| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

وئام سلمان

 

 

 

                                                     الخميس 18 / 7 / 2013



ما عدنه غير الله وانتو وسعد البزاز......

وئام ملا سلمان

ما أقسى أن ترى الكرامات المهدورة في وطن يتنعم بكرامات الأنبياء والأولياء والأتقياء والأحزاب الدينية التي تتربع على هرم السلطة والحكم ناهيك عن المرجعيات والحوزات ، نعم إنها الكرامات المستباحة إذا ما أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا ، فهل نكذب آذاننا التي اعتادت على سماع نصوص من الأدعية يتداولها المتسولون وكل من يمارس حرفة الإستجداء وبالتحديد في هذا الزمن الرث وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر بعضاً منها : كرامة لأبو فاضل العباس وبثواب الحسين ويا الله يا كريم يا أرحم الراحمين وحسنة قليلة تدفع بلايا كثيرة وصوت طفلة يناديك بروح الزهرة انطيني ربع دفعة بلاء " الربع هو اختصار للورقة النقدية فئة 250 دينار" ، ولا أدري هل أن مشروع البلاء هذا على الصعيد الشخصي أم على صعيد الوطن المبتلى بفاقدي الضمائر على مر العصور والأزمنة ؟!

رمضان يعود ولكننا لا ندري إذا كنا سنشهد عودته أم لا هكذا يقال بحق هذا الشهر المفعم بالروحانيات والإيمان بما فيه "الإيمان الربوي" وفعل الخير حتى صبيحة يوم العيد ليجيء أبو السحور وحشد من الصغار يسيرون وراءه مطالباً بعيدتيه "وابو السحور يريدله عيدية" إذن لم يكن عمل "أبو السحور" حافياً لوجه الله فهو ينتظر إكرامية إيقاظه للصائمين والعيدية ترتفع مناسبيها وتنخفض وفقاً لإمكانيات البيوتات التي يطرق أبوابها،وأنا ما زلت أستعيد تلكم الذكريات بتفاصيلها وقد انتبه الأقربون لحالة إصابتي بالكآبة الرمضانية ولكن من يقف وراء هذه الكآبة ؟ في السابق كان الحنين للماضي وقد تجاوزت هذه الحالة لتبدأ كآبة الفضائيات وما تبثه عبر برامجها وهي تتاجر بالحسنات وبالحسناوات معاً ، ولِمَ لا وهو شهر المضاربة ومن دون منازع ! هو شهر استدرار مشاعر الطيبين وإذلال المحتاجين وهتك حصانة فقرهم جهارا، إذ ترى الوجوه التي اعتمرت بالفاقة والعوز والمذلة والحرمان بكل دهشتها أمام الكاميرات وتسمع فيوضات الدعاء وزخات الترحم والشكر لمالكي تلكم الفضائيات والذي يشهر سيفه السؤال على رقاب الواقفين خلف كواليسها وعلى خشبة مسرحها صارخاً : من أين لكم هذا؟!

كنت في سفر طويل حيث مضارب بوذا وكَانيش وشيفا وكالي وقد أتعبتني الحروف السنسكريتية بطلاسمها ولم أشهد الإسبوع الأول من رمضان وكان بي شوق كبير للسان أهلي ولكن ما أن فتحت التلفاز لتكون قناة الشرقية وخيراتها الرمضانية، وأول ما رأت عيناي وسمعت أذناي تلكم الأسرة المحتاجة التي كانت من أرض الغري وما أدراك ما الغري والذكوات البيض والنجف والمليارات التي تدر عليها من حقوق الخمس والزكاة ما يكفي لتوفير العيش الكريم لملايين الفقراء وبرواتب مجزية حيث راتب الرعاية الإجتماعية لا يغني ولا يسمن من جوع والأجدى أن يتم فتح مشاريع عمل تستقطبهم وتحفظ ماء وجوههم بدلاً من أن نسمع أرملة معوزة تسكن في حمى علي "ع" وهي تدعو بلهفة تهز الأرضين السبع وتصعد للسماوات العلا :
ما عدنه غير الله وانتو وسعد البزاز!!

كل رمضان ولصوص العراق بخير ...........


 

 

free web counter