د. وليد جاسم الزبيدي
الأحد 12/4/ 2009
بأنّكَ صرتَ للجلاّدِ لحدا..
وليد جاسم الزبيدي
تقحّمتَ الحياةَ وكنتَ فــــردا ومن بين النجومِ بزغتَ فردا
أنختَ الليلَ صبحاً تعتليــــهِ شموسٌ صغتَها لغدٍ يُفدّى
عزمتَ فأيقنَ الماضونَ طــرّاً بأنكَ صرتَ للجلاّدِ لحدا
لأنّكَ ما أردتَ القصرَ قيـــداً فَداكَ الطينُ فاستذوقتَ شهدا
لأنّكَ دُرّةُ الأزمانِ مهمــــا تقادمَ عمرُها تُجلى فتندى
لأنّكَ للطغاةِ شمختَ حــــرّاً لأنّكَ للحفاةِ مُلكتَ عبدا
تُسائلني العيونُ، لقد صبرنــا أبعدَ الصبرِ موعودٌ سيُهدى
أبعدَ الأبعدينَ هنا لقــــاءٌ أبعدَ الأقربينَ عِدىً ألدّا
فتلكَ الجبهتانِ بنـــا أدارتْ سيوفَ الطعنِ والفلكَ المُسدّى
أضاعونا وأيّ فتىً أضاعــوا ألوفاً في المقابرِ لن تُعدّا
وتلكَ الجبهتانِ لكــم دروسٌ أثالثةٌ لها تعطيكَ عهدا
سلِ التاريخَ لن ينجيكَ طيبٌ فتلكَ حرابُهم تُنبيكَ ردّا
فلا بينَ الصقورِ هنا حمــامٌ وهذا الشوكُ لن يعطيكَ وردا
وللمحتلِّ أنيابٌ وظِفْـــــرٌ يبدّلُ آجلاً منْ فيهِ جلدا
يُفرّقُ أمّةً ويُذيبُ أخـــرى وينحرُ أختَها ويديرُ خدّا
فتقتلُنا المنونُ بلا قتــــالٍ وتذهبُ ريحُنا شيباً ومُردا
سلامٌ والســـلامُ لهُ دروبٌ ستأوينا معاً أبّاً وجدّا
عراقٌ والعراقُ ســوادُ خيرٍ سيَهزمُ طامعاً ويفكّ قيدا
إذا وقفَ الجميعُ وكانَ صـــوتٌ يصكّ مسامعاً ويفلّ كبدا
إذا كانَ السلامُ على بــلادي رداءً فالهوى طيفٌ وأكدى
إذا نهضَ الجياعُ وكانَ خبــزاً سيبنونَ السماءَ وما أشدّا
تخيّرتَ الصّعابَ وكنتَ صعباً تصارعُ تارةً وتطلّ نقدا
على تلك العروشِ على المنايا تُسابقُ هاجساً وتُطيلُ رصدا
فكنتَ صدورَها في كـلّ آنٍ لتُثبتَ للدُنا لا زلتَ وِرْدا
وإنّ الوعــدَ آتٍ لـيسَ إلاّ سيُنظمُ جيدَهُ عقداً فعقدا
لينهضَ في العُلا شعبٌ سعيدٌ وأوطانٌ تُصانُ لتُستردّا
سلامٌ فالعيونُ مُعلّقـــاتٌ إلى الأحباب ثَمّ تزيدُ وَقدا
سنسعى في الطريقِ ولا نبالي لنقطفَ والربيعِ هناكَ مجدا
المحاويل
25/3/2007