| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

السبت 19/12/ 2009



 الاقليات القومية والدينية في العراق
مهددة بالزوال ...؟؟؟

المحامي : يعكوب ابونا

اختلفت الاراء وتباينت في تقييم امر ومستقبل الاقليات في العراق على ضوء المتغيرات على الساحة السياسية بعد 2003 ، بعد ان كانوا جزء اساسياً وفعالاً من تركيبة المجتمع العراقي الاصيل ،
فذهب البعض الى تبرير ما يتعرض له ابناء هذه القوميات الى القول ان العراق عموما يتعرض ابناءه لهذا الارهاب بغض النظر عن انتمائهم الديني او المذهبي والطائفي..وليس الامر محصورا وموجه ضد الاقليات القومية او الدينية فقط ، فهدف هؤلاء المجرمين هو خلق اجواء مضطربه ومتوترة وغير مستقرة لتشوب الحياة العامة فوضى واضطراب وعدم الثقة بالحكومة والنيل منها باثبات عجزها عن تحقيق ابسط مقومات وجودها والتزامها كحكومة في تحقيق الامن والاستقرار لشعبها ..

وهناك من يقول ان الخلافات بين الكتل السياسية السنية منها والشيعية ، الكردية والعربية وصلت الى درجة استثمار كل التناقضات السلوكية والثارات القديمة والجديدة فيما بينها لانتزاع حقوق وامتيازات على حساب الاخرين بغض النظر عن احقيتهم بذلك ام لا ... وان ابناء هذه الاقليات ليسوا الا وقودا وضحايا لتلك الصراعات المصلحية ..

والملفت للنظر بان رغم خلافات هذه الكتل فيما بينها الا ان نظرتهم تجاه اصحاب الاقليات القومية والدينية من المسيحيين والايزديين والصابئة المندائيين هي نظرة استهجان واحتقار واستنكار ورفض استمرار وجودهم وبقائهم في ارضهم ووطنهم على اساس انهم ( كفار ) او ذميين باحسن الاحوال ، لذا تعرضوا الى القتل والقمع والاضطهاد والتهجير في الكثير من مناطق العراق..... وهذا الاتهام ليس اجتهاداً من قبلنا بل هو المتداول بين هذه الكتل انفسهم عندما يتهمون بعضهم بعضا بهذه الجرائم الموجهة ضد الاقليات القومية والدينية ، ومهما كانت ابعاد هذا الاتهام الا ان الحقيقة تبقى موضوع اتهام لكل الاطراف كردا كانوا ام عربا ، سنة او شيعة بان دماء شعبنا وما يتعرض له من قهر واضطهاد وقتل وتهجير هي برقاب هؤلاء جميعا وبدون استثناء ..

وما يؤيد قولنا هذا ...
( ما قالته لجنة حكومية أمريكية إن العراق الآن أحد أكثر المناطق خطورة على وجه الارض بالنسبة للاقليات الدينية متهمة زعماء العراق بالتسامح تجاه الهجمات على المسيحيين وأقليات أخرى.
وتابع تقرير للجنة الامريكية للحريات الدينية الدولية التي شكلها الكونجرس والرئيس ان مجرد وجود مثل هذه الجماعات في العراق الذي تقطنه أغلبية مسلمة أصبح يواجه تهديدا الآن.
وجاء التقرير بعد أن فرّت 1500 عائلة مسيحية من هجمات وترويع في مدينة الموصل الشمالية في أكتوبر تشرين الاول. وخطف رئيس الاساقفة في المدينة وقتل العام الحالي. وألقى قادة عسكريون أمريكيون باللوم على متشددين إسلاميين من السنة في أعمال العنف.
وأوصت اللجنة التي تضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بأن يجرى تصنيف العراق على أنه "بلد يثير قلقا بشكل خاص" نتيجة لما وصفته بتسامح الحكومة العراقية ازاء الانتهاكات البالغة للحرية الدينية.
وذكر مسؤول باللجنة أن مثل هذا التصنيف يمكن نظريا أن يؤدي الى فرض عقوبات. ولكن الاكثر ترجيحا اذا قبلت الحكومة الامريكية هذه التوصيات أن تستخدم قنوات دبلوماسية أو تضع ارشادات في محاولة لتغيير تصرفات الحكومة العراقية.
والتقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بزعماء مسيحيين في العراق وتعهد بأن توفر الحكومة الحماية لهم الا أن الامم المتحدة ذكرت الشهر الحالي أنها ما زالت تشعر بقلق ازاء جرائم القتل التي تستهدف الاقليات مثل المسيحيين.
وقالت فليس جير رئيسة اللجنة "عدم وجود اجراء حكومي (عراقي) فعال لحماية مثل هذه الاقليات من الانتهاكات جعل العراق بين أكثر المناطق خطورة على وجه الارض بالنسبة للاقليات الدينية.
وأفادت اللجنة بأن الاقليات الدينية وجدت نفسها أيضا محاصرة وسط صراع بين حكومة كردستان العراق وبغداد من أجل السيطرة على المناطق الشمالية التي تتركز فيها هذه الاقليات.
وتوضح أحدث أرقام لوزارة الخارجية الامريكية أن عدد المسيحيين في العراق انخفض الى النصف منذ الغزو بقيادة الولايات المتحدة للعراق عام 2003 .
وتقول وزارة الخارجية الامريكية أن أقلية أخرى هي الصابئة المندائية التي تمثل نسبة بسيطة من سكان العراق تقلص عددهم ،
ووقعت هذه الاقليات وأقليات أخرى مثل اليزيديين وسط صراع تفجر ببداية عام 2006 وجعل البلاد على شفا الانزلاق صوب حرب أهلية بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية. وقتل عشرات الالاف من الناس كما تشرد كثيرون.....)
انتهى الاقتباس

ونقول لا زال الامر مستمراً بتصفية ابناء الاقليات وخاصة في مدينة موصل التي اصبحت وكراً للارهاب والقتله والمجرمين مستغلين الصراع والتنافس على السلطة والنفوذ الدائر بين العرب والكرد في المحافظة ، ومن جهة اخرى اغفال وتجاهل هذه الاطراف وخاصة المسؤولة منها في المحافظة لما جرى ويجرى لشعبنا من تصفيات بدون ان تطال يد العدالة الى هؤلاء المجرمين دليل الى ان الكل مشترك في هذه التصفيات ، والا اين نتائج التحقيقات لما ارتكب بحق شعبنا في السنوات الماضية في المحافظة ..؟؟ لان اخفاء نتائج تلك التحقيقات مؤشر الى ان وراء هؤلاء المجرمين حقائق واشخاص يجب ان يبقوا مجهولين بعيدا عن المساءلة القانونية لكي يستغلوا في التسويات السياسية بين الاطراف المتصارعة لتحقيق مصالحهم وعلى حساب دماء شعبنا ..؟؟

ولما كان الامر قد اخذ هذا التوجه باضاعة حقوق ودماء شعبنا ان كان من قبل الحكومة المركزية او حكومة الاقليم والمحافظة ، بعدم كشفهم نتائج تلك التحقيقات للرأى العام يعكس عن مدى تورط جهات مسؤولة في تلك الجرائم ، لذا لم يبقى امام شعبنا وقادته السياسيين ورجال الدين الا تفعيل ومتابعة اللجنة الامريكية اعلاه في تبنى قضايا شعبنا بشكل مباشر واساسي بطرحه على الهيئات والمنظمات الدولية ، علما بانه سبق وان نوهنا في مقالاتنا السابقة الى ضرورة رفع قضايا شعبنا وما يتعرض له الى الهيئات التحقيقية الدولية وتحريض الرأى العام العالمي للوقوف الى جانب قضايانا لان ما يرتكب بحق هذه الاقليات يشكل جرائم الابادة الجماعية ضد الانسانية ..

وبعكسه ذلك فان هذه الاقليات معرضة للزوال في الأرض التي يشكلون بها اصالتها وتاريخها وحضارتها ... فهل من مجيب لانقاذ المتبقى من ابناء هذه الاقليات في بلاد الرافدين ..؟؟ ام سيكون عزاءنا في المستقبل البكاء على الاطلال......؟؟
 


19/12/ 2009

 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس