| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

وداد فاخر

dilshad.ali@hotmail.com

alaa_ahmed2005@hotmail.com

 

 

 

 

الأثنين 28/5/ 2007

 



المقارنة الخطأ بين سعدي يوسف وعزرا باوند


وداد فاخر *

كيف لشخص أن يقارن وبطريق الخطأ بين احد مؤيدي الفاشية الإيطالية والمرتمين في أحضان الدكتاتور موسوليني كعزرا باوند المولود في 1885 في هايلي في ايداهو والمتوفى في البندقية في 1972 ، وبين سعدي يوسف الطائر المغرد والهارب من أدران وقبضة الفاشية البعثية ، والذي وصفته في مقالي السابق ( مع وضد شاعرنا الكبير سعدي يوسف ) بأنه ( ظل حتى سقوط هبل العرب نقي اليد والسريرة ، ومناضلا وفيا لشعبه) ؟؟!! .

فكيف يا ترى تجري هذه المقارنة الغير موفقة بين شاعرين رغم اشتراكهما بانهما شاعرين من شعراء الحداثة ، لكن تصرف كل منهما يختلف عن الآخر كليا . فسعدي يوسف كان كأي وطني عراقي أحس بطغيان الفاشية فقام بشد الرحال للخارج ولم يرتمي بين أحضانها بينما قام عزرا باوند عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية بإذاعة بيانات كان يلقيها من إذاعة إيطالية موجهة ضد الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية ، وقد حضر لايطاليا شخصيا للتعرف على موسوليني ومقابلته اعتزازا بشخصه . وعندما انتصر الحلفاء، ألقي القبض على باوند واتهم بالخيانة العظمى، ثم أودع بمصح للأمراض النفسية بواشنطن. وظل في المصح مدة أثني عشر عاماً، وفي عام 1958 أفرج عن باوند من المصح بوساطة كثير من الأدباء والشعراء ومن بينهم إليوت و هيمنغواي وروبرت فروست. وعاد إلى إيطاليا حيث عاش حياة منعزلة حتى تاريخ وفاته في البندقية في الأول من تشرين الأول عام 1972.‏

وكل ما قام به سعدي يوسف هو الانصياع التام للتداعيات النفسية التي كانت تضطرم في دواخل الشاعر الرافض لكل شئ يسئ للوطن ووقع نتيجة ذلك الحكم المتسرع في خطيئة كبيرة جرت عليه نقمة الحساد والأصدقاء والأعداء ، عندما خلط مفاهيم عديدة شملت الاحتلال والوطن والمقاومة وجعلها في بوتقة واحدة . وأنساق بدون وعي نحو هاوية لا قرار لها بفعل لواعج وأشجان كامنة منذ زمن الدكتاتورية . فلم يكن سعدي يوسف يوما ما زمن الدكتاتورية جزءا من جهازها الإعلامي الديماغوجي ، ولا بوقا من أبواقها ، ولم يضع يده بيد أي من رجال الدكتاتورية الملطخة بدماء الشعب العراقي ، وحتى عندما عزم على ترك الوطن اتصل بمن لهم وشائج وعلاقات بـ ( أولو الأمر ) لكي يجد طريقه نحو الحرية هاربا من ربقة الفاشية وجهازها القمعي .

كذلك استبعد ما طرحه احد الإخوة الأعزاء ممن أكن له ودا واحتراما كبيرين حول طائفية سعدي يوسف الذي تربى في أحضان الحزب الماركسي وبين شخصيات رائعة في أبي الخصيب التي بناها ( القائد مرزوق أبي الخصيب) حاجب الخليفة المنصور عام 140 هـ كأبي نجاح المرحوم عبد المجيد السياب احد أوائل الماركسيين في البصرة ، وعم الشاعر بدر شاكر السياب وابنه المرحوم نجاح وآخرين غيرهم .

والمسالة المهمة عندي لماذا لم يتناول من يكتب الجوانب السلبية والمستقبلية التي ستحيق بالثقافة والمثقف العراقي ودورها على الوضع السياسي الذي تتم التهيئة له من قبل فرسان الظلام أمثال أياد علاوي وجماعة التوافق بالتناغم والتعاون مع بعض جحوش الشيعة وقادة الميليشيات المتصارعة على نفط الجنوب الذين يضعون أرجلهم في أكثر من مربع . فالوقوف على التل لا يخدم الوطن العراقي الممزق طائفيا وسياسيا ، بل يتطلب التحرك الفعال والدخول في معمعة فضح كل الألاعيب الجديدة التي تجري في العلن والخفاء لإعادة حزب العفالقة وبطرق متعددة كان منها مؤتمر عمان الأخير ، والدعوة لعودة رجال امن ومخابرات النظام الفاشي ، وإعادة تأهيل بعض من المومياءات المركونة في زوايا المتاحف من سفراء صدام حسين وغير ذلك الكثير مما لا مجال للحديث عنه في هذه العجالة .

أخيرا وبصريح العبارة كما يقول عزيزنا سمير سالم داود : لمَ تم التمسك بما كتبه سعدي يوسف عن المؤتمر وترك البعض من المؤتمرين وخاصة ممن تمت إخفاء أسمائهم بقصد مدروس ولم تظهر للعلن لحد الآن ؟؟!! .

آخر المطاف : قيل " الشجرة المثمرة هي التي يهاجمها الناس "

* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج