| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

 

الخميس 16/8/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


الايزدية - ومحنة الوجود

يعكوب ابونا

قبل ايام كانت هناك حادثة رجم اثنين من الاخوة الايزدية في كركوك ، وقبلها قتل منهم اكثر من 23 شخص في طريق الموصل ، وغيرها الكثير من الجرائم ارتكبت بحق هذه الشريحة الاجتماعية الدينية الصغيرة في العراق كما هو الحال بالنسبة الى اصحاب الديانات الاخرى المسيحيين والصابئة والشبك الذين يتعرضون هم كذلك الى حملت ابادة جماعية على يد هولاء المجرمين وبتسمياتهم المختلفة ... فبصراحة لم استطع ان افهم كيف ولماذا يتم كل هذا ولمصلحة من ان يفرغ العراق من ابناءه الاصلاء ..؟؟
رغم سؤالي واستفساري عن الامر الا ان بقيت هناك علامات استفهام كبيرة عما يجرى ، فهناك من يعزي الامر الى اسباب دينية عملا ببعض الايات القرانية وسنة الرسول .. واخرين يستنكرون ذلك ويعزونه الى النفسية الجرمية الانتقامية التي يتحملها هولاء المجرمين وهم بعيدين كل البعد عن االقيم والاخلاق الدينية او الانسانية .. فمهما قيل ومهما بررت اعمالهم يبقى الواقع يقرأ بنتائج تلك الاعمال الجرمية وتشخيص مكوناتها الذاتية من محرض وفاعل ومبرر لها ، فان ذلك يعبربدون شك عن ابعاد تلك الافكار والمفاهيم المقيته التي يتسلحون بها ...
ونعود الى ما حدث في كركوك ، تم في رابعة النهار رغم وجود كل انواع القوات المسلحة والغير المسلحة من قوات التحالف الى القوات العسكرية والشرطة والامن والاستخبارات العراقية والكردية بالاضافة الى قوات البشمركه وقوات والحرس ، والاجهزة المدنية العاملة في عموم المحافظة .. وهولاء يعدون بالالاف رغم كل هذا التواجد الامني والعسكري فقد تم رجم شخصين من الايزدية في كركوك وهم احياء ، والرجم بمعنى قذفهم ورميهم بالحجارة حتى الموت ، فالعملية ليست اطلاقه نارية او عملية متفجيرات مخفية .... العملية كهذه تاخذ بطبيعة الحال بعض الوقت لتؤدي النتيجة المتوخاة من عندها وهي القضاء على حياة شخصين حتى الموت.....
فنتسائل كيف تمت هذه العملية بدون ان يصل الامرالى اسماع المسؤوليين ليقوموا بواجبهم بانقاذ الشخصيين المذكورين ..؟؟ ام ان الجميع مع الارهابين في تنفيذ مثل تلك العمليات القذرة بكل المعايرالانسانية الموجه ضد غيرالمسلميين..؟؟ لان البعض نقل عن موقع الحدث ان الارهابين جعلوا من عميلة الرجم احتفالية عرس .. فيكف لم تصل اخبار تلك العملية الى اسماع المسؤولين بالله عليكم ...؟؟ هل كانت كركوك خاليه من الجميع ولم يكن بها سوى هولاء المجرمين ليسرحوا ويمرحوا في المدينة قاطبة ، بدون ان يردعهم او يمنعهم احد من القيام بعملية علنية كهذه امام الجميع ..؟؟ ما معنى ذلك وما مخزاه ...؟؟
والاكثر اثارة من هذا وذاك عندما طالب الاخوة الايزديين السلطة والمسؤولين المساعدة على رفع جثث هولاء الشهيدين لان جثثهم ينبشها الكلاب......!! لان جثثهم تركت في العراء ..
فيا حكومة العراق ويا حكومة كردستنان .. بالله عليكم ان لم تستطيعوا ان تنقذموا جثث الموتى من الكلاب السائبة.. فكيف ستنقذوا الاحياء من الحيوانات المفترسة والمتوحشة السائبة في شوارع وقرى ومدن العراق ...؟؟
لذا لم استغرب عندما اسمع وقوع انفجار هنا او هناك في انحاء متفرقة من العراق .. ولكن المجزرة التي تمت يوم 15 /8 /2007 بتفجير 4 -5 سيارات محملة بانواع من المتفجرات وبكل السموم الحقد والكره والبغضاء التي تحملها وتتعايش عليها مجموعة ضالة من الوحوش المفترسة في قرى تابعة الى محافظة نينوى يسكنها الاخوة الايزديين راح ضحيتها المئات من الاطفال والنساء والشيوخ ومثلها من الجرحة ..مثل هذه العملية الجرمية يحب ان يحسب لها حساب اخرى غير تلك التي يتداولونها بالعموميات عن جرائم مماثله في مناطق اخرى .... لان العمليات الموجه ضد الاقليات الدينية والقومية التي تهدد وجودهم وبقائهم في ارضهم التاريخية ، تشكل محنة لوجودهم في وطنهم العراق ، لذا نجد بان من مسؤولية الجميع وبشكل مباشر رجال الدين والسياسية والحكومة المركزية وحكومة الاقليم ، ان يتحملوا مسؤوليتهم تجاه شعبهم بتامين له حق الحياة بامن واستقرار .. ونطالب الراى العام العالمي ، وكل شرفاء العالم من محبي الامن والسلم ليتضامنوا مع شعبنا ومع اقلياته القومية والدينية المهددة بالزوال على يد حفنة من القتلة المجرميين ...لينددوا بهذه العمليات التي ترمى الى اخلاء العراق من ابناءه الاصلاء من الايزدية والصابئية والمسيحيين والاقليات القومية والدينية ...
لذا نقول كفاكم ايها السادة المتاجرة بدماء شعبكم وانتم تتربعون على كراسي الحكم او من تريدون الوصول اليها على جثث وجماجم ابناء شعبكم ... فتبا لكم .... من لعنة التاريخ ....
ولايسعنا في الختام الا ان نقدم احر التعازي القلبية الحارة لذو الشهداء ونطلب الشفاء لجرحة والمصابين ،، كما نستنكر بشدة كل الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا ... ونحمل الدولة والسلطة المسؤولية القانونية عما يجري ،ونحمل الاطراف الاخرى التي تتستر وتدعم وتحرض وتساند وتبررلهولاء المجرميين المسؤولية الجنائية عن تلك الاعمال ....
المجد للشهدائنا الابرار............
والخزي والعار للقتله المجرمين............

16 /8 /2007