| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

 

 

 

 

الجمعة 25 /5/ 2007

 

 


لبننة العراق ام عرقنة لبنان


تحسين المنذري

والامر يبدو سيان ما دام المستهدف هو الانسان
بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 برز مصطلح لبننة العراق للاستدلال على التقسيم الطائفي للمناصب وسرى الى ابعد من ذلك ببوادر النزاعات الطائفية ، الا ان الحرب في العراق لم ترتقِ بعد الى مصاف الحرب الاهلية كما حدث في لبنان ولم تكن باقل منها سعيرا او في الخسائر فقد تشابكت عوامل دولية واقليمية لتنفذ حربا وقودها وضحاياها مجاميع وافراد من الشعب العراقي وبذلك تبلور نوع جديد من الحروب يتمثل بقيامها على اراضي الغير وينال الخسارة شعب لا ناقة له فيها ولا جمل ( ربما تكون الحرب التي شنها المقبور صدام على ايران بدايات بروز لمثل هكذا حروب ) وكذا الحال ما هو يحدث في العراق الان . فمن الاهداف الهامة لحرب العولمة الاميركية المتمثلة باحتلال العراق هو اخافة قوى اقليمية ومحاولة اخضاع من لم يتوافق مع التوجهات الاميركية اصلا او زيادة خنوع الخاضع منها ... الا ان الذي حدث هو ان تلك الانظمة استثمرت الوجود الاميركي في العراق لتقارع من اجل البقاء لاطول فترة ممكنة ، وسواء كان ذلك مأزقا اميركيا ام امرا محسوبا ومخططا له ، فان الولايات المتحدة الاميركية مستمرة في شحذ اسلحتها في العراق والمضي في الحرب الى نهاية ربما لا تعلم هي موعدها تحديدا ... وجاءت احداث لبنان في تموز العام المنصرم لتسير في نفس اتجاه ما يجري في العراق فمثلما وجدت ايران في الارض العراقية من ينفذ سياستها ويعمل محاربا لحسابها ، وجدته في لبنان ايضا لا يقل حماسة عن نظيره العراقي ومدعوما من ( النظام السوري ) حليف ايران الدائم مقابل اسرائيل الحليف الستراتيجي لاميركا ، وتضاربت التحليلات حينها ما بين اعتبار ما جرى جزء من الحرب التحررية او هو تنفيذ لاجندات اجنبية على الارض اللبنانية الى ان صرح السيد رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الايراني بعد توقف القتال بشهرين تقريبا حيث قال " ان ما حدث في جنوب لبنان مؤخرا سيجعل اميركا تعيد النظر بحساباتها الف مرة قبل ان تقدم على توجيه ضربة استباقية لايران " ليحسم امر الحرب على انها تنفيذ لاجندات اجنبية على الارض اللبنانية . وان لم تنجح حرب تموز 2006 في شق الصف اللبناني او انتقاله الى المواجهة المسلحة وذلك لاشتراك قوى غير طائفية في الدفاع عن ارض لبنان فان ما لحقه من تحركات سياسية ومواقف متأزمة بدأت معها نذر التجزئة حتى برزت اخيرا منظمة ( فتح الاسلام ) احدى اذرع منظمة القاعدة الارهابية لتعلن بداية الحرب في لبنان على الطريقة العراقية وهو ما سمحت لنفسي بتسميته ( عرقنة لبنان ) ورغم كل محاولات التهدئة، الا ان المتاريس قد نصبت والاسلحة قد شحذت استعدادا لحرب الاجندات الاجنبية في لبنان.
من المعروف ان تنظيم القاعدة الارهابي نشأ برعاية ومباركة اميركية ، وما ان انقلبت عليه الادارة الاميركية نتيجة لتبدل سياساتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية وحسم دخول الرأسمال الاميركي لمرحلة العولمة منفردا حتى وجد تنظيم القاعدة مصادر تمويل اخرى من جهات عدة واعلن عداءه الدموي الصريح لاميركا ومصالحها في اي مكان وجدت ، اي بمعنى انه اينما حل هذا التنظيم وجدت مصالح لجهات اجنبية في ارض وجوده ، ولما كان الوضع في لبنان منقسما على نفسه اصلا ما بين ولاء رئيس الجمهورية وكتل سياسية اخرى الى نظام الحكم في سوريا ، وولاء رئيس الوزراء وكتل اخرى الى الغرب ، وحزب الله ذو التسليح القوي يعلن صراحة ولاءه الى ايران وسوريا في ان واحد....... اي ان الارضية مهيأة في الاساس لصراع الاجندات الاجنبية فلم يكن دخول تنظيم القاعدة الا لزيادة اللهيب استعارا .
انه كما يبدو الشرق الاوسط الجديد الذي بشرت به ادارة بوش الابن ، وانها الخرائط السرية للمنطقة التي لم تكشف عنها الادارات الاميركية ، مزيدا من التقسيم والتجزأة عن طريق الحروب الداخلية تحت يافطات الطائفية والمحاصصات الاثنية ، لتدمير الانسان وسحق قواه الوطنية . ولعل في جعبة الادارت الاميركية الكثير .. الكثير ... فالسودان مرشحة ايضا مثلما هي الصومال تنوء تحت حرب الاجندات الاقليمية وربما ستطول القائمة مادامت السيادة لعولمة الرأسمال الاميركي .