| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

Tahsin515@hotmail.com

 

 


 

                                                                                      الأثنين  22 / 7 / 2013

 

الربيع العربي بعد 30 يونيو (الجزء الخامس)

تحسين المنذري

هموم الوطن العراقي
الربيع العربي ليس بلدانا بعينها ، إنه موجه ثورية لامست الذات الانسانية ليس في البلدان العربية فحسب بل إمتدت إقليميا وعالميا ، لذا فالحديث عنه او دراسته لاتشمل مساحة جغرافية محددة ، وليس عيبا أن نتمثل نحن العراقيين بدروسه ، فقبلنا شعوب ونحن أيضا تعلمنا من الثورة الفرنسية وسادت قيمها في الحرية والمساوة والعدالة الى اليوم ، وتعلمنا الى جانب شعوب أخرى من ثورة أكتوبر الاشتراكية ، وكانت تجربتها محط إهتمام شعوب العالم أجمع ، واليوم تستفيد الشعوب من تجربة الربيع العربي ، حينما إنتفضت الشعوب العزلاء ضد أنظمتها المدججة بالاجهزة القمعية والامكانيات الاقتصادية الكبيرة ،والدعم الدولي غير المحدود ، مواجهة كانت تبدو غير متكافئة للوهلة الاولى ، لكن التجربة أثبتت الشعار الذي رددته الجماهير " إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر " ، فكانت إستجابة القدر حتمية وأسقطت تلك الانظمة المتهرأة ، ورغم الانتكاسة التي أصابت ثورات الربيع العربي ، إلا إن التجربة تقول إن إرادة الشعوب لاتقهر وإن أنتكست مؤقتا ،والتطلع نحو الحرية باق ٍ ، وحكم الاسلام السياسي أثبتت التجربة فشله ، ونحن في العراق أجدر من نقول ذلك ، فتجربتنا هي الاطول عمرا قياسا بتجارب شعوب الربيع العربي ، وحالنا هو الاسوأ ، ومعاناتنا هي الاكبر ، ولاعيب في تحملنا كل ذلك فلنا خصوصيتنا التي نتفرد بها من إرث وواقع وأحزاب سياسية وجيران ومكونات وغير ذلك ، ورغم كل هذا وذاك فهل علينا أن نستكين ؟ بالتأكيد لا ، والتجربة تقول إن كل ثورات العالم هي عبارة عن صراع يتطور الى إنتصار قوى الثورة وإنقضاضها على سلطة المستبدين مهما كان لونهم ، والصراع في العراق قائم ويتجلى بأشكال عدة ، فإضرابات العمال في مصانع ومناطق عدة منذ سنوات ، وتظاهرات المتقاعدين ، والاحتجاجات المطالبة بالخدمات كالكهرباء وغيرها ، والاحتجاجات ضد التهميش والاقصاء ، والمطالبات بتطبيق العدالة القانونية بحق الموقوفين ، ومظاهرات شباط 2011 وماتلاها من حراكات ، والتحركات الجماهيرية التي حدثت وتحدث مثل لاتسرق صوتي ، والمطالبة بإلغاء تقاعد البرلمانيين ،وحملة أنا عراقي أنا أقرأ في مواجهة سياسة التجهيل التي تنتهجها قوى الاسلام السياسيى بشتى منابعه ،بل وحتى إطلاق النكتة والتذمر الفردي تعتبر من مظاهرالتناقض مع السلطة الحاكمة ، وكذا الحال مع الاعلام المناهض لمشروع المحاصصة وما يقدمه مقابل إعلام يطبل للسلطة ويكرس مشاريعها ، والرفض الكبير من لدن المثقفين وعامة الناس لمحاولات التضييق على الحريات العامة والاعتداءات التي تمارسها السلطة بإسم ميليشيات أو مجالس محافظات أو عشائر ووجهاء ، كل هذا وغيره هو الصراع بعينه ، فمالمطلوب لتطويره ؟
إن تجربة مصر في تطوير صراع القوى المناهضة لمشروع الدولة الدينية ضد حكم الاخوان ، تجربة تستحق الدراسة بتمعن ( ليست هذا المقال حتما) لما تحمله من متشابهات كثيرة مع التجربة العراقية رغم تفرد تجربتنا بتمزيق صفوف الشعب بهويات فرعية على حساب الهوية الوطنية ،إلا إن استخلاص الدروس ولو بشكل سريع قد يكون مفيدا في التخطيط للنهوض بالصراع المجتمعي لحد القيام بثورة تسقط نظام الاسلام السياسي المحاصصي ، ولعل في مقدمة تلك الدروس هو توحيد جهد كل القوى المناهضة لمشروع الدولة الدينية مهما كانت توجهاتها الفكرية أو السياسية ، المهم إشتراكها جميعا بهدف إقامة دولة مدنية ديمقراطية وتحديد مغزى هذا الجهد فقط بإسقاط مشروع الدولة الدينية ووضع أسس راسخة للديمقراطية ومن ثم القيام بأعمال مخططة هدفها تصعيد الصراع مع قوى السلطة والاعلان صراحة عن رفض مشروع الدولة الدينينة والقيام بحملات فضح لكل ممارسات السلطة وكتلها ورموزها من فساد إداري وعدم كفاءة وغير ذلك ، لكن قبل هذا وذاك نحن بحاجة الى قيادات جماهيرية جريئة تطرح توجهاتها دون مواربة أو مجاملة لاي حزب او جهة تتناقض مع مشروع الدولة المدنية ، وغختيار لغة سهلة لمخاطبة الجماهير مع تطوير وسائط الاتصال بالناس وتحفيزهم للتعبير عن رفضهم للسلطة الحالية وكل توجهاتها ،وعدم الاستكانمة أو الجنوح نحو التفاوض مع السلطة مهما كانت وعودها فقد إكتفى المواطن من كثرة الوعود الكاذبة وزيف الكلمات المدافة بالعسل والتي تدغدغ المشاعر الطائفية والدينية عموما ، إن كل هذه اللمارسات لابد أن تقترن ببرنامج وطني واضح لايقبل التأويل والتغيير أو التلون بما يخدم مصالح جهة أو قوة سياسية بعينها ، فالجماهير قد ملت وتعبت وتحتاج الى منقذ فلم يعد في القوس منزع .

 

 

free web counter