| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

                                                                                     الخميس 13/9/ 2012



عن اي قيم يتحدثون...؟؟

يعكوب ابونا

اثبت قواتنا المسلحة وخاصة القوات المرتبطة والموجهة من قبل مكتب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزاء نوري المالكي بان لها القدرة والكفاءة على رد المعتدين وتحقيق الامن والاستقرار وتطمين الناس على امنهم وسلامتهم ، ، وما غزوتها وقتالها الشرس في النوادي والجمعيات الثقافية في بغداد وفي منطقة الكرادة على وجه الخصوص في يوم 4 / ايلول / 2012 الا خير دليل على ذلك ، كما عززوا قوتهم واثبتوا سلطتهم وامكانياتهم ومدى سهرهم على امن الناس يوم 9 ايلول اي بعد ايام قليله من غزوتهم للجمعيات الثقافية ،عندما وقفوا بوجه الارهاب ومنعوه من قتل المئات من ابناء شعبنا في تفجيرات طالت غالبية محافظات العراق ، فانهم فعلا بها حققوا سطوة وسيطرة حق الدين والدولة على الخارجين عنه ، كما قال صدرالدين القبانجي في خطبة الجمعة ، عندما غزوا النوادي والجمعيات التي تشكل بؤر الفساد والرذيله والانحلال الخلقي لتدمير القيم المتأصله في مجتمعنا الاسلامي ، والتي يظهر بانها اختفت بعد 2003 ، لان بعض هذه الجمعيات والنوادي كانت مجازة قبل 2003 ، ولم تكن هذه صفاتها التي وصفها بها القبانجي وغيره ، فما الجديد اذا ،، هل وجدوا احدا من روادها يغتال احد ،؟ او يفجر نفسه في جامع او حسينيه ؟ او يستعمل كاتم الصوت ، ام يفخخون السيارات ،والعبوات الناسفه واللاصقة ، ام توجه روادها وتغسل ادمغتهم بقتل الابرياء تقربا الى الله ، والتمتع بالحواري والغلمان في حضرته ؟؟ كل هذا طبعا بعيد عنهم ، فاين العله ؟؟ في تلك المحال ام العله بغيرها ،،..؟؟

كل المعطيات تشير الى ان الصراعات والخلافات الدائرة بين اطراف السياسية هي لتحقيق مصالحهم الذاتية على حساب المصلحة العامة ، ولتوازن القوة فيما بينهم يسعى كل طرف الى اثبات وجوده على الساحة باشكال مختلفه حتى وان كانت بطرق واساليب دموية ، المهم ان يحققوا مصالحهم ، فدغدغة عواطف ومشاعر الشارع العام هو اسهل طريقة لتحقيق مآربهم ، فالدين وحمايته والطائفية والدفاع عنها والتبجح بالمذهبية وتوابعها اسهل طريقة لاثارة تلك النوازع الكاملة لدى هؤلاء البسطاء وعامل مؤثر في اكتساب ودهم واندفاعهم لتحقيق غايات نفعية معينه ، ، فاتهام النوادي والجمعيات الثقافية بانها محلات الفساد والخلاعة يجب غلقها تطبيقا للاحكام الشرع والقانون ، ومنع الناس من ارتيادها هو تقربا لله وعمل الاحسان للفضيله والاخلاق الحميدة ، ما اتبعه المهاجمين في غزوتهم مقدمه لتشكيل لجان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سيئة الصيت التي ستأخذ على عاتقها مهمة غلق ومتابعة هذه الاماكن كما نوه عنه ذلك القبانجي ...

هذا التوجه يذكر العراقيين بشرطة الاداب التي انشأها حرامي بغداد ومحافظها آنذاك خال الدكتاتور المقبور صدام حسين في سبعينات القرن الماضي الحاج خيرالله طلفاح ، فكان وجودها بالنسبة لهم ما يبرره ، وكانت انعكاساً واضحاَ وصريحاً لسياسة البعث وحكمه الاجرامي الفاشي المقيت القامع لشعبه وقاتل ابناءه ومع ذلك فقد فشلت تلك الاجهزة لان شعبنا وقف بوجهها ولم يكن بقاءها ما يبرره فألغيت ، هذا كان في الماضي وعند سلطة دكتاتورية ذات سلوكيات مريضة ، فما اشبه اليوم بالبارحه .. ؟؟ يظهر بان ساستنا ومن لف لفهم مصرين على ان لا يتعلموا من اخطاء الماضي ،؟ علما بان هناك حكمه تقول ان عمرالانسان لا يكفي ان يمارس كل الاخطاء ، ولكن عمره يكفي ان يتعلم ويستفاد من اخطاء الاخرين .... فالعبرة بمن يتعلم لا بمن يتمادى ....

فمحاولة هؤلاء وخاصة المعممين التابعين لهم استغلال ظروف البلد وتمرير اجندات بفرض افكار وسلوكيات معينه خارج الزمن تحت ستار الفضائل الدينية المعتبرة في الاخلاق والقيم الاسلامية ، لديهم مجموعة قوائم للممنوعات والمحذورات والمحرمات بمفهومهم مخالفه للشرع ومنها المحلات موضوع البحث ، فهي مس من اعمال الشيطان فأجتنبوها ...يعتقدون بانها تفسد التربية والتعليم وتشكل خللا فكريا لدى المسلمين، لذلك يستوجب محاربتها قبل ان يحل بنا ما حل بالشعوب والبلدان الغربية التي تسمح بوجود تلك المحال ، لانها بالتبعية سمحت بالحرية الشخصية واباحت الممارسات الجنسية وفتحت ابواب الثقافة والعلم والمعرفة والتكنولوجيا والكومبيوتر والاقمار الصناعية وغزو الفضاء والبحار وقدموا الاكتشافات والاختراعات النافعه للبشرية وبدعة حقوق المرأة والطفل وحققوا العداله والمساواة وتطبيق القانون والتداول السلمي للسلطة ومنحوا حق الانتخابات والمشاركه في بناء الدولة الديمقراطية لكل المواطنين بغض النظر عن الدين او القومية او المذهب ، الكل مواطنين من الدرجة نفسها وذاتها في الحقوق والواجبات ، بالاضافة الى التزام الدولة بتقديم الخدمات العامة بدون ان يكون عندهم ازمة كهرباء او ماء او مجاري او نظافة الشوارع والاحياء او مدارس او مراكز صحية او انتشار الأمية ، ولكن لديهم ضمان صحي واجتماعي وضمان لمستقبل الشباب والحفاظ على كرامه المواطن عند الكبر والشيخوخه ، ولهم علاقات دولية وفق احكام القانون الدولي وميثاق هيئة الامم المتحده والالتزام بقراراتها بتقديم العون والدعم والمساعدت للمهاجرين واللاجئين ولا فرق بين مواطن اصيل ومهاجر دخيل من المسلمين الذين لم يجدوا حريتهم في بلدانهم الاسلامية فوجدوها في البلدان الكافرة التي امنت لهم دور العبادة اللازمه فهناك المساجد والجوامع والحسينيات يمارسون فيها حرية عبادتهم وشعائرهم الدينية بكل استقلالية وحرية وحمايه ، هذه هي اخلاق وقيم هؤلاء الكفرة المشركين لهذا يخشاها البعض فيتهمها بتهم شتى .....

بالمقابل في بلداننا العربية والاسلامية وبدعوات وصلوات ائمتنا ودعاتنا وشيوخنا ورجال ديننا وسداد خطى وحكمة وسلطة ولاة امرنا وحكامنا ونحن الذي فضلنا الله على الاخرين ، لذلك وبكل فخر ، نتميز عنهم ، بالفقر والجهل والمرض والتخلف ولدينا الحسد والكره والنميمه والبغضاء والسرقة والنهب والسحت الحرام والفساد المالي والادراي والتسلط والقمع ومحاربة المذاهب والطوائف والديانات وقمع الرأى الاخر ومنع الحريات وقمع المرأة , ومحاربة الثقافة والعلم والتكنولوجيا ، ليبقى شبابنا بلا ضمان ولا مستقبل، لا صحة ولا تأمين صحي للشيوخ وكبار السن ، لا امن ولا استقرار بل سجون ومعتقلات تعذيب وقتل واغتيالات واعدامات ، والدكتاتورية والانفراد بالحكم والتسلط ولا انتقال للسلطة الا بالسيف واراقة الدماء ، والثأر والانتقام من شيمنا والارهاب والتفجيرات لقتل الابرياء تقربا من الله منهجنا الجديد .... بحجة التقرب الى الله والاستحواذ على الحوريات والغلمان في الجنه ، رغم ان في الارض يمكن ان يحقق له الكثير من النكاحات من نساء ثيب وباكرات ، عن طريق احد هذه الزواجات التي تسمح له تحقيق ذلك ، منها زواج المتعة ، والمسيار ، والعرفي ، والسياحه ، والصيفي ، والبنطال ، والفرند ، والوناسة ، والمحارم ، والراسة ، والتيس ، والمستعار ، والفندقي ، والخميس ، والكاسيت ، وزواج بنية الطلاق ، وزواج النهاريات ، وزواج الصحة ، وزواج المعرفة ، وزواج الليالي ، وزواج الجسماني ، الى جانب زواج الاربع الشرعي ، وما ملكت ايمانكم ، .. كلها زيجات مبرره يمكن ممارستها ، اما الغرب اللعين الكافر ليس لديه سوى زواج الواحدة ، ولكن البعض منهم لهم صديقات ، ولكن ان اختلفوا فيما بينهم يعاقبون بتهمة الزنا ، لان لا غطاء شرعي ولا قانوني ولا مبرر لعلاقتهم هذه .. هذه قيمهم واخلاقهم ، وتلك قيمنا واخلاقنا ، فعن اي قيم تتحدثون ......



 

13 /9 /2012
 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس