| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

وئام سلمان

 

 

 

                                                     الاثنين 4/11/ 2012



إرحموا عقولنا، يرحمكم الله...

وئام ملا سلمان

نعم رفقاً بعقولنا ورحمة يا من تدعون أنكم رجال دين وما تجيئون به وللأسف يرفضه المنطق ويستهجنه العقل، والأمر في موضوعي لا يتعلق بالماورائيات أو الملائكة والجن والقدرات الخارقة التي يؤمن بها البعض ولكن الأمر يتعلق بإنسان مثلي ومثلك أيها القارئ الكريم .

لقد مرت ذكرى عيد الغدير بكل طقوسها الإحتفالية وكانت الألوان والأنوار والأناشيد والأهازيج واللقاءات سمة القنوات الفضائية ذات التخصص (.....) والإحتفال حق مشروع ولا إشكالية فيه/ جاشت النفس والغدير مطلُّ ـــ  يا غديري اغدقا بالبكاء (من قصيدة سيد العدل لكاتبة هذه السطور)/ والمحتفى به هو إمام المتقين علي (ع) صوت العدالة الإنسانية الذي لم يقتف إثر نهجه وورعه وزهده وصدقه أحد من الذين يتاجرون بحبه ، كل هؤلاء في كفة والسيد الذي ظهر على قناة الفيحاء الغراء في كفة إذ كان نصيبه القدح المعلى ، وذلك في برنامج(بين أهلنه) حيث كانت الحلقة مخصصة لعيد الغدير أيضاً ومن مدينة البصرة، البصرة التي ترعرع فوق ثراها  الجاحظ والأصمعي والخليل بن أحمد وأبو الأسود الدؤلي والحسن بن الحسن البصري وأبو عمرو بن العلاء وسيبويه والكندي وابن الهيثم والماوردي وسفيان الثوري حتى محمود البريكان ومحمد خضير والسياب وأسماء أخر  تضاهي نجوم السماء بريقا .

في تاريخ الشعر العربي اعتاد الشعراء في  قصائدهم تضخيم حجم العدو بعد الإنتصار عليه وذلك من خلال المبالغة بقوته وعدته وعديده كما فعل المتنبي في مدح سيف الدولة في ميميته المشهورة /على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم/.... حيث يقول في ثنايا القصيدة واصفاً جيش العدو :

أتوك يجرون الحديد كأنهم  سروا بجياد ما لهن قوائم

إذا برقوا لم تعرف البيض منهم ثيابهم من مثلها والعمائم

ولكن الذي جاء به السيد من المستعصي استيعابه  ، لقد تحدث السيد (ع، ش) عن مآثر الإمام علي (ع) وقرأ الاشعار واستشهد بالروايات وكان لمرحب حضوره بالتأكيد لأن هذا الاسم مرتبط بغزوة خيبر وقد قيل ما قيل عن هذا الفارس اليهودي الذي كان يوازي بشجاعته ألف فارس كما تروي الروايات ! هكذا يقول التاريخ ولكن لم نسمع أن التاريخ قد أخبرنا من أن مرحب كان يأكل بعيراً كل ليلة ، أي نعم هكذا قال السيد أدام الله ظله وهو يمضي في توصيف قوة مرحب!!! وأنا لا ألوم السيد بما جاء به ولكن ألوم من يشرف على هذه البرامج وكيف يقبل لعقله أن يستوعب هذه الخزعبلات والتي يراد تمريرها على المشاهد ؟ من الطريف أن أذكر حكاية حصلت ذات زمن وقد رواها لنا زوج أختي المرحوم مسلم الطريحي ،الذي توفاه الله منذ عقد ونصف من الزمان هذه الحكاية التي جاءت في مجلس عزاء حسيني ، إذ كان القارئ (الروزخون) يقرأ ويذكر البطولات في سرد لمشهد منها وإذا به يقول : /فضربه بالسيف على ساقه فسقطت لحيته / استغرب عدد من الحاضرين في مجلس العزاء  مما جاء به وبعد إنتهاء المجلس جاءوا إليه وسألوه عن حكاية الساق واللحية فما كان منه الا أن أعطاهم المصدر الذي اعتمد عليه في روايته وحينما رجعوا إلى المصدر وجدوا أن الجملة هي : فضربه بالسيف على ساقه فسقطت لحينه............ فأين حينه من لحيته ؟؟؟

وحكاية المرأة البسيطة التي كانت تستمع للقارئ وهو يصف فم المؤمن الذي يقرأ دعاء(.....) وكيف تسبح الملائكة بداخله من المشرق إلى المغرب وهو يردد يجلس على كل شفة ألف ملَك وملَك فما كان منها إلا أن تقول له : عمت عينك على هاي الجذبة المدهربه ، جا هو وين جويعد؟؟؟؟ 

إذا كان مجلس العزاء او محفل الفرح يضم مئة أو ألف نفر في السابق فالأمر  يهون ، ولكن الطامة الكبرى أن الفضائيات لا يمكن حصر عدد من يشاهدونها وهم يشنفون آذانهم لهذا السيد ومن هم على شاكلته.

أمل يحذونا أن تترفع الفضائيات التي مشروعها تنوير عقل الإنسان العراقي عمن يريد السخرية من عقولنا  .

 

 

 

 

free web counter