| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

 

 

 

 

الأربعاء 4 /1/ 2006

 

 

 

تساؤلات حول عمل لجنة الامم المتحدة

 

تحسين المنذري

وصلت ام ستصل لجنة الامم المتحدة لتقصي الحقائق حول الانتخابات العراقية ،ربما الموعد غير مهم ،لكن الاهم هو كيف ستعمل هذه اللجنة ؟ كيف ستتقصى الحقائق ؟ كما اتصور فأنها ستأخذ عينات من صناديق الاقتراع خاصة المشكوك بأمرها ، تعد البطاقات الانتخابية ، الصحيحة منها والخطأ ، تقارنها مع سجل الناخبين وستظهر النتيجة مطابقة ، ثم تعد اصوات كل قائمة وايضا ستكون النتيجة مطابقة لنتائج المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، وان حدث اختلاف ما فأظنه سوف لا يكون مهما او موازيا للضجة التي اثيرت حول تزوير الانتخابات والانتهاكات التي رافقتها والتي كانت هي صلب المشكلة ، فكيف ستقتنع اللجنة بأن التجاوزات بدأت بتمزيق ملصقات القوائم المنافسة لقائمتي الحكومة وتطورت الى تهديدات ثم تنفيذ تلك التهديدات بقتل مرشحين ومناصرين لقوائم منافسة لقائمة الائتلاف العراقي الموحد ، دون اي تدخل من الاجهزة الامنية لحماية هؤلاء الضحايا بل ان تلك الاجهزة ساعدت الجناة ان لم يكونوا هم الجناة انفسهم او بعضا من منتسبيهم ، ودون حتى ادنى ادانة من قبل احزاب الحكومة او حتى موقف استنكار . ولا اشارة او توجيه للاجهزة الحكومية لحماية المرشحين والمناصرين كمواطنين عراقيين ومن واجب الاجهزة الامنية حمايتهم . هل ستقتنع اللجنة ان مرشحي ومناصري قائمتي الائتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني لم يصبهم اي اذى ولم يجرأ احد على المساس حتى بشعرة من جلودهم ولم يكن ذلك صدفة ؟كيف ستفهم لجنة تقصي الحقائق ان المظاهرات التي انطلقت يوم 14|12 ضد قناة الجزيرة ما كانت كذلك الا ظاهريا وحقيقتها كانت لترويع المرشحين والناخبين على حد سواء ، والا ما معنى حرق مقري الحزب الشيوعي العراقي وحركة الوفاق في الناصرية من قبل هؤلاء المتظاهرين بدعم ومشاركة الاجهزة الامنية في المحافظة ، وكذلك الهتافات التي رددها المتظاهرون ضد مرشحين من قوائم اخرى غير قائمة الائتلاف العراقي الموحد ، وكانت ايضا خرقا للصمت الاعلامي لم تُحاسب عليه قائمة الائتلاف العراقي الموحد . كيف ستعرف اللجنة ان موظفي مفوضية الانتخابات في المراكز الانتخابية كانوا في الاغلب الاعم اعضاء في او مناصرين لاحزاب القوائم الكبيرة التي فازت وبعلم المفوضية ولم يكونوا محايدين بعملهم ؟ وكيف ستعرف اللجنة ان شخصا واحدا كان يستطيع ان يصوت بدل عشرة افراد من اسرته دون ان يحضروا للمركز الانتخابي ؟ وكيف ستعرف ان افرادا يعدون بالمئات ان لم يكن بالالاف صوتوا لاكثر من مرة في نفس المركز او في مراكز اخرى بأسماء اشخاص غير موجودين اصلا او متوفين ؟ وكيف ستعرف ان انصار قائمتي التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد لم يلتزموا يالصمت الاعلامي حتى في يوم الانتخابات ، بل وقفوا امام المراكز الانتخابية يهتفون ويطبلون لقوائمهم دون ان يردعهم احد ؟ وكيف ستعلم اللجنة ان القران الكريم ورموز دينية اخرى استخدمت لترويع الناخبين واجبارهم على التصويت لقائمة الائتلاف العراقي الموحد قبل وفي يوم الانتخابات ؟ وكيف ستعرف اللجنة ان سيارات حكومية وافراد من الشرطة وقوات الامن ساهموا وبملابسهم الرسمية بلصق اعلانات قائمة الائتلاف العراقي الموحد ومزقوا ملصقات القوائم الاخرى ؟ وكيف وكيف وكيف لعشرات الاسئلة التي تشير الى انواع خروقات لم تخطر ببال احد .

ان استطاعت اللجنة الوصول الى تلك الحقائق فأعتقد ان قرارها سيكون صائبا وما عدا ذلك فلا.