| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

Tahsin515@hotmail.com

 

 


 

الثلاثاء 29/1/ 2008



الميليشيا القادمة

تحسين المنذري

ابتلى العراق بالميليشيات المسلحة منذ عقود تتجاوز الاربعة ، فمع سرقة ثورة 14تموز ومجئ البعث الى سدة الحكم ظهرت اولى الميليشيات في زمن العراق الحديث وكانت تسمى انئذٍ (الحرس القومي) تلك الميليشيا التي عاثت في الارض فسادا وقتلت ودمرت وتبرأ منها في الاخر حتى من تبناها في اولها ومع مجئ البعث ثانية الى سدة الحكم في عام 1968 بدأت موجة اخرى من الميليشيات ، فكانت منظمات حزب البعث ليس اكثر من ميليشيات مسلحة ترهب وترعب الناس ، وتطورت الى اخرى هي الجيش الشعبي الذي تم تسليحه وتدريبه باشراف مباشر وبدعم وتمويل السلطة السياسية الحاكمة انذاك ، الى جانب ميليشيا غير رسمية ولم يعلن عن تشكيلها او حلها كانت تسمى بـ(منظمة حنين) تلك الميليشيا التي نفذت عمليات اغتيال وتغييب لكثير من معارضي صدام سواءا داخل البعث نفسه او خارجه وهي في الاخر مهدت الطريق لكي يكون الطاغية المقبور صدام المسؤول الاول في الحكم والبعث والذي رعى وانشأ خلال فترة حكمه الكثير من الميليشيات بل وحول مؤسسات حكومية الى ميليشيات فكانت مديرية الامن العامة ميليشيا ومديرية الاستخبارات العسكرية ميليشيا وطور عمل ميليشيا منظمات البعث من حيث التدريب والتسليح والدعم المالي وانشأ ميليشيات اخرى مثل جيش القدس وفدائيي صدام ومديرية الامن العسكري ودوائر الامن الخاص ومديرية المخابرات العامة والتي عملت كلها بنظام الميليشيا ونفذت جرائمها بطرق الميليشيات ، فخطفت وسرقت وقتلت وغيبت تماما كما تفعل اي ميليشيا اخرى ، الا انها كانت حكومية رسمية واضحة الدعم والتمويل والتوجه ، حتى سقط النظام بتلك الطريقة المشينة وانحلت الدولة العراقية في ظل سلطة احتلال تعمدت الفوضى واباحت العنف وتحت اعين قادة الاحتلال نمت ميليشيات جديدة فكانت ميليشيا القاعدة بكل تفرعاتها وتسمياتها وثم جاءت ميليشيات منظمة بدر وجيش المهدي والفضيلة والرذيلة وعصابة البطة و(بقيت) الله وجند السماء وانصار المهدي وربما غيرها الكثير ، الى ان اعلن عن تشكيل ميليشيا جديدة برعاية المحتل ورغم انف الحكومة تلك هي من سميت بالصحوات العشائرية والتي مازالت تنمو وتتطور وتفرض نفسها سياسيا وامنيا على الجميع وعلى عينك ياتاجر . مع كل هذا السيل الجارف من الميليشيات كان ومازال الفساد الاداري والمالي المدعوم منها والداعم ماليا وتسليحيا لها ينمو ويتطور ويعشعش في كل مرافق الدولة العراقية والمالية منها بشكل خاص ، والذي استند على تلك الميليشيات في تنفيذ سلسلة من الجرائم طالت بعض موظفي هيئة النزاهة وبعض الموظفين الكبار ممن كان يشكل عائقا بوجه نمو رموز الفساد ، وقد يكون هؤلاء الرموز قد امتلكوا ميليشيا خاصه بهم هي من نفذت تلك الجرائم وهي من احرقت وزارة النفط عندما استبعد عنها ممثل ميليشيا الفضيلة وهي من تقوم الان بسلسلة الحرائق في بعض دوائر الدولة العراقية واخرها المبنى المحصن للبنك المركزي العراقي وربما سوف لن تكتفي بهذا فقد تتطور الى ميليشيا قتل علنية كما فعلت سابقاتها من الميليشيات والقادم اعظم . والعراق مرشح لنوع اخر من الميليشيات والتي قد تكون الان موجودة لكنها غير ظاهرة للعيان بعد تلك هي ميليشيا تجار توريد وترويج المخدرات التي انتشرت بفضل الاحتلال المقيت وما نتج عنه من ظواهر ربما يصعب تعدادها في مقال مثل هذا ليس اقلها ما تقوم به الجارة (المسلمة) ايران من دور قذر في الوضع العراقي اليوم .
ان العراق سيبقى مرشحا الى مزيد من الدمار والخراب والقتل مادام القائمون على امره لا يملكون مشروعا وطنيا بل اهدافا ومشاريعا طائفية ـ اثنية لانهم من وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب ، فمتى نصحا لهؤلاء ومتى يلفظهم العراق خارجا ؟؟

 


 

Counters