| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

Tahsin515@hotmail.com

 

 


 

السبت 7/2/ 2009



شباط الاسود
لطخة عار أبدية بوجوه أزلامه

تحسين المنذري

اسودٌ شباط لانه غلّفنا بالحزن وما يزال ، في الثامن منه عام 1963 بدأت مسيرة الانتكاسات، وفيه خسر العراق ليس ثورته الوطنية فحسب بل خيرة رجاله وسياسييه ، يوم هبّ فتية لم يكن لهم هم سوى العراق ، ولا هدف سوى ايقاف الطوفان الفاشي الذي اعاق مسيرة انتصارات الثورة وها هو في ذلك اليوم المشؤوم ينقض على مواقع السلطة ، فتية حملوا قلوبهم بين ايديهم والعراق نصب اعينهم ، وهمة لا توقفها طائرات الغربان التي قصفت الاهالي العُزّل في الكرخ، واغارت على ابنية وزارة الدفاع ومعسكر الرشيد .

ايادي تلطخها الجريمة بدأت مشوار يومها ذاك بأغتيال زعيم الجو جلال الاوقاتي وكانت تلك ساعة الصفر لبدء سلسلة جرائم وقف ضدها كل خيّر ونزيه في العالم ، اُستُبيحت الحرمات وانتُهكت الاعراض ، الثامن من شباط يومٌ أسس لعلاقة الدم بين ابناء الشعب الواحد ، يوم ابتدأ فيه الخراب الذي مازال ، يومٌ تسيّد فيه المجرمون دفة الحكم وعاثوا فسادا في العراق واهله ، اغتالوا عن دراية وقصد ابطالا ميامين تطرز اسماؤهم وستبقى سماء العراق باحلى المنارات ، لكن المؤسف في الامر ان هؤلاء المجرمين مازالوا لم ينالوا عن كل جرائمهم تلك اي مسائلة !!!

فشخص مثل حازم جواد يعترف بمذكراته ان اشترك في اغتيال الشهيد البطل سلام عادل ، لكنه حر طليق لم يمسه الاذى ، عمار علوش احد كبار مجرمي قصر النهاية يعيش في بغداد دون ادنى وجل ، ابو طالب عبد المطلب احد قادة الحرس الفاشي (القومي) واياديه ملطخة بدماء الابرياء يعيش في بغداد في بحبوحة لا يضاهيها شئ ، عبد الغني الراوي الذي لم يرض لنفسه الا بقتل خمسمائة شيوعي فأكثر لكي يعلو مقامه مازال طليقا ويعيش في دولة بجوار العراق، وغير هؤلاء مجرمون كثر مازالوا احياء وطلقاء وذكرى شباط الاسود هي كل تأريخهم و(مآثرهم )التي بها يفخرون !!!! فهل يُصدق هذا ؟ بل ولماذا كل هؤلاء بقوا ينعمون بلذة الحياة وخسر العراق سلام عادل والعبلي والحيدري وابو العيس وعبد الجبار وهبي وجورج تلو والاف غيرهم ؟؟ اليس من الانصاف الان أن ينال المجرمون جزاءهم ؟

في القانون العراقي لا تسقط الجريمة بالتقادم ، والادلة على هؤلاء يعرفها القاصي والداني ، وهم ليسوا اقل اجراما من موسليني حينما حكم عليه بالموت بمجرد ما نطق بأسمه . أليس من حق العراقيين ان يروا المجرمين وقد نالوا ما يستحقون ؟ فإن كان اهالي الضحايا مازالوا لم يقيموا الدعاوي القضائية بحق هؤلاء المجرمين وانا هنا ادعو لذلك ، فعلى الاقل ان الحق العام مازال قائما ، فلماذا لا تبادر السلطات العراقية الحالية والتي تدعي الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسيادة دولة القانون و.. و... وغير ذلك من الكلام المنمق الكثير ، اقول لماذا لا تبادر لتقديم هؤلاء الى القضاء ؟ عندها ستكون دولة حق وقانون فعلا وليس قولا فقط .
 


 

free web counter