العراقية قد جاوزت 150000 عسكري ، الم تكن كافية لبسط سيطرتها وسطوتها لتحقق الامن والاسقرار .. ؟؟
ام ان الحكومة العراقية لم تكن تقوم بواجبها لتحقيق الامن وتطبيق القانون ، الا بعد تاريخ اقرار خطة فرض القانون ، وكأنها كانت لا تعمل بالقانون ولا تسعى الى تحقيق الامن وذاك الاستقرار.. الا بعد الخطة الامنية المعلنه ..؟؟ ..
ومن الملاحظ عندهم انهم يغفلوا سهوا او قصدا الاشارة الى العامل الاساسي والرئيسي الذي كان له الفضل في تحقيق ما يدعون انجازه هم ....
لذا لنقولها انا وانت عزيزي القارئ الكريم ..
بكل موضوعية وبعيدا من المصلحية والمحاصصة الطائفية والمذهبية ..
قد نختلف مع ما قيل ، ولكن من حيث النتيجة قد نتفق .. لكي لا نحجب دورهم في العملية ، كما عليهم ان لايحجبوا دور الجماهير في العملية السياسية والامنية ..لان بصريح العبارة لا قوتهم العسكرية ولا خططهم الامنية اوصلتهم الى ما يدعوه .. بل الذي اوصلهم لذلك هي تلك الجهود الجبارة والايجابية التي قدمتها جماهيرنا في يقضتها وصحوتها ... لا احد ينكر بأنه كان لامريكا دورها الفعال في ايقاظ ابناء تلك الصحوة ، عندما خاطبتهم وناشدتهم من خلال نخوتهم العربية الاصيلة لكي يتحملوا مسؤولية المرحلة لان وزرها ونتائجها ستكون عارعلى وطنيتهم وعراقيتهم ، فألتقت تلك المناشدة والتحمت مع ما كانوا يسعون اليه ليتحرروا من سيطرة الارهاب واجرام الاحزاب المتاجرة بدمائهم ، فكانت لاستجابة جماهيرمناطقهم دورها الاساسي والفعال في ( قيام صحوة الانبار ) هذه الصحوة التي تشكل بمفهومها السياسي انتفاضه جماهيرية ، لانها حققت هدفين :
1- محاربة الارهاب والجريمة...يعني ساهموا في اطفاء النارالمشتعلة في مناطقهم على الاقل ،وهذا يخدم مصالح العراق ، واين ما تخمد مثل هذه النارفالمحصلة النهائية هي لصالح العراقيين ومستقبلهم ........ فالعراقيون الشرفاء يسعون الى اخمادها وقمعها اينما وجدت في عراقنا .....
2- وقوفهم بوجه الاحزاب والتيارات السياسية والدينية وتعريتها .. هذا مهم جدا ومطلوب من شعبنا بتعرية المتاجرين بدماء ابنائه ..اينما كانوا في المحافظات الاخر بهذا سنحقق الوحدة الوطنية في بناء العراق المستقبلي بعيدا عن الاحزاب السياسية والتيارات الدينية والمحاصصة الطائفية الذين يتاجرين بدماء ابناء شعبنا تحت هذه المسميات وغيرها...
كان على الجميع دعم ومساندة ( الصحوة ).. الا ان للاسف كان للحكومة موقف ضد هذه التجربة ، بحجج واهية وغير موضوعية ...الا انها تراجعت عن ذلك وحسنا فعلت بمساندتها للصحوات الاخرى وفي مناطق اخرى من العراق........
وقد يشكل ذلك ركيزة من الركائز الاساسية لاعادة بناء جسورالثقة بين المواطنيين لتشكل الارضية الخصبة والضرورية لوحدة الكلمة والتفاهم الوطني لبناء عراق المستقبل . مع ضرورة الاقرار بإستحقاقات المرحلة الجديدة وعلى مختلف الاصعدة ، فعلى امريكا بدرجة اساسية تقع مسؤولية دعم ومسانده هذه التجربة التي اوجدتها لضمان استمرارها ونجاحها ، لان فشلها لايخدم الا اعداء العراق ... والرجوع الى المربع الاولى قد يكون اسوء مما كانت عليه سابقا ...
وعلى الحكومة ان لاتعتقد.. بأن الامن الذي تفرضه بالقوة بزيادة اعداد الجنود والشرطة في الشوارع هو امن دائم ..بل هو امن مرحلي ومؤقت ، لانه خارج عن القناعات والمساهمات الجماهيرية التي تحميه .. من هنا فهو أمن هش وليست له ارضية صلدة ، فالمطلوب العمل لتحقيق والامن الدئم والاسقرار والسلام ، هو بقيام الوفاق والمصالحة الوطنية ...فعلى الدولة ان تتحمل مسؤوليتها الدستورية بإحتضان الطاقات الشابة والمقتدرة على خدمة العراق في المجالات كافة ، لانقاذهم من الفاقة والعوز والحاجة من خلال امتصاص البطالة ... ومن جهة اخرى لابعادهم عن مخالب الارهاب وانياب الارهابيين والمليشيات والمجرمين الذين يتصيدونهم لايقاعهم في شراكهم العفنة وتجنيدهم في اعمالهم الاجرامية .. خاصة في هذه المرحلة التي نحن بها احوج ما نكون اليه لجهود كل الخيرين والمخلصين من ابناء شعبنا ، لنجعل هؤلاء الخميرة الفاعلة والخيرة والاساسية في المجتمع لبناء العراق ..
صحيح تضررت مصالح البعض وسوف تتضرراكثر كلما كانت الاجراءات والمتغيرات على الساحة العراقية تتجه نحو الوفاق الوطني والعمل الايجابي في بناء العراق الديمقراطي.... وسوف يحاربون كل الخيرين والمخلصين لافشال تجربة العراق وبأي ثمن .......... فمن اجل انقاذ تجربة العراق والوقوف بوجه هؤلاء ، تكون مسؤولية الولايات المتحدة الامريكية اكبر واشمل.. والتزامات الحكومة العراقية اكبر واشمل في بناء المصالحة الوطنية ، ومشاركة كل الاطياف الوطنية في بناء العراق ،بعيدا عن المحاصصة الطائفية والمذهبية والقومية التي اثبتت فشلها .....؟؟ فالحكومة التي تكون عاجزة عن تنفيذ التزاماتها تجاه شعبنا لا تكون جديرة بأن تسمى حكومة فغيرها سيكون بديلا عنها بدون شك ....
فيقظة وصحوة شعبنا في الجنوب والشمال مطلوبة في هذا الاوان .. لكي تثبت وجودها وتنتفض بوجه احزاب المليشيات وعصابات الجريمة المنظمة التي تستأثر بالشارع السياسي.. تحت مرأى ومسمع المسؤولين الحكوميين في تلك المحافظات ..
فلابد ان يكون لحركة الجماهيردورها واستحقاقاتها.. لتتمكن الحكومة من امتصاص سلبيات المرحلة ، وتؤمن لشعبنا الامن والاستقرار والسلام الدائم ، وليرجع العراق الى مكانته وللمواطن كرامته .. لنهتف للعراق وحده وللعراق فقط نهتف .....

19 /12 /2007




 


 

Counters

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس