| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

الجمعة 15/5/ 2009

 

الاكراد يستغنون عن شعبنا في الاقليم ..!؟

يعكوب ابونا

المعروف بان البرلمان او مجلس النواب او الجمعية الوطنية او مجلس الشعب او اي من هذه التسميات او غيرها تعبر عن تمثيل الشعب في السلطة التشريعية التي من اولى مهامها سن القوانين ومراقبة اعمال السلطة التنفيذية (الحكومة) وليعبرالمجلس عن حقوق وطموح الجماهير التي انتخبته .
شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يتمثل في برلمان الاقليم بخمسة مقاعد مخصصة له وفق الكوتا ، (وفي جلسة 11 ايار 2009 عارض مجلس النواب الكردستاني منح الكوتا للمكونات غير الكردية في مجالس محافظات الاقليم ، وفي حين وافق 23 برلماني على المقترح اعترض 26 اخرون عليه ، وغاب عن جلسة التصويت عضوى البرلمان من ابناء شعبنا روميو هكاري وجمال عويد)..(
الخبر كما جاء في عنكاوا كوم ) ......

من المؤسف ان نقول بان غياب ممثلي شعبنا في البرلمان لم يكن ما يبرره خاصة وهم على علم بان الجلسة سيتم فيها التصويت على (كوتا) نسبة تمثيل شعبنا في مجالس المحافظات ، اما المبررات التي جاءوا بها لتبرير غيابهم عن جلسة التصويت فهي في غير محلها ولا تبرر غيابهم عن جلسة مهمة تخص شعبنا فان لم يحضروا في مثل هذه الجلسات فما قيمة حضورهم في غيرها ، كان ضروري حضورهم لهذه الجلسة ، وكما ظهر بأن الفرق بين عدد المعترضين والموافقين كان ضئيلا جدا ، كان يمكن لحضورهم ان يكون مؤثرا على نتيجة عملية التصويت وغيابهم للاسف قد يشكل ازمة في تمثيل شعبنا في تلك المجالس ..؟؟ لان في حالة مصادقة رئيس الاقليم على قرار البرلمان وعدم نقضه لالغاء الكوتا يعنى بأن تمثيل شعبنا في تلك المجالس اصبح في مهب الريح ..

كان تمثيل شعبنا في البرلمان وفي مجلس المحافظات معول عليه وفق نظام الكوتا في المرحلة السابقة ... فما الجديد الذي وجده البرلمان الكردي لاعادة النظر في هذا الاستحقاق وينحو الى الغاء الكوتا للمكونات غير الكردية.؟؟ وهل الكوتا المخصصة لتلك المكونات بعددها المحدد هذا كانت تشكل خطورة على قرارات المجلس لكي يأتى الى الغاءها ..؟؟ ألم يكن وجود تلك المكونات في تلك المجالس هو تعبير عن مشاركة الجميع في مسيرة الاقليم ..؟؟ ألم تعطي تلك المكونات في الاقليم وفي تلك المجالس ذلك الرونق والجمالية في وحدة الطيف والفسيفساء العراقي لمكونات شعبنا في الاقليم ..؟؟ ألم تعكس تلك المشاركة عن انطباع الاخرين خارج الاقليم عن مدى مرونة الاقليم وساسته في التعامل مع غير الاكراد بروح من الاخاء والمحبة والمساواة..؟؟ فهل حرمان هذه المكونات من هذا الحق (الكوتا) يخدم مصلحة حكومة الاقليم ..؟؟ سؤال مطروح على الذين صوّتوا لالغاء الكوتا لمصلحة من تم ذلك ..؟؟ وهل هذا الاجراء سيخدم الاكراد في علاقاتهم مع الاخرين وفي بناء الديمقراطية التي ينشدونها.. ؟؟ هذه التساؤلات وغيرها ستكون مثار جدل بين ابناء شعبنا العراقي في تقييم تجربة الاقليم ، والى اين يسير عندما يقدم على مثل هذه الاجراءات ..؟؟ ..

يعتقد البعض جازما بأن هذه الكوتا هي حق مقرر لشعبنا عليه ان يتمتع بها في تمثيله في مجالس المحافظات ومجلس النواب والغائها يعتبر مساس بهذا الحق ، لذا يطالبون بإقرارها والنص عليها صراحة في القانون للعمل بموجبها ...
وقد يذهب غيرهم الى القول بأن هذا التمثيل هو لحصر شعبنا بزاوية التمثيل القصري لمكوناته بعدد معين لا يمكن ان يتجاوزه ويتنافس عليه ابناء شعبنا ، فإن كان الامر كذلك فليتنافس ابناء شعبنا على العدد الذي يمكن ان يحققوه في تمثيلهم في تلك المجالس وفق عددهم ووجودهم في الاقليم بغض النظر عن الكوتا التي تمثل تحجيم دورهم في الحكومة او البرلمان ...
بين القولين يبقى السؤال الذي يجب ان يُطرح على البرلمان الكردي هل المبررات التي ألغيتم الكوتا المقررة لشعبنا بموجبها كانت مبررات قانونية وموضوعية ..؟؟ ام هي ذات الاسباب التي الغيت بموجبة المادة (50) من قانون المحافظات المركزي لكي يختزل شعبنا بأصغر حلقات الحق القانوني التي يجب ان يتمتع بها كمواطنيين ..؟؟
لان ما اورده المعارضون للكوتا في البرلمان من حجج (بعدم وجود احصائية معينة يتم على اساسها تحديد عدد المقاعد المخصصة لكل مكون في كل محافظة ، وان بعض المكونات ليس لها تواجد حقيقي في محافظات معينه.) هذه التبريرات في حقيقة الامر لا تقوم سببا يستوجب معه الغاء الكوتا لانها لا تستقيم والواقع الاحصائي في الاقليم والعراق عموما ...لعدم وجود الاحصاءات التي يتبجحون بها ، لا للاكراد ولا للعرب ولا للتركمان ولا لغيرهم ..

وما جاء في المقابله التي تمت مع الدكتور علي قادر رئيس المفوضية العليا للانتخابات في الاقليم والمنشورة في عنكاوا كوم ، تؤكد هذه الوجهة عندما يقول بأنهم اعتمدوا البطاقات التموينية التي تم اخذها من وزارة التجارة في التهئية للانتخابات ..فهل الجميع لديهم بطاقات تموينية الا المكونات غير الكردية ، ليس لها تلك البطاقات ليصير الى حجب حقهم في الكوتا والغائها ..؟؟ اية تبريرات هذه يا سادة لتُغبن بها حقوق الاخرين ..؟؟

هذه المكونات لها وجود وحقوق ، فمن حقهم العيش بأمن وسلام ، فالغاء حق كانوا يتمتعون به هو احجاف بحق المواطنة ومخالف للقانون والدستور ، ومن ناحية اخرى يشكل هذا الاجراء تغير نوعي في سياسة الاقليم نحو المكونات غير الكردية ، فإبعادهم عن المساهمة كمواطنين في الشؤون السياسية والادارية وغيرها في الاقليم ومصادرة حقهم كمواطنين يعنى انهاء دورهم ومساهمتهم في حركة المتغيرات السياسية التي يشهدها الاقليم ..

فهل استغنى الاكراد عن جهود وخدمات وتضحيات المكونات غير الكردية في الاقليم ..؟؟ لكي يصار الى الغاء حقهم في التمثيل بتلك المجالس الذي لا يزيد في حقيقة الامر عن تمثيل معنوي لتلك المكونات ليس الا ... والا هل يؤثر وجود مقعد واحد لهذا المكون في السليمانية الى انعكاس سلبي لدور المجلس بسبب ذلك العضو ..؟؟ ام ان وجوده بالعكس يشكل علامة ايجابية بكل المفاهيم في قراءة الواقع الكردي في السليمانية وفي عموم الاقليم بأن حق المواطنة والمشاركة في العمل والمساهمة في البناء لا تختصر على الاكراد فقط بل تساهم بها كل الاطياف وهذا هو رونق العمل الديمقراطي عندما يكون للاقلية دور الى جانب الاكثرية وليس حجب ذلك الدور بسبب دكتاتورية الاكثرية . والا اية ديمقراطية تتحدثون عنها ..؟؟ ام ان ذلك التمثيل وجدتموه يا سادة كثيرا على شعبنا لكي تذهبوا الى الغاءه ..؟؟
وبخلافه كل التفسيرات والتوقعات فإن شعبنا يأمل من ان ينقض السيد رئيس الاقليم قرار البرلمان بالنسبة لهذه الفقرة على الاقل .. لكي لا تفسر الامور في غير محلها ولا تضع اية علامات استفهام عن الباعث والدافع وراء الغاء الكوتا من قبل برلمان الاقليم ، لان ذلك يشكل منعطف خطير في سياسة الاقليم تجاه الغير...وهذا ما يتربص به اعداء الكرد ..

هذا هو الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا..فهل نعي الحقيقة ونتوخى المعرفة في تحديد اهدافنا وفق سلوكية تخدم مصالح شعبنا، لنرمي جانبا خلافاتنا واجتهاداتنا التي تؤجج نار الفتنه والحقد والكره بين مكونات شعبنا ، المصالح الذاتية اصبحت ظاهرة مميزة في سلوك البعض ، من اجل مصالحهم مستعدين ان يعملوا كل شئ ويقوموا بكل شئ ما دام ذلك يحقق لهم مصالحهم ... والنتيجة لم يحققوا من مصالحهم الا الفتات ، الا انهم لا زالوا مصرين ان يكونوا حجرة عثرة في مسيرة شعبنا عندما يؤججوا مشاعر الحقد والكره بين ابناءه..

لهؤلاء وغيرهم نقول اتركوا المصلحية والانتهازية وحب الظهور جانبا يا سادة ، ستجدون بأن هناك مساحة كبيرة تحتضن تجمعكم بكل مسمياتكم كلداني سرياني اشوري وستجدون بأن هناك الكثير يجمعكم والقليل الذي يفرقكم اسعوا من اجل الكثير فشعبنا يستحق الحياة لانه شعب التضحيات كافئوه بوحدتكم وتضامنكم ، وبعكس ذلك فأنتم وقودا تحرق من قبل الاخرين لتحقيق مصالحهم واهدافهم وعلى حسابكم ومصالح واهداف شعبكم ....

كفوا عن الهرب وراء السراب ووراء المتاجرين بحقوقكم ووجودكم ومستقبل اجيالكم ...
فهل سنعى الحقيقة يوما .. نأمل ذلك ..... قبل فوات الاوان ...

 

15 /5 /2009

 


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس