| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

 

 

 

 

الأحد 5 /11/ 2006

 

 

عدالة القضية وعدالة المحكمة

 

تحسين المنذري

لا اظن ان هناك اعدل من قضية احقاق الجزاء العادل بحق مجرمين اتضحت معالم جرائمهم وثباتها كوضوح الشمس في تموز عراقي ، ولا اتصور ان شعبا في العالم اجمع وعلى مدى التاريخ عانى ما عاناه العراقييون ابان حكم البعث وصدام تحديدا ، لذلك كان انتظار صدور الاحكام كانتظار ام لوليدها بعد غياب طويل ، فرحة العراقيين جميعا وذوي الضحايا حصرا لا اجد اي كلمات في اللغة يمكن ان تعطي وصفا دقيقا لها بل انها ستكون هي الوصف لافراح الاخرين بعدا او قربا عنها ومنها ، فسيقال فرح فلان بقدر نصف او ثلاثة ارباع فرح العراقيين بصدور الاحكام بحق الطغاة وهكذا سيؤرخ الزمن القادم بانه زمن بعد صدور الاحكام وسيكون للحياة طعما اخر الذ وارقى ، ومهما حاول التكفيريون وبقايا البعث المهزوم ان يدافعوا عن اسيادهم الطغاة فسوف لن يجدوا بدا من الاندحار ، تلك هي عدالة التاريخ ان ترمي في المزابل هؤلاء الاوغاد المجرمين .
ولعل الاحكام التي صدرت اليوم الخامس من تشرين الثاني هي المعيار الامثل لعدالة المستقبل العراقي والرسالة الاوضح للمعمية ابصارهم الى الان ، فهاهو محمد العزاوي البعثي يطلق سراحه ببراءة لانه لم يثبت عليه ما يدينه رغم انه كان بعثيا منتظما في حزب فاق الفاشية والنازية اجراما الا انه تمت تبرئته من التهم المنسوبة اليه ولم يحكم باي شئ لمعتقده الفكري او لانتسابه للبعث وتلك الرسالة الابرز كما اراها اليوم لكل من يشكك بقدرته على التعايش والانسجام مع العراق الجديد لمجرد انه كان بعثيا ، ولم ينل الموت الجميع ، ذلك انه ليس الحل الامثل لانزال العقاب العادل كما كان يفعل المجرم صدام لكل من يشتبه او يشك في ولاءه له بل ان السجن ربما سيكون اصلاحا قصرت او طالت مدته ، فحتى نائب المجرم صدام واعني المجرم طه الجزراوي لم تنله عقوبة الموت بهذه القضية لعدم كفاية الادلة المؤدية للاعدام ، رغم انه جزء من النظام المجرم وحلقة اساسية فيه ، والاعدام العقوبة الامثل لمن ازهق ارواح المائة والاربعين عراقيا بغض النظر عن موقعه او مستواه في منظومة الاجرام التي حكمت العراق لعقود من الزمن ، ان الاحكام اليوم ان هي الا رسالة لكل الخائفين المترددين وحتى بعض المتمردين لكي يراجعوا انفسهم للعودة الى جادة الصواب ففي الافق مازال لهم ضوء.