| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

                                                                                     الأحد 15/1/ 2012



هل فيهم بريء لكي يتهم ..!؟؟ 

يعكوب ابونا

كان شعبنا العراقي يأمل من اسقاط صدام حسين ونظامه الدكتاتوري بأن يأتي نظام بديل يرد لهم اعتبارهم  وكرامتهم ويؤمن لهم عراق ديمقراطي يقوم على اسس العدالة والمساواة وتحقيق الامن والاستقرار وتوفير الخدمات وبناء حياة حرة كريمة ، لان هذا الشعب ناضل وكافح وقدم التضحيات الجسام خلال تاريخه الطويل من اجل تحقيق تلك الاهداف النبيلة .......

ولكن الذي حدث بعد سقوط  صدام حسين في 2003 وبعد ان حصلوا على الحرية التي كانوا محرومين منها فبدلا من ان تستثمر تلك الحرية في بناء العراق الجديد واعادة الاطمئنان والثقة وبناء جسور المحبة والاخاء بين المواطنين قاطبة ، الا انه للاسف استثمرت تلك الحرية فى اثارة النزعات الطائفية والمذهبية لغرض تصفية الحسابات القديمه منها والجديدة لتمتد الى اكثر من الف واربعمائة عام  لزمن عمر وعلي وثارات الحسين ومظلومية الشيعة واستحقاقاتهم ومصالح السنة وحقوقهم  وحقوق الكرد وامتيازاتهم ومصالح الدول المجاورة واهدافها الدنيئة في العراق......

لذلك لا يمكن لاي منصف او مراقب او مهتم بالشأن العراقي الا وان يعترف بأن اسوأ فترة مرت بتاريخ العراق هي الفترة ما بعد 2003 و لازالت كذلك ، بمعنى اخر ان هذه الفترة وفق المعايير الاخلاقية والشرعية والانسانية والقانونية لا يمكن الا ان نطلق عليها الفترة المدانه لان ما حصل فيها ولازال يحصل من جرائم يحاسب عليها القانون ، ولكونها فترة مدانه فالقائمين ( المسؤولين ) عليها يتحملون مسؤولية ما جرى فيها من اعمال وجرائم والتي تشكل وصمة عار في جبين هؤلاء ، والا  كيف يمكن ان نبرر قتل اكثر من مليون عراقي خلال هذه الفترة ولا زال القتل والتدمير مستمراً لحد اليوم ؟؟ وماذا نقول لاكثر من اربعة ملايين طفل عراقي يتيم ؟؟  وما الموقف امام اكثر من ثلاثة ملايين ارملة  ؟؟ واكثر من اربعة ملايين عراقي مهجر في الداخل..؟؟ واكثر من ثلاثة ملايين مهجر في الخارج ، كل ذلك في زمنهم وغيرها الكثير والكثير جدا ، عدا الامية والفقر والجهل والمرض وقلة الخدمات من ماء وكهرباء وادوية  و الفساد المالي والاداري والسرقة ونهب المال العام والمحسوبية والمنسوبية والاستحواذ على السلطة والمناصب والمراكز لتحقيق مصالحهم ونزواتهم الشريرة ونزعاتهم المرضية.. بالاضافة الى انهم  دمروا البنية التحية للدولة العراقية لا بل لقد دمروا الدولة العراقية نفسها وتركوا العراق يعيش منذ 2003 الى يومنا هذا بدون دولة.. صحيح هناك ما تسمى حكومة وقد تعاقبت اكثر من حكومة منذ 2003 على السلطة ، ولكن هناك فرق كبير بين الحكومة والدولة التي لم يستطيعوا بناءها لانهم ليسوا اصحاب دولة ووطن بل هم مجموعة من الانتهازيين والنفعيين فأياديهم ملطخة بالدم العراقي وبالسحت الحرام ، وهمهم الوحيد تحقيق مصالحهم وتقسيم الكعكة العراقية فيما بينهم بحجج واهية لا تستقيم ومنطق الاشياء ......

فهم السبب بكل الذي حدث وجرى في العراق بعد 2003 فعليهم ان يتحملوا وزر المرحلة من الناحية القانونية والجنائية عما اقترفوه ان كانوا في السلطة التنفيذية او السلطة القضائية او السلطة التشريعية او في المحافظات وغيرهم  ممن هم اصحاب النفوذ على الشارع وعلى جماهير شعبنا المغلوب على امره من قبل هؤلاء وباسمائهم وعناوينهم المختلفة فهم سببوا الكثير من الاذى والضرر لشعبنا بسبب سطوتهم وسيطرتهم على الشارع .....

من هنا نتساءل من منهم بريء لكي يتهم ..؟؟ الكل متهمون ..؟؟  وهذا طبعا عكس القاعدة القانونية التي تنص بان المتهم بريء حتى تثبت ادانته في عراقنا الجديد الكل متهمون امام القانون وعليهم ان يثبتوا براءتهم امام القضاء

فصدور امر القاء القبض بحق احدهم لا يشكل ولا يحقق العدالة المطلوبه التي ننشدها ونطالب بتحقيقها ولكن للضرورة احكام ونأمل ان يكون هذا طريق المائة ميل الذي يبدأ بخطوة وتلحقها خطوات اخرى ، وهذا اضعف الايمان في تحقيق العدالة المرجوة ، فنحن بانتظار المزيد من اوامر القاء القبض بحق الاخرين لتستقيم امور البلد بتطبيق القانون وتحقيق العدالة ......

وطبيعي ان نسمع اصوات الانتهازيين والمصلحيين والمرائين وهم كثيرون في هذا الزمن التعيس ليبرروا ويدافعوا عن هؤلاء وعن مرحلتهم المدانه عندما يقارنون هذه المرحلة وما قدمته لشعبنا وما عاناه منها وما كان عليه البعث وما قدمه لشعبنا ،  فمن السذاجة بمكان ان يبرر هؤلاء مأساة المرحلة وما رافقها من الامور بهذه المقارنه ليعتبروها حجة في تبرير ما جرى لشعبنا من خلالها ،  لانه  لا يجوز ان نقارن السيء بالاسوأ والا سنقع في خطأ كبير .....ولكن من الانصاف ان نعترف ونقول بان نظام صدام لم يكن افضل من هذا النظام ، ولكن النظام الحالي بكل الاحوال ليس افضل من نظام صدام               


15 / 1 /2012 

 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس