| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

 

 

 

 

الأربعاء 9 /5/ 2007

 


 

ايها الاحبة الكرد : سقطت ورقة التوت
 

تحسين المنذري

ليس عاديا حادث التفجير الاجرامي الذي وقع اليوم التاسع من ايار في وسط مدينة اربيل ، رغم ان حوادث التفجير في عموم العراق صارت من الاخبار العراقية المألوفة ، الا ان حادث اليوم يحمل بعدا اكثر من كونه جريمة تهز المشاعر الانسانية ، فهو يدعو للتأمل بقدر حجم الالم الذي يلف المتابع المتلقي للخبر ، فكردستان الامنة والملاذ الاقرب للعراقيين الهاربين من حجيم الارهاب لم تَعُد كذلك ، سيما وان تنظيم القاعدة الارهابي اعلن قبل ايام عن تشكيل منظمته لكردستان ، اي ان كردستان باتت احدى مناطق عملياته الاجرامية وقد بدأها بالفعل . ان كل ذلك يثير تساؤلات بوجه السادة قادة الحركة القومية الكردية : فأين المراهنة على قوات الاحتلال التي بدأها السياسيون الكرد قبل غيرهم ؟ واين قوات البيشمركة ذات الباع الطويل وخبرة الستين عاما ؟ وهل ان امان كردستان لوحدها كافٍ ؟ ام هي جزء من عراق محطم مستهدف ؟ والاهم الا يجد السادة السياسيون الكرد انفسهم في مواجهة مع الذات لمراجعة اربعة اعوام من العمل السياسي المتحالف مع قوى الاسلام السياسي الطائفية ؟ الا يكفي التفكير بالمكاسب الضيقة على حساب شعب العراق ؟ اليس من عودة لحضن القوى الديمقراطية العلمانية لانقاذ ما تبقى من ماء الوجه واشلاء العراق؟
ان حدث التفجير الارهابي يعيد الى الواقع الشعار العتيد " الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان " رغم تطور الهدف الى الفيدرالية فمعناه هو الاهم ، فالترابط العضوي بين الوضع في كردستان وعموم الوضع العراقي مازال وسيبقى قائما ، ولا مناص من العمل من اجل عراق مزدهر، ديمقراطي ،آمن لكي تتحقق فيدرالية كردستان الديمقراطية الامنة ، ولا سبيل لذلك سوى بتحالف اوسع للقوى الديمقراطية العلمانية العراقية ، لامكان لحركة التحرر الكردي الا بين ثناياها ، والتصدي بحزم سياسيا اولا لمجمل الانقسامات في العراق ومعالجة اشكاليات اعادة تأسيس الدولة العراقية بتنقيتها من المحاصصات الطائفية والعرقية واعادة الدوران لعجلة الاقتصاد والبدء فورا بتنشيط الخدمات الاساسية للمواطنين العراقيين وايضا فض التحالفات ذات المصالح الانية الضيقة .
ايها الاحبة الكرد عليكم يقع عبء اعادة التوازن في العملية السياسية ولكم ان تتأملوا امركم من جديد ...... ورب ضارة نافعة .