| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

 

الأحد 17/12/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الاستاذ المالكـــــي - لمـــــــاذا التعديل الوزاري ......؟


المحامي : يعكوب ابونا

كثرالحديث هذه الايام بان السيد المالكي رئيس الوزراء سيقوم باجراء تعديل وزاري على حكومته ،، قد يكون التعديل المطلوب من متطلبات تقرير بيكر / هاملتون وللضرورة احكام ، رغم ان هذا التعديل جرى الحديث عنه قبل هذه الفترة ،، ولكي يؤدي التعديل اهدافه يفترض ان يتم على اسس التقييم الموضوعي لاهمية وماهية التعديل ، لتصاحبه نتائجه تغيرات ايجابية في سياسة الحكومة العراقية التي ستعكس اثارها على المتغيرات المطلوبه في الشارع العراقي ... وبعكس ذلك لاجدوى من هذا التعديل اطلاقا ..
بوادرهذا التعديل غير مطمئنه لان الحديث عنها كما جاء بالاخبارالتي تسربت الى الاعلام والشارع العراقي بانه سيكون لبعض الوزارات الخدمية فقط ، وهذا يعني ان المتغيرات على الساحة السياسية والشارع العراقي (الامن والاستقرار والاقتصاد ) سيبقى كما هو انشاء الله ..
بالاضافة الى ما قيل والذي يخشى منه ان رئاسة الوزارة كلفت لجان واشخاص للاتصال بذات القوائم المشتركه بالحكومة الحالية التي اثبتت فشلها بالمطلق في ادارة دفة الحكم ، لتدعوهم الى ترشيح ممثليهم ليحلوا محل الوزراء المستبعدين من الوزراة ... فاين سيكون التغير اذا ...؟ ان كان الوزيرالجديد الذي سيحل محل الوزير المستبعد من ذات المنشأ والمختوم بذات الختم الطائفي والمذهبي الممثلين في حكومة المحاصصة الطائفية والتي كانت نتائج العمل بها فشل هذه الحكومة العتيدة... فما الجديد في التعديل وما جدوى تبديل الوزير باخر مثله اذا ..؟
نقولها بصراحة نحن مواطنين يحق لنا ان نقول ان هذا التعديل بهذه الصورة سوف لانجدى منه نفعا مطلقا ، ومستحيل احتواء الازمنة الراهنه بسياسة الترقيعات ، لان الازمنة الراهنة يجب ان تحل من اساسها وهي ضرورة استقالة الحكومة بالكامل ، الا اننا لانستطيع القول بذلك والاصرارعليه ، لانه بصراحة القول الواقع الموضوعي لايساعد الى مثل هذا القرار الشجاع لان الظروف الحالية غير مهيئا لاحداث شرخ سياسي جديد في خلق ازمه حكومية سيكون حلها مستعصيا في الظرف الراهن .. لذا تكون سياسة احداث متغيرات على الساحة السياسية عن طريق احتواء الازمنه باجراء تعديلات على الحكومة مطلوب في هذه المرحلة شريطة ان تتوفرفي هذا التعديل الاشتراطات الوطنية قبل غيرها من الاملائات الطائفية والمذهبية........
معروف لدى الجميع ان الازمنه الراهنه في العراق هي اساسا ازمة ثقه بين الاطراف المتنازعه والمتصارعة والمتمثله باصحاب السياسات الطائفية والمذهبية التي تعم الفكر العراقي ، والتي شكلت ارضية خصبة لفلسفة الحجود العقادي لدى الاكثرية ..وهذا كان انعكاسا لنتيجة الانتخابات وما رافقها من انتهاكات في العديد من النواحي ، ورغم ذلك يصراصحابها الى العمل والاخذ بها على اساس انها افرازات ديقراطية لفكر الناخب العراقي وحريته في التعبير ...في الوقت الذي يجب علينا القول ان الاعمال يجب ان تقاس بنتائجها وانعكاساتها على الشارع العراقي وليس الاصرارعلى تسمياتها باسماء رنانه وباهرة لاقيمة لها في التاثيرعلى سياسة الواقع الموضوعي والمعاش ..فالشكلية لا تضفي على الموضوعية حقا يحرم الاخرين حقوقهم باي حال من الاحوال .... سيدي الكريم لنفترض ان الانتخابات كما تقولون ديمقراطية والحكومة منتخبه ديمقراطية لحد العظم وووو ....... ولكن اليس من حقنا كمواطنيين ان نسال الى ماذا الت اليه الامورديمقراطيتكم التي تتحدثون عنها ...؟ الجميع يعرف ان الذي يجرى من خلال تمثيلكم للقوائم الفائزة بعيد كليا عن الديمقراطية كبعد الارض عن السماء ..وان تجربتكم في الحكم على ضوء تفسيراتكم هذه فشلت فشلا ذريعا .. وما ناضل وضحى من اجله المواطن سنيين وسنيين لم يتحقق له شىء من تلك الطموحات الي ضحى من اجلها.. والا ماذا حققتم لهذا المواطن الذي انتخبكم ...؟؟ بالعكس الذي يجري هو استحواذ للسلطة في سبيل قمع الاخر .. والاخر يسعون الى اسقاط السلطة لتحقيق مصالحهم على حساب المصلحة العامة ، فاين المواطن من كل هذا سيدي .... والذي يراه ويشاهده المواطن هو ميلشيات وعصابات الجريمة المنظمة وغير المنظمة ، جيوش وفرق الموت واغتيالات ومجموعات للقتل والارهاب والسرقة والاغتصاب كل ذلك يتم في وضع النهاربدون ان تضع السلطة حدا لهذه الانتهاكات ، اين هيبة الدولة وسلطتها من كل هذا ، اين انتم للذي يجرى ويحدث...؟ هل انتم غافلون عن كل هذا ... ام صحيح كما يقال بان لهولاء من يدافع عنهم ... من قادة دينيين او سلطويين او سياسيين في الحكومة او في مجلس النواب العتيد  .
اليس هذا هو الواقع سيادة الرئيس ..؟
انني واثق انكم تعرفون اكثر بكثيرمن الذي ذكرته ، ان كان كذلك اذاً لماذا لا تعترفوا انكم فشلتم في سياستكم وفشلت حكومتكم العتيدة بسبب منهجها هذا ، للخروج من هذه الازمنة وهو المطلوب في هذه المرحلة بالنسبة لحكومتكم بعد تقرير بيكر / هاملتون والتحول المتوقع في الاستراتيجية الامريكية في العراق والمنطقة عموما ،، مطلوب ان تشخصوا الاسباب التي الت اليها نتائج اعمال حكومتكم وفشلها الذريع ، لكي تستطيعوا ان تقدموا الدواء الشافي لمعالجتها ،،لان كما يقال تشخيص المرض هونصف العلاج .. والا كل ادوية العالم لا تشفي مريضا لم يحدد ويشخص مرضه ... فحكومتكم مريضة سيدي بالطائفية والمذهبية والمصلحية السياسية التي تطورت اثارها ونتائجها الى ان تصبح سياسة الثار والانتقام والسلاح ، والسلاح هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم فيما بينهم ... انظروا الى اين اوصلتم العراق والعراقيين بسياستكم هذه ..؟ حددوا البدائل ، شخصوا اخطائكم لتنجوا بانفسكم وتقودوا السفينه الى برالامان ..للخروج من الازمنة الراهنه يجب احتواءها وذلك باشراك الجميع بالمسؤولية ليتحمل كل منهم جزء منها لكي لا يشعروا بالتهميش والمهانه .. انتهزوا فرصة التعديلات المفروض ادخالها على الحكومة بان تطعم الحكومة بعناصر مستقلة تكنوقراطية وطنية بعيده عن الطائفية والمذهبية ليعملوا معكم في هذه المرحلة ، وليشكلوا نواة لمدخل الى حكومة وحدة وطنية قادمه بالكامل.. وتتخلصوا عندها من حكومة المحاصصة الطائفية كما هي الان ..... حكومة الوحدة الوطنية هي الوسيلة الوحيدة للخروج من الازمة الراهنة ، والا سيبقى الانفلات الامني ، وسيطرة الملشيات وقطاع طرق ، جيوش القتل وارهاب وبقايا انصاف الرجال من البشرعديمى القيم والاخلاق مستحوذين ومسيطرين على الشارع العراقي ... الحكومة مسؤولة عن حماية ابناءها وشعبها ..؟ والا ماجدوى وجود حكومتكم المنتخبه ..؟ انظروا الى المنتخبين في الحكومة وفي مجلس النواب عقلياتهم تصرفاتهم ، تعصبهم الاعمى لانتمائاتهم الطائفية هل هولاء سيبنون العراق ..؟ طبعا لا والف لا لانهم هم من اوصلوا العراق الى ما هو عليه الان .. اليس هذا هو الفشل بعينه ؟ فالتعديل مطلوب بعيدا عن هولاء وامثالهم ، لان المعروف جدليا ان البناء الذي يقوم على الانقاض والارضية الهشة والرمال المتحركه لا يمكن ان يقاوم مثله العواصف والرياح والامطار، البناء الجديد يجب ان يشيد ويبني على اسس صلبه وصحيحة ليقاوم شدة الرياح والعواصف والامطاروالعوارض .. حكومة الوحدة الوطنية هي هذا البناء المتراصف الصلد يقاوم التغيرات الطبيعية والمصطنعة ، بعيدا عن المحاصصة الطائفية والمذهبية ذلك سيكون الحل الامثل لانهاء الازمنة والسير بالعراق قدما نحو بناء ديمقراطي ... والا نتائج التعديل بعكس هذا ستكون افرازات لعملية تعلنون فشلها قبل ان تحدث ... فلماذا تخاطرون بمثل هذا الاسلوب في التعامل السياسي في وقت نحن احوج ما نكون اليه الى بناء الثقة بين كل شرائح المجتمع العراقي لكي تظللهم خيمة العراق الكبير بعيدين عن الطائفية والمذهبية السياسية ، ليساهم الجميع في بناء العراق ، العراق ليس حصرا لاحد دون غيره من العراقيين... لاتضحكوا على الذقون ... ؟؟ شعبنا يقرأ الممحي ، لانهم مفتحين بالبن ...

16/ 12 /2006