| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

وئام سلمان

 

 

 

                                                                                   الخميس 12/7/ 2012



في ضيافة الفصول

وئام ملا سلمان

كان بعيداً
ما أن رأى الخبز
حلّق صوبي
بالكبرياء الأنيق
ليكشف لي ، لا عامداً عن جرحه
قميء هو الجوع في فضحه
أيها الطير
أنا أنت
يا من إلي اهتديت
لكل به من الهم ما يكفه
والخصاصة فينا سواء
سموت بجرحك لا آبهاً للتوجع
وصنوك من اطعمتك
إبتسمتُ وخبأت جرحي تحت الرداء .

*

تكبلني،
تلتف حولي
خيوط
خيوط
خيوط
وأذرع تخنقني
تمهّل على عنقي أيها الأخطبوط
ما أن تغازل ليلي عيونُ النهار
ينزل بي ضجر مخملي
كيف أبدد هذا السكون الرتيب ؟
أحسب ما تحمل أوراق حيطان غرفة نومي من خطوط
كم تمنيت جاري لو يشتبه ،ويفعلها مرة ويطرق بابي
أو يعلق في بيته لوحةً ،
أسمع مثقبه يمزق صمتي وصمت الجدار
للعمارة باب ،
كل يمر بها ليدخل في قبره
السلام عليَّ
على ميت يحصي أعقابه
وينعم بالعيش في مقبرهْ.

**

إنتهى طريق الغابة،
عندما توقف الحفيف
هكذا أيقن الكفيف
أين هو .

***
تعانقني الريح
وألسنة الثلج تلعق وجه الرصيف
حذاري من الإنزلاق
من جاء بي؟
رأسي تدور به فكرة
لو كنت لي جنة يا عراق
أقصى الجنون ،مغادرتي جنة مورقه
وإن كنت ناراً
فهل عاقل يدنو من محرقه !

****

لو كنت شاعراً
لا جسد لي كي تغريك تفاصيله
أما إذا كنت صوفياً ،
فقد وهبتك روحي
تجعلها في يقين العارفين، لحظة صفاء وتأمل

*****

الطيور التي تحلق صوب الجنوب ، تضحكُ
أتضحك من فرح ؟
أو ربما تسخر من رحلتي صوب الشمال!
الطيور التي تسافر للدفء،
أغبطها ، وأحسدها
وألعن حظي
لأني من البرد أبكي ،
ومن وحشتي في عيون المدينة
أبحث عن فرصة لعبور الضياء
معي دفتري ،
وأشياء أخفيتها تحت كنزة هذا الشتاء الذي يقترب
يا لعقلي ،
أيبحث عن فرصة لمرور الضياء بسور الظلام
ويحرص من نزلة البرد
بعد ما كان يأخذ للظل بي ،
ويخشى على سقفه من ضربة الشمس
أيها الرأس سألت، لماذا؟
بهذي البلاد ،
الشمس في ذروة القر والقيظ خجلى!
بكفين مبتورتين تأتي وترحل
وإني لأشتاق شمساً بكف الهجير ، تضربني
كي أموت.

******

كانون ، منه ينتهي عام
ليبدأ العام بكانون
في ليلة مكتظة الاحلام
تسير أقدام
ولا تأبه بالزحام
ماضون أو آتون
والشاعر المركون في زاوية الأيام
ينادم الحزن وأشجانه
ويرفع الأنخاب،
بصحة الآمال والأجيال والأوطان
والعمر الضائع في خرائط النسيان
حتى اذا ما دقت الساعهْ
كل الذي يبقى
زجاجة فارغة وبضع حبات من الزيتون
يكتب فوق الكأس عنوانهْ
يسأل أين الباب؟
ويترك الحانهْ.

*******

مذ سافرت
وأنا أحسب دورات القمر
ضجرت رقبتي من تلفتي صوب صورة تطارد ورائي وتهرب
لماذا تلعب معي لعبة التخفي؟
واليوم قد كنت أمامي
وجهان ، في المدينة القديمة
ابتسمت وطأطأت برأسك ، ومن ثمت مضيت
سأبقى على إصراري
إنه ما زال معي .

********

الخريف دنا
يا صديقي ، أتراها ؟
خلعت كل أثوابها غصون الشجر
تشغلني فكرة العيش في أمرها
نحن ننام على سرر
ونلتحف الدفءَ إذا ما بردنا
أين تبات العصافير تحت المطر؟

*********

يا أيها التقاة والأبرار
لا تسألوني أبداً،
آمنت أم كفرت ،
أطعت رب الكون أم عصيته ،
لكن سلوا انفسكم ، حين يمر سائل
كم سولت لها غواية الدينار !

**********
 












 

free web counter