| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

وائل المرعب
Wail.murib@gmail.com

 

 

                                                                                       الأربعاء 25/5/ 2011

 

هل هكذا يُستقبل النوّاب ؟

وائل المرعب

بعد واحد وأربعين عام من التغرّب والتشرّد والمنافي القسرية والنضال المسلّح في الخنادق الفلسطينية والآرتيرية وكل البؤر الثورية في منطقتنا العربية والكفاح المستميت ضد كل الأنظمة الدكتاتورية القمعية والأستبدادية وكل أمراء ومشايخ البترول , وتسخير كل طاقاته الشعرية الخلاّقة لمناصرة الحق الفلسطيني في استرداد ارضه وتعرية الدور العدواني لأسرائيل حتى جعل منها أضحوكة للعالم كله وفضح كل دعاة القومية المزيفين , حتى غدا الصوت المدوّي الوحيد الذي تناقلت قصائده وحفظتها عن ظهر قلب غالبية الشعب العربي وأصبح الآيقونة الثورية التي لا تغيب عن بال الثوريين مثله مثل جيفارا, وأضحت قصائده التعويذة لدى كل المقاتلين لشحذ هممهم ومصلا يقيهم احتمالات ضعف العزيمة ووهن الحماسة .. إضافة الى تأريخه النضالي أثناء ما كان داخل العراق حيث عرفته عن كثب كل السجون ابتداءاً من السجن الصحراوي سيء الصيت (نقرة السلمان) وأنتهاءاً بسجن الحلة الذي أستطاع الهروب منه عبر الخندق الذي حفره السجناء والمعروفة قصته والمتداولة بين اغلب الثوريين والتقدميين وكذلك نضاله المسلح ضد السلطات العسكرية الفاشية في اهوار الجنوب اواسط الستينات , ولعله هو الشاعر الوحيد الذي اقترن خطابه الثوري مع فعله الثوري .

بعد واحد واربعين عام من الغربة عن وطنه والأنتظار الممض لمحبيه وعشاق شعره من الشعب العراقي وهم الغالبية منه ليوم عودته وأيديهم على قلوبهم خشية ان يموت خارج الوطن كالجواهري والبياتي وجمال الدين , يستقبل بدون حفاوة تليق به وبتأريخه وبقامته الشعرية السامقة بإستثناء الأستقبال المهم له الذي قام به رئيس الجمهورية جلال الطالباني وسوى خبر باهت عن عودته الى ارض الوطن في الشريط الاخباري السريع على قناة العراقية الرسمية .

أليس من المفروض أن يتم إستقباله رسمياً وشعبياً ومن اعلى المستويات ؟ أليس من المفروض ان يستقبله حال وصوله رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وتقليده ارفع الأوسمة والأيعاز الى توفير محل سكنى فاخر يليق به ؟ أليس من المفروض ان تخصص وزارة الثقافة برامج خاصة عنه وإجراء لقاءات تلفزيونية لألقاء الضوء على مسيرته كونه رمزاً نضالياً ومفخرة من مفاخر هذا الشعب ؟

لو كان النوّاب يعتمر عمامة ويرتدي (صاية) وعباءة , لقامت الدنيا ولم تقعد , ولأنفتحت أبواب الجنة أمامه ولخصّصت له ميليشيات تأتمر بأمره ولأصبحت جدارياته تملأ الشوارع والساحات ... أنا اتمنى وأصلّي كي يمد الله في عمر شاعرنا الكبير وأن يخوض الأنتخابات القادمة لكي نرى مدى إتساع شعبيته عند أبناء العراقي , أنا واثق سيشعر عندها جميع القائمين على الحكم الآن حجمهم الحقيقي أمامه .

فأيها الحاكمون أعرفوا قدر انفسكم وتصرّفوا بما تمليه عليكم قناعاتكم ستجدون شخصاً مثل النوّاب هو ومن أمثاله الكثيرين من مبدعي وعلماء وخبراء العراق الحداة الحقيقيون الذي يستحقون ان يقودوا ركب المسيرة الديمقراطية التي تتشدّقون بها .

 

* كاتب وتشكيلي عراقي


 

free web counter