| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

Tahsin515@hotmail.com

 

 


 

                                                                                      الخميس 20 / 6 / 2013

 

رهانات القادة

تحسين المنذري

التعويل على القادة السياسيين في حل الاشكاليات العالقة وعلى أي مستوى ،يبدو إنه إرثا عربيا بإمتياز ، وبالتأكيد فإن لذلك إمتدادا تأريخيا ـ مجتمعيا يرتبط بعدة موروثات بدءا من النظام البطرياركي الذي ساد علاقات الانتاج  وتمظهر لاحقا بنظام الاقتصاد الريعي ومرورا بترسخ عقلية النظام العشائري في الذهنية الفردية والجمعية ودور الوجيه الاجتماعي ولعل غير ذلك الكثير ، مما يعطي للسياسي المتنفذ دور الصدارة في التصدي أو الادعاء بالتصدي لحل مايعتري حياة المواطن من إشكاليات ، وفي حقبة ما بعد نشوء الدول العربية أثبتت التجربة ، أو هكذا كان حظ شعوبنا ، إن الساسة المتنفذين كانوا دائما على  الضفة الاخرى بعيدا عن هموم المواطن ومشاكله ، ماعدا بعض الاستثناءات القليلة هنا وهناك . لكن في المقابل كان هناك مكسب مع كل تحرك جماهيري  يتصدى لمحاولة تكبيل وطن بإتفاقية ما ، او للمطالبة بحق مهدور ، أو لتطوير خدمة بعينها ، وهناك الكثير من الشواهد التي تثبت ذلك . وفي حالات كثيرة كان صوت المواطن مدويا فعالا حتى في غسقاط بعض الحكو مات والرموز الدكتاتورية ،وتجارب الربيع اعادت لأصوات الشعوب هيبتها ، رغم النتائج التي آلت اليها تلك الحراكات الشعبية بتصدي قوى أشد تخلفا من سابقتها والذي يعتبر إنحرافا في مسار التحرر الوطني قد تستطيع الشعوب نفسها تصحيحه . وفي التجربة العراقية تاريخيا وحاليا ، تثبت التجربة أن صوت المواطن كان له أبلغ الاثر في تحقيق بعض المكاسب ، وكلما كان الحراك الشعبي منظما وبأهداف واضحة وبتوجيه سليم ، كلما كان تأثيره أكبر . وفي ظل الاوضاع المأساوية التي يعيشها وطننا العراق اليوم فلا بديل عن اللجوء الى الشعب في أي محاولة تصحيحية كانت أم تغييرية ، وقد أجبرت الحراكات الشعبية التي حصلت في السنوات الاخيرة ،الساسة المتنفذين على التراجع هنا أو هناك وتحقيق بعض من المكاسب التي ينادي بها الناس ، وفي نفس الوقت فإن تجربة العراق الحديثة تثبت إن كل خلاف بين الساسة المتنفذين به منفعة شخصية لهم ، وكل تصالح بينهم يحمل زيادة في رقعة النفوذ ، وكل لقاء ينجم عنه إضافة لارصدتهم المالية ،وكأنهم يحملون المناشير في كل فعل يأكلون في الذهاب ويقصون في العودة لكن بجميع الاحوال فإن مصالحهم ونموها  الاهم من كل مطاليب الناس وحاجاتهم ، وفي كل حراكات القادة يدفع المواطن ثمنا باهضا ، دما أو حرية  أو زمنا مهدور. ولهذا فإن أي تعويل ـ كما تشير التجربة المرة في العشر العجاف التي مضت ـ على ما يقدمه هؤلاء الطارئين على البلد المكتوي ، يعتبر رهان خاسر ، ذلك إن للقادة السياسيين رهانات اخرى غير تلك التي ننتظرها نحن من إكتوينا بحكمهم .

 

 

free web counter