| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

Tahsin515@hotmail.com

 

 


 

الخميس18/3/ 2010



انتخابات الخارج لم تضمن سرية الناخب !

تحسين المنذري

يبدو إن إنتخابات الخارج كانت غير مرغوب فيها من قبل القوى المتنفذة التي سنّت قانون الانتخابات ، لذلك فقد وضعت عراقيل عدة في التنفيذ ، كانت في مجملها أكبر من طاقة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، فالوثائق التي أرادت المفوضية العليا للانتخابات توفرها عند الناخب العراقي لكي يثبت عراقيته ، لم يكن توفرها عند الجميع أمرا سهلا ومن ثم كان التصويت إجبارا لمحافظة بعينها وفق وثائق من الصعب توفرها عند عراقيين تركوا وطنهم مجبرين قبل مايزيد عن العقود الثلاثة، بل وإن بعضها سحبت عنوة من قبل السلطات الدكتاتورية من العراقيين المهجرين ، كانت حجر عثرة حقيقية بطريق التصويت ، وباءت كل المحاولات من أجل أن يختار الناخب العراقي في الخارج المحافظة التي يصوت لها بالفشل مع تعنت المفوضية في تعليماتها وأوامرها القسرية ،وأيضا كانت الاوامر المتبدلة بسرعة فائقة عن الوثائق التي تعتمد والتي لا ، عامل قلق نفسي عن الناخبين العراقيين . ومن جانب اخر فإن مراكز الاقتراع كانت قليلة وبعيدة عن سكن معظمهم والتي لم تراع ِ مكاتب المفوضية في الخارج توزيعها بصورة عادلة ، وعن قصد كما بدا للكثيرين ممن التقوا بممثلي المفوضية الذين لم يستطيعوا تقديم تبريرات مقنعة لأحد في إختيار الاماكن المحددة والتي لم تكن جميعها صالحة لاستقبال الاف العراقيين المتحمسين للادلاء بأصواتهم ، ومع هذا وذاك فقد تحدى عراقيو الخارج ( كما يحلو للبعض تسميتهم ) كل العراقيل وتوجهوا بالالاف بحثا عن الصبغة البنفسجية ، والتي كانت مطمحا حتى لاطفال بعمر الورد لطخوا بها أصابعهم وخرجوا من مراكز الاقتراع كأهلهم مزهوين بها . حتى جاء يوم العد والفرز لتكون الصدمة أكبر بإستبعاد الالاف من الاوراق التصويتية لاسباب مجهولة لم يستطع موظفو المفوضية من إقناع أي شخص بها ، فهل يصدق أحد إن تسعة الاف صوت في بريطانيا واكثر من ستة الاف في السويد كانت جميعها مكررة او إنها إعتمدت وثائق مستنسخة أو مزورة كما إدعى موظفو المفوضية ؟؟ فماذا كان عملهم في أيام الاقتراع إذن؟؟ إلا إن هذه الضارة كانت نافعة في كشف شئ أخر هو عدم سرية الناخب في إختياره للكيان الذي صوت له ، ذلك إن الاستبعاد كما ظهر جليا إعتمد على البيانات التي تُسجل عن الناخب في سجل الناخبين والتي كانت ترسل كل ثلاث ساعات تقريبا الى مركز المفوضية في أربيل ، حيث كان يسجل إسم الناخب الثلاثي والوثائق المعتمدة في التعريف بشخصيته والوثائق الساندة لذلك مع رقم المظروف الذي وضع فيه ورقة إقتراعه !! وهنا بيت القصيد ... فلماذا لم يعتمد أي مظروف في الانتخابات التي جرت للعراقيين المقيمين في أرض الوطن ؟ في حين جرى إعتماد ذلك للعراقيين المقيمين رغما عنهم في الخارج ؟ الم يكن الامر مبيتا أذن ؟ فقد كان على العراقي المقترع في الخارج أن يضع ورقته في مظروفين الاول خالٍ من كل شئ ويسمى المظروف السري والثاني يحمل رقم مركز الاقتراع ورقم خاص للمظروف يسجل الى جانب اسم الناخب في سجل الناخبين ، غي كان بإستطاعة أي شخص من موظفي المفوضية أن يستل أي مظروف لشخص بعينه ويعرف بحكم موقعه الوظيفي الجهة التي صوت لها ، وكان يكفي ايضا معرفة اسم المصوت من قبل مدخلي البيانات لكي يعرفوا لمن صوت ، ففي خارج الوطن الكل معروف الاتجاه بحكم السنين الطوال التي عاشها وساهم في نشاطات عدة لنصرة الوطن ، بل وإن بعضهم كتب قبيل الانتخابات مصرحا بالقائمة التي سيعطيها صوته ويكفي أن يرد خلف إسمه إسمين لابنائه لكي يعرف مُدخل البيانات إن هذه الاصوات الثلاثة لمن تذهب ، وهذا مايثير الريبة أكثر في عملية إستبعاد الاوراق التصويتية . ربما سيكون رد المفوضية إن تصويت الخارج هو التصويت المشروط والذي يفرض التدقيق في بيانات الناخبين من قبل أكثر من موظف وصولا الى عملية إدخال البيانات ، فألا يكفي تدقيق موظفي المفوضية في مراكز الاقتراع ؟ ام إنهم مشكوك بأمرهم أيضا ؟ ثم السؤال الاهم لماذا يكون تصويت العراقيين المقيمين في الخارج مشروطا ؟ لماذا عليهم إثبات عراقيتهم بأوراق أغلبها مهترئة بحكم الزمن وتقادمه؟

حينما كان العراقيون في الخارج يصولون ويجولون من أجل الوطن ، إعتصامات في الشوارع ومظاهرات ، ومذكرات لجهات برلمانية ودولية ، ولقاءات علنية مع وسائل الاعلام ، لم يكن احدٌ يسألهم عن الوثيقة التي يحملون ، حتى النظام الدكتاتوري المقبور كان يكتفي بإسم المعارض من دون حاجة لوثيقة تعريف لكي يلاحق مَن بقي مِن أهله في أرض العراق حيا ويزج به في سجونه أو تبقيه أجهزته مراقبا ملاحقا ، ولم يثن ِ كل ذلك العراقيين في الخارج من إداء واجبهم الوطني في نصرة أهلهم ووطنهم ، فلماذا عليهم الان أن يثبتوا إنهم عراقيين لكي ينصروا أهلهم ووطنهم عبر صناديق الاقتراع ؟
 

 

free web counter