| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

Tahsin515@hotmail.com

 

 


 

الثلاثاء 31/3/ 2009



ياحزبي يا ماي النبع

تحسين المنذري

كان غضا حينما وعى إن للوطن رجالا يتقدمون الصفوفَ ويقولون مالم يقله غيرهُم ، يفتدون الشعبَ بكل غالٍ ، ولا يتوانون عن التضحيةِ بالنفس ، إنهم يحبون شعبهم
" حبينا الشعب والشعب حب ربعه "
وما أن تصلّب عوده قليلا حتى صار يبحث عن مكانٍ لنفسِهِ بين تلك الصفوف ، عرف إنه صار رجلا ولا بد أن يكون مع من أحب وعرف ،فأنتظم بخلية ، يسير اذا سار رفاقه ولا يتوقف الا لحماية مؤخرة القلعة
" مشينا الخلايا والخلايا لو مشت قلعة "
صار الوطن هو القلب ، به ومنه يعيش ، ترتفع الاصوات ومعها صوته ، وفي الحزب يغضب ومن أجله تنتفخ عروقه ويحمروجهه ، لم يعرف للتعب معنىً ، ولم تكن الراحة إلا جلسة سمر مع من أحب ، إنهم رفاق الدرب ، جهدهم وعرقهم هو النبع الصافي الذي منه يرتشف سكرات الحياة ، صار الحزب نبض الحياة ، مع رفاقه يردد اناشيده ، ولطالما أحب
" ياحزبي ياماي النبع "
وتشتد الحياة قسوة ، ويعتصر القلب ألما على من غادر ولم يعد ، وتزداد الدنيا ظلمة ، وتضيق الدروب ، وتحتبس الانفاس ، وغصة في النفس ، حتى اذا ارتمى في حضن أُمه ، سمعها تقول :
" يا إبني إبن الجلب يرضع من حليبي ...."
ينهض مستفزا، يضع يده على فمها ، ويتوسل اليها ألا تكمل ، فهو يعرف ماتريد،
يستعيد أنفاسه ، ويقسم ألا يهادن ، يلملم ماتبقى من الروح ،يشد نفسه لنفسه ، يضمد جراحه ، ويعصف في وجوه الجلادين :
" كل الليالي السود مانكضتنه"
يقطع الليل الطويل لوحده ، لايمل الانتظار ، يسترق السمع ، لايعرف للسكينة طعما ، يقسو على نفسه ، وعينه ترنو نحو الشمس ، لابد للاشراق من موعد ، كثيرا ماردد مع نفسه ، وهاهو البرق يغشي عينيه ، ويشعر بالدفء في أوصاله ، يركض لاتثنيه ريح ، ولا تصده عاصفة ، يحتضن من عاد ومن بقى ، والدمع مدرارا ، والقلب خفاقا ، والروح عطشى ، ويفهم الان كيف ترتوي ، فيعرف لاول مرة معنى :
" ياحزبي ياماي النبع "



 

free web counter