| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

الأحد 11/10/ 2009



 هل يحق لعراقيى الخارج الاشتراك
في الانتخابات البرلمانية القادمه ..؟؟

المحامي : يعكوب ابونا

في الفترة الاخيره ظهر في الساحة السياسية العراقية مصطلح جديد على لسان ساسة العراق مصطلح عراقيى الداخل وعراقيى الخارج وكأنما المواطن العراقي اصبح ذو صفتين ونوعين مختلفين في الشكل والانتماء ..!! والمعروف بان الذين في الخارج هم ضحايا الانظمة الدكتاتورية والقمعية التي قارعوها واكثرهم ضحايا المرحلة ما بعد الدكتاتورية ....!!

هذه المرحلة التي يدعوها ساستنا الجدد انها مرحلتهم وعليهم الحفاظ عليها ،هي في حقيقة الامر اكثر المراحل سوءا وظلامية في تاريخ العراق المعاصر..... وهي مرحلة مدانه وفق كل المعايير وشخوصها عليهم ان يتحملوا وزرها ومسؤوليتها القانونية والاخلاقية ، فهم من ان انتهكوا قيم شعبنا واستهانوا بمصالحه وطموحاته وآماله .. لينجرفوا وراء مصالحهم الذاتية على حساب المصلحة العامة .....

فخلال هذه المرحلة لم يستطع هؤلاء ان يثبتوا بانهم حقا سياسيين بل اثبتوا بانهم اشباه السياسيين ، فاعمالهم وتجربتهم في الحكم اثبتت بانهم لا يستحقوا حتى ان يقودوا قطعان من الماشية وليس شعبا عريقا صاحب حضارة وتاريخ كالشعب العراقي ...لذا كان لشعبنا منهم موقفا في انتخابات مجالس المحافظات عندما صفعهم بشدة وابعدهم عن ادارات تلك المجالس ليثبت بانه لا يمكن ان يغفلوه هؤلاء ثانية ... بعد هذا الدرس وجدوا بان مصيرهم في الانتخابات البرلمانية القادمه سيكون على كف عفريت ، فكان من الضروري اعادة ترتيب بيتهم واعادة النظر بتكتيكهم السياسي فبدأوا بتغير طروحاتهم وخطابهم آملين ان يكسبوا ثقة جماهير شعبنا ، وفي الحقيقة حالهم كحال الذي يغير ثيابه اما جوهره فهو هو ذاته لا يمكن ان يتغير حتى وان غيروا جلودهم ... واكبر مثال لذلك اصحاب قائمة المالكي بعد ان استأثروا في الفوز في بعض محافظات الجنوب ، بدأوا يمارسون سياستهم القمعية والظلامية ، خلافا لما وعدوا به شعبنا في حملتهم الانتخابية .. فهذا هو ديدنهم وطريقة تعاملهم مع الواقع .. فعلى شعبنا ان يكون حذرا من هذه السلوكيات والتوجهات لكي لا يكون ضحية هذه السلوكيات المرضية ثانية ..فهؤلاء ليسوا موضع ثقة ولا يمكن ان يعتمد عليهم مهما بدلوا ثيابهم لا بل حتى لو بدلوا جلودهم سيبقى انتماءهم الطائفي والمذهبي وتعصبهم العقائدي سيف مسلط على رقاب شعبنا لقمع طموحه وآماله في الحرية والديمقراطية ..ليبنوا عراق متخلف رجعي قمعي ظلامي مرتد علميا وسلوكيا لمئات السنين مستغلين القدسيات والمحرمات ، ليستثمرونها في تحقيق مصالحهم واغراضهم.......

عندما نقرأ هذا الواقع مع ما يطرح في مجلس ما يسمى بمجلس النواب سنجد ان الطروحات هي لغرض السيطرة والتأثيرعلى شعبنا لانهم يتخوفون من المصير الذي ينتظرهم ، فبدأوا يسعون الى تقطيع اوصال شعبنا لاضعافه وتشتيت قواه وتوجه .. فالمطالبة بابعاد عراقيى الخارج من الانتخابات البرلمانية القادمه وحسب زعم عبد الكريم العنزى النائب عن قائمة الائتلاف لان اشراكهم سيكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة هو الضحك على الذقون .. لان مثل هذا الطرح الساذج لا يمكن ان ينطلي على شعبنا ويحرم ابناءه في الخارج من الاشتراك في الانتخابات القادمه ..متجاهلا بان هذا الحق يضمنه ويصونه الدستور فلا يمكن ان يتجاوز عليه احد ، ومن جهة اخرى هو حقا مكتسبا لشعبنا في الخارج لانهم مارسوه في الانتخابات السابقة ..

فالواضح ان ما يدعيه عبد الكريم العنزي من قائمة الائتلاف الوطني ليس الا حجه واهية لا تقوم سببا لهذا الطرح الذي يسعى به الى حرمان الملايين من شعبنا من الاشتراك في الانتخابات القادمة لانه يعرف جيدا بان هؤلاء لا يمكنه وقائمته التأثير عليهم وفق اية مبررات وسلوكيات ، فابعادهم عن الانتخابات هو مسعى القوائم الظلامية للحد من تأثيرهم على نتائج الانتخابات ورجحان كفة الميزان لغيرهم وهذا ما يخشاه العنزي وقائمته وامثاله ..

هذا هو السبب الرئيسي الذي دفع النائب المذكور الى هذا الطرح ، وليس حرصه على اموال الدولة كما ادعى فان كان حقا بهذا الحرص على اموال الدولة لوقف بوجه مجلسه ( النواب ) للحد من سرقاته وامتيازاته التي لا تحصى ولا تعد وهي بالملايين من الدولارات..؟؟؟

واين حرصكم وموقفكم من السراق والحراميه من نهب اموال الدولة التي تعشش بها كافة دوائركم من رئاسة مجلسنا الميمون الى ابسط مرفق من مرافقها الرسمية فاين انت من كل ذلك ..؟ لان الاموال التي تصرف على عراقيى الخارج لتمكينهم من الاشتراك في الانتخابات وفق عملية حسابية بسيطه نقول للسيد العنزى ان تلك الاموال لا تعادل ما يسرقه قط واحد فقط من القطط السمان والكبيرة المتربعين على كراسي الحكم ... فاين انت من هذا الحرص الذي تدعيه ..؟؟

فالامر ليس اموال بقدر ما هوالدفاع عن النفس ، فبعد ان وجدوا العنزى وجماعته بانهم في موقف لا يحسدون عليه، وانهم يقفون على ارضية هشه لا يمكن ان تتحمل وزر اخطائهم وجرائمهم وسرقاتهم ووووو...ليفوزا بالانتخابات القادمه ، لذا بدأوا بشحذ سيوفهم لتقطيع كل ما يمكن ان يقف في طريق فوزهم ونجاحهم في الانتخابات البرلمانية القادمه.....فوجدوا ان ابعاد عراقيى الخارج عن الانتخابات سيكون لصالحهم ، لان بوسعهم التأثير بشكل او باخر على عراقيى الداخل لتحقيق الفوز والانتصار ويكملوا مسيرتهم في قمع شعبنا واعادة العراق الى الوراء لمئات السنين ليسود التخلف والقمع والقهر والاضطهاد والحرمان لان هذا هو ديدنهم وهذه هي خططهم المستقبلية ..لعراقنا الجديد ...

فالانتخابات القادمه يجب ان تكون درسا لهؤلاء لا ينسوه لانهم اعتقدوا يوما بانهم سوف يستطيعون ان يقودوا شعبنا الى ما لا نهاية تحت استبدا\هم وقمعهم ونفسياتهم المريضة .. فعراقيي الخارج سيكون لهم الدور الكبير في الانتخابات القادمه باعطاء اصواتهم لمستحقيها لتمثيلهم خير تمثيل في مجلس النواب وهم المؤمنون بعراق المستقبل ، عراق الامن والاستقرار والعدالة والمساواة والحرية والديمقراطية وليس عراق الطائفية والمحاصصة والتخلف والارتداد الى الخلف الى الازمنه الظلامية والمظلمه .

هذا هو الواقع الذي كان على النائب عبد الكريم العنزي ان يعترف به ولا يسيئ لعراقيى الخارج ويصادر نضالهم وتضحياتهم التي كانت سببا لهجرتهم ومعاناتهم في الخارج ... تضحياتهم ذات قيمه انسانيه عاليه يجب احترامها وليس الاستهانه بها ... وهم اولى من ان يساهموا في بناء العراق المستقبل بفكرهم النير..
 


11/10/2009


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس