| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

الأربعاء 13/2/ 2008


 
لماذا اغتيلت ثورة 14 تمــــوز ... واعدم قائدهـــــــــا .......؟؟

يعكوب ابـــونا

قبل ايام مرت الذكرى المشؤومة لانقلاب 8 شباط 1963 ، يوم استيلاء البعثيين على الحكم ، فبيان رقم 13 سيئ الصيت سيبقى بصمة عار في جبينهم ، اذ دعى هذا البيان الى اغتيال وقتل واعتقال كل من يشتبه به بانه من القوى الوطنية التقدمية ، وهكذا تم تصفية الالاف من التقدميين واليساريين والوطنيين من ابناء شعبنا ، بالاضافة الى الابرياء الذين زجوا تحت هذه الاسماء للانتقام منهم وتصفيتهم ، فملأت الساحة العراقية ضحايا وشهداء الحركة الوطنية العراقية .........
كان ذلك انتقاما من ثورة 14 تموز وقائدها الخالد عبد الكريم قاسم ،..
لان هذه الثورة حققت اهداف استراتيجية ، في بناء عراق ديمقراطي تقدمي ، بالاضافة الى المنجزات الكبيرة التي حققتها في عمرها القصيرة .. من هنا تكالبت عليها كل قوة الشر والظلام والغدر والخيانه ،لاطفاء شعلة النور والحرية والديمقراطية في العراق الجديد ...

بقراءة تاريخية لما جرى انذاك سنجد للاسف بان منذ الايام الاولى لقيام ثورة 14 تموز ، بدأ يدب الخلاف بين قادتها ، وهذا لايستبعد بان يكون بتدخل الذين تأثرت مصالحهم من قيام الثورة ونجاحها ، فعملوا على اجهاضها منذ ايامها الاولى ، فبدا الصراع يظهر على السطح بشكل مؤثر على مسيرة الثورة ... فتطورالامر الى حد التامر وتنفيذ اطماع ومشاريع الغير على حساب العراق والعراقيين ، فاشتد تاثير العروبيين والقومجيين على الساحة السياسية ، محاولين اسقاط الثورة واغتيال زعيمها الخالد عبد الكريم قاسم ..
هكذا اخذت الامور منحى غيرالذي كان مخطط لها .. فحاول الزعيم تطبيق سياسة توازن القوه بين الكتل السياسية المتصارعة ، التي استفحل امرها فوصلت الى حد الصراعات الدموية فيما بينها ...... ولكن للاسف الذي ظهر بعد ذلك اثبت بان سياسة توازن القوى التي اتبعها الزعيم لم تثبت جدواها ولم تكن في محلها، لان كما يقول المثل ( ان اكرمت الكريم ملكته.... وان اكرمت اللئيم تمردا ... ) لان المرونه التي استعملها الزعيم مع القوى المناوئة للثورة جعلتهم يستفادوا من تلك السياسية ، فاوصلتهم الى كل مرافق ومفاصل الدولة ، بعد ان استطاعوا ان يبعدوا من تلك المراكز القوى المساندة للثورة بحجج واهية وتلفيقات باطلة للاسف انطلت على الزعيم ... تلك الظروف خدمت تلك القوى فاستطاعت من خلالها ان تتحكم في مجريات الامور وتنجح بسهولة في انقلابها الفاشي ...ليغتالوا الثورة ويعدموا زعيمها ، وليرجعوا العراق الى نقطة الصفر، بعد ان كانت الثورة قد حققت الكثير من المنجزات للشعب العراقي ، تلك المنجزات التي لا يستبعد ان تكون السبب وراء ذلك الانقلاب الاجرامي .. فعندما ناتي الى ذكرها سنجد ابعادها ، فلابد ان تكون هي الباعث الدافع لانقلاب 8 شباط ..... فمن بعض منجزات ثورة 14 تموز ....

1 - خروج العراق من حلف بغداد ..
كان العراق مرتبط بهذا الحلف الذي انشأ في بغداد عام 1955 ، بايعاز امريكي وباهتمام مباشر من لدى الرئيس الامريكي ايزنهاور ،وكان يتكون الحلف من بريطانيا والعراق وتركيا وايران وباكستان .. وكان لرئيس وزراء العراقي انذاك نوري سعيد الدور الكبير في اقامة هذا الحلف ، كان الغرض من انشائه هو الوقوف بوجه المد الشيوعي في الشرق الاوسط ... واطماع الاتحاد السوفيتي في المنطقة .... وباعلان الجمهورية العراقية اعلن الزعيم عبد الكريم قاسم الانسحاب من هذا الحلف ... مما ادى الى فشل الحلف وانهياره ، وهذا بطبيعة الحال سبب اضرار بالغة لاستراتيجية الدول الاستعمارية في المنطقة ..... فمثل هذا الاجراء لا يمكن ان يمر بهذه السهولة ودون عقاب او محاسبة...فكانوا بالمرصاد للثورة وزعيمها ...

2 - تحريرالنقد ( الدينار ) من دائرة منطقة الجنية الاسترليني ...
كان الدينار العراقي ( العملة العراقية ) مرتبطة بالجنيه الاسترليني لتعبر بشكل اساسي عن ارتباط العراق بعجلة الاستعمار البريطاني .. فوجد الزعيم بان تحرير العملة العراقية ( الدينار ) من سيطرة الجنية الاسترليني هو مكسب سياسي واقتصادي ومالي لدفع عجلة الاقتصاد والتجارة العراقية الى الامام ، وهكذا كان .... بطبيعة الحال هذا العمل اصاب المصالح الاقتصادية البريطانية بضرر.. خاصة بالتعاملات الاقتصادية والتجارية مع اقتصاديات الدول الاخرى .. فاضاف هذا الاجراء سببا اخرلنقمتهم وحقدهم على الثورة وزعيمها .....

3 - تشريع قانون الاصلاح الزراعي ...
كان العراق تحت حكم الاقطاع والرجعية وملاك العقارات ، وكانوا هولاء يمثلون الطبقة الحاكمة والمنفذة فكانوا يملكون المساحات الشاسعة من الاراضي الزراعية والعقارات والاملاك ، وكانوا يجنون ثروراتهم الطائلة من استغلالهم لجهود وطاقات العاملين لديهم من الفلاحين والمزارعين والماجورين والعمال الذي يشكلون طبقة الفقراء والعبيد لهولاء الاسياد ، فكان الفقر والجهل والمرض مستشري في اوساط هذه الجماهير الغفيرة ..........
فاقدام الثورة وزعيمها على اصدار قانون الاصلاح الزراعي ، كان للحد من سيطرة هولاء وامتيازاتهم ، وتحريرالطبقة المستغلة والمحرومة من حقوقها في الاراضي والاملاك من استفلال وجشع الاقطاع وازلامه ،، فزاد هذاالاجراء من سخط الاقطاع والملاك وحقدهم على الثورة ... فكان لا بد لهم ان يقفوا بوجه الثورة وقائدها دفاعا عن مصالحهم وامتيازاتهم التي سحبت منهم.........
4 - اصدار قانون النفط رقم 80 لعام 1961 ....
كان لهذا القانون صدى كبير في مجريات الاحداث السياسية في الساحة الوطنية والدولية ، فوضع حدا للاستغلال شركات الاجنبية لنفط العراق .... فاعاد الى العراقيين حقوق الاستثمار والتنقيب ، في اراضي كانت بحوزة الشركات الاجنبية والتي كانت بحدود 95 % من مساحة العراق ، والغيرالمستثمره من قبل تلك الشركات.... فبموجب هذا القانون تم تامين النفط في 1 /6 /1972 ـ الذي ادعوا البعثيين الفضل في تحقيقة ... فعندما نقارن قانون رقم 80 الذي شرع قبل اكثر من 47 سنة ونقارنه مع يسمى بقانون النفط الحالي ، لنجد كم هو الفرق بين ذلك القانون الذي ضمن وحافظ على حقوق العراقيين ، وبين هذا القانون الذي يضيع على العراقيين حقوقهم ويمنح للمنتفعين امتيازات وحقوق على حساب حقوق ومصالح الشعب .. فقارنوا قيم الثورة واخلاق الزعيم ، وماهو عليه الوضع الراهن الان للاسف ...
فكان لهذا القانون صدى لدى الدوائرالاجنبية ، بطبيعة الحال اثارغضبهم واضافوا سببا اخر ليقفوا بوجه الثورة وقائدها .. وهكذا كان ..

5 - تشريع قانون الاحوال الشخصية ...
المعروف في الدول العربية والاسلامية عموما ما تعانيه المراة من قمع واضطهاد وقهر وحرمان وهضم ابسط حقوقها ، فكان لثورة تموز وزعيمها البار عبد الكريم قاسم قصب السبق في الانتصارللمراة ورفع الحيف عنها والاقرار بحقوقها ومنحها حق المساواة بينها وبين الرجل ، واعاد لها دورها الفاعل ، المعطل في المجتمع رغم انها تشكل نصف المجتمع ، ولازال هذا حال المراة في الكثير من الدول الاسلامية والعربية لتكبل حريتها وحقوقها بوابل من القيم القديمة والمفاهيم البالية....
لهذه الاسباب وغيرها شرع قانون الاحوال الشخصية ، الذي بموجبه اعاد لمراة اعتبارها ونالت حقوقها بموجبه........
لذلك ثارت حفيظة رجال الدين والمعممين والرجعيين ، فاستغلوا ذلك اعداء الثورة وخصومها ، فحرضوا على تقدمية هذا القانون بحجة مخالفته للشرع ... لدرجه استمر هذا الصراع ووصل بعد 2003 عندما اعتلى رئيس الائتلاف السيد عبد العزيز الحكيم رئاسة مجلس الحكم لمدة شهرا واحد فما كان منه الا ان يعلن عن الغاء هذا القانون .. واحلال قانون شرعي اسلامي محله .... ولولا يقظت الجماهير وحكنت وشجاعة المراة العراقية لكانوا رجال الدين قد افلحوا بالغاء القانون ، الا انه خاب مسعاهم في ذلك ....
نلاحظ كم كان لهذا القانون من دور فعال في حركة المجتمع من احداث متغيرات على الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية ، لنجد بعد اكثر48 عام لا زال هذا القانون يرهب هولاء ويزيد ارقهم .. ناسين بان لا يمكن ان يكون هناك مجتمع حر ورجل حر بدون ان تكون هناك امراة حرة .. فالمراة اساس المجمتع ، بتحرير المراة يتحررالرجل والمجمتع ، وبخلافه سيبقى الرجل عبدا ذليلا للسادة المدعين ......

لهذه الاسباب وغيرها نجد بان الاستعمار البريطاني والمخابرات الامريكية كان لهم موقف من الثورة وزعيمها الخالد عبد الكريم قاسم ، كما كان للاقطاع والملاك والرجعيين والمنتفعين والمصلحيين والعروبيين والقومجيين الذين فقدوا مصالحهم وامتيازاتهم ، بالاضافة الى رجال الدين والمعممين واعداء الثورة ، فتظافرت جهود هولاء كاعداء للثورة ومنجزاتها وتطلعاتها الثورية والتقدمية ...
فتصدوا للثورة بانقلابهم الفاشي يوم 8 شباط 1963 ، فاسقطوا الثورة وانجازاتها التقدمية ،وتم اعدام قائد الثورة مع نخبة من رفاقه يوم 9 شباط 1963 بدون محاكمة او اي اجراء قانون في ستوديو تلفزيون بغداد .. فكان الهتاف بحياة ثورة تموز وحياة الشعب العراقي اخر كلمات الزعيم التي قالها ....... وهكذا انجزوا البعثين الدور الموكل لهم من قبل المخابرات الامريكية والانكليزية والرجعية المحلية والعربية ، فنفذوه بقطار الامريكي كما قال امينهم العام علي صالح السعدي .. وهو ذاته الدور الذي ات بهم الى الحكم ثانية عام 1968.....
هكذا اغتيلت ثورة 14 تموز 1958 ، واعدم قائدها وزعيمها البار عبد الكريم قاسم .......... فالمجد والخلود للزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ..
المجد والخلود لشهدائنا الابرا ر .......
والخزي والعار للقتلة المجرمين ....

 12 /2 /2008





 


 

Counters

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس