| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

 

 

 

 

الأثنين 1 /1/ 2007

 

 

أُعدِمَ صدام !! .... وبعد ؟

 

تحسين المنذري

اعدم طاغية العصر وسُلِّمَ جثمانه لذويه ، ذلك ما لم يفعله هو مع ضحاياه
اعدم المجرم واحتفى به اهله ومريدوه ، وذلك ما كان يمنعه هو عن ذوي ضحاياه
اعدم صدام وأُعلن عن نهايته ، في حين لم يفعل ذلك هو عندما كان يغتيال ضحاياه
اعدم الدكتاتور بعد وضوح جرائمه ومحاكمته علنا وعرف هو نهاية حياته قبل اعلان القضاء لرأيه ، لكن لم يمتلك احدا حتى ولا دليل واحد على جرم ضحايا صدام
اعدم ولم يستوفَ من ذويه ثمن قتله كما كان يفعل هو
اعدامه كان امنية قضى خيرة اهلنا حسرة على رؤيته ، وباعدامه قال القضاء حكمه في الدكتاتورية وهمجيتها ووضع احدى اهم لبنات بناء الديمقراطية ، لكن ماذا بعد ؟ مالذي سيتغير في الحال الذي يزداد سوءا يوما بعد اخر ؟ وهل ستكون نهاية حياته بداية لشئ حسن ونهاية لاخر سئ؟ كلها وغيرها اسئلة لابد ان يجاب عليها من قبل ذوي الامر والقائمين على شؤون دنيانا ومدعي قيمومتهم على ديننا .
ان اعدام طاغية العصر على اهميته وكونه مؤشرا على جدية السلطات الحاكمة في العراق على ملاحقة المجرمين الا انه ليس خاتمة المطاف وليس هو الهدف الاخير المنشود ، صحيح ان كل المجرمين الذين كانوا يقتدون به ويسيرون على دربه سواءا من رموز نظامه او من امراء القتل الجدد قد فقدوا باعدامه نموذجهم ورمزهم الحي الا ان ذلك غير كاف بالمرة للسكوت على جرائمهم او محاولة التخفيف من وقعها بحجة القضاء على رأس الافعى ، فلابد من خطوات لاحقة تؤكد عزم السلطات في المسير بنفس النهج الذي حاكمت به صدام واعدمته وتجاوز الاخطاء والهنات التي رافقت تلك العملية الشائكة بالتاكيد ، اي لابد من اظهار الحقيقة كاملة امام الرأي العام المحلي والدولي لكي لا يظهر من يدافع عن جرائم الاخرين كما ظهر من يدافع عن جرائم صدام وحكمه ، وهنا يلعب القضاء المستقل بالضرورة الدور الاكبر في العملية مع مراعاة عملية الحسم السريع لكل القضايا المعلقة الى الان ، ومن الاهمية بمكان ان تدار العملية السياسية في العراق من قبل المتصدين لها بقدر اكبر من الحكمة في معالجة الاختناقات الحاصلة في الوضع السياسي وكشف المستور من التوجهات الطائفية التي تدار بها القوائم السياسية الرئيسية ومن لم يجرأ على النهوض بهدذا الدور الهام والخطير الان وان كان مخلصا لوطنه ولعمله فعليه كما اتصور التنحي مبكرا لكي لا تنحيه عدالة القانون لاحقا ، وان توفرت النيات في السير بعمل صحيح بناء سياسيا فمن الضروري ان يرافق العمل السياسي هذا اعمال اخرى على مختلف الاصعدة وفي مقدمتها وضع خطط وبرامج للقضاء على العنف المنظم وتوفير اقصى درجات الامان والاستقرار النفسي للمواطن العراقي متزامنا ذلك مع البدء بجدية في اعادة تدوير عجلة الاقتصاد بتشغيل واعادة تشغيل مؤسسات البنى التحتية للاقتصاد الوطني واعتماد التكنولوجيا والعلوم الحديثة في تسيير دفة الاقتصاد ، والاهتمام بملاحقة الفساد الاداري والمالي صنو الارهاب في تأخير التقدم المنشود والازدهار المنتظر مع مراعاة توفير الخدمات الضرورية للمواطنين من كهرباء ووقود وماء صالح للشرب وغيرها مما يفتقده الانسان العراقي الان ، ولكن مع كل هذا وذاك فلابد من الشروع فورا بحل المليشيات المسلحة مهما كان لونها وانتماءها وحصر استخدام السلاح بايدي القوات المسلحة الحكومية المسؤولة اولا واخيرا عن امن المواطن والاقتصاد الوطني ، على ان يعاد بناء القوات المسلحة على اساس وطني وليس حزبي او طائفي او مناطقي او اي تسمية تقسيمية اخرى ،ومن المهم جدا ان يصار الى رفع كل التشريعات الدستورية وغيرها والتي تكرس المحاصصة الطائفية والاقليمية في تسيير عجلة الحكم . ان خطوات هامة وجدية كبيرة تنتظر المرحلة اللاحقة لاعدام الطاغية لكي يتحسس العراقي ايا كان عرقه او دينه انه في وطن يأويه ولا يلفظه خارج حدوده بحثا عن شئ ما ربما يكون وطنا اخر او امان مفقود او اي شئ يستطيع من خلاله الانسان ان يبدع ويقدم ، ولعل من اول الاولويات التي تواجه الحكومة الحالية هي عملية تطهير نفسها من العناصر المدعومة من قبل المليشيات والتي تقدم في ذات الوقت الدعم للمليشيات المسلحة ميليشيات القتل والخراب والدمار.