| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

Tahsin515@hotmail.com

 

 


 

                                                                                      الثلاثاء 25/12/ 2012

 

هل ما زال الاصلاح ممكنا ً؟

تحسين المنذري

والسؤال هنا يدور حول واقع العملية السياسية في العراق ، فبعد ما يقرب العشر سنوات من إنطلاقها وتعثرها وخيباتها وإنحدارها ، يغدو من الواجب على كل القوى التي أسست أو التي إلتحقت فيما بعد ،مَن كان منها في الحكم أوخارجه، أن تراجع كل الذي حدث بروح من النقدية المسؤولة ومراجعة الذات قبل أي شئ آخر ، فالوقوف أمام الحقيقة أمر ممكن ، حتى وإن ترك مرارات كبيرة في النفس ، سيما وإن الوضع لا يهم فرد أو كتلة بعينها بقدر ماهو مصير شعب مكتوٍ منذ عقود ووطن آيل للتقسيم .

فإن كانت البداية متعثرة ،مزدوجة المسار ، تقسيمات طائفية ـ أثنية مع محاولات بناء ركائز للديمقراطية ، فإن ما آلت اليه الامور اليوم  هو تعمق نظام المحاصصة على حساب الديمقراطية ، فالدستور رغم كل ما حمله من هنّـات تم إعتباره أساسا صالحا للتغير على أن يتغير مع المستجدات، صار الان مركونا على جنب ، وتجاوزه أسهل من تناول كأس عصير ، وبات الموت  شبحا يلاحق الجميع بلا إستثناء ، والحريات العامة والشخصية والتي كانت أملا مرتجى صار إنتهاكها سلعة ـ رغم فسادها ـ يتباهى البعض بترويجها ، وساد الفساد الموقف في كل حيثياته ، ولم تعد للدولة تلك الهيبة المنشودة ، وتطاول دور الفرد على دور المؤسسة ، وتراجع كل شئ ، خدمات صحية ، تعليم ، مرور ، كهرباء ، ماء، تنظيم شوارع ، مستوى معيشي ، ... والقائمة تطول . إلا إن الانكى من كل هذا وذاك عدم إعتراف القائمين على ولاية الامر بكل هذا الخراب ويتحدثون بصوت عال ٍ عن إنجازات لم ير منها المرء سوى الخيال ، مما يعني ببساطة شديدة إن لاقيمة للشعب في حساباتهم ، وإن الامر الأهم عندهم هو إستمرار تربعهم على كراسي الحكم وليذهب الآخرون الى الجحيم ، وهنا مقتل الوليد ، فهل ممكن إصلاح هؤلاء أو نظاما أتاح لهم كل هذه العنجهية وهذا التدهور المريع في حياة الناس ؟ سيكون الجواب سهلا بالتأكيد ، لكن الاهم هو متى وكيف ؟ الوقت الان قد حان ولا مجال للتأخير أو التروي ، والشعب ذو المصلحة الحقيقية في التغيير وهو صاحب الصوت الاقوى بحاجة لكي يقول كلمته ، بحاجة قبل هذا الى أن يعي مصلحته الحقيقية وأن يرى مع النور طريق الخلاص ، وأن تقول القوى الديمقراطية الممثل الحقيقي لمصالح الشعب والوطن كلمتها الفصل وترفع شعار التغيير من أجل الافضل ، لغد تنعم فيه الطفولة بالامان وإنسان لا يلاحقه شبح الموت ولقمة عيش بكرامة ووطن كنا ومازلنا نحلم بدفئه وربيعه .

free web counter