| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

Tahsin515@hotmail.com

 

 


 

الأحد 16/1/ 2011



رسائل تونس الى بغداد ...... هل أ ُستلمت ؟

تحسين المنذري

أربعة أسابيع من التطورات الدراماتيكية ، وتصاعد المد الجماهيري المطالب بالتغيير ، أثمرت وبشكل تصاعدي عن إنهيار أهم رمز دكتاتوري هو زين العابدين بن علي وأهل بيته وحاشيته ، وهروب مخز ٍ يليق فقط بالمستبدين عشاق دماء الشعوب والتواري في الحفر والافلات من المواجهة المصيرية المحتومة .

لم يكن مفاجئا إندلاع الوضع في تونس لكل متابع لسياسات الرئيس بن علي ورهطه ، وكل ما في تونس من أوضاع إقتصادية وإجتماعية وسياسية ، وما آل اليه الوضع حاليا ، تشكل رسائلا لكل الانظمة الفاسدة والتي تتحكم برقاب شعوبها ، لكن في متابعة بسيطة لتشابه الوضع بين العراق وتونس يجد المرء الكثير من الرسائل التي لابد للسياسيين العراقيين المتنفذين في وضع العراق اليوم أن ينظروا لها بجدية ، لانها في الاخر قد تتكرر الصورة ولو بأشكال أخرى .

فهامش الحرية السياسية الذي حاولت القوى الحاكمة أن تصيغه بشكل منـّة تهبها للشعب لم يكن كافيا لانه يفتقد الى تكامل النهج الديمقراطي في إحترام أرادة الفرد والجماعات في التعبير بحرية متناهية وممارسة آمنة لكل ما يؤمن به هؤلاء ، ولعل الفساد الاداري والمالي الظاهرة الابرز في تشابه الوضعين العراقي والتونسي ، ونتائجه الكارثية في تعطيل حركة النمو الاقتصادي ، والتنمية البشرية ، وتربع مجموعة من المستفيدين المقرّبين من رموز النظام على مجمل المصالح الاقتصادية والتي تحولت الى مجرد إستثمارات تشل الاقتصاد التونسي والتي بدورها خلقت نسبة عالية من البطالة تزيد على الـ 14% من مجموع القادرين على العمل ،وإزدياد معدل الفقر ، مما يعني خلق أرضية خصبة للتذمر والتمرد على الواقع ، وصاحب كل ذلك إرتفاع في الاسعار يثقل كاهل المواطن الاعتيادي ذو الدخل المحدود ، بمقابل ثراء فاحش للمتنفذين في النظام وإمتيازات كبيرة لهم ولأبنائهم متمثلة في إمتلاك المشاريع الكبيرة والاقامة خارج تونس في بحبوحة الترف والثراء غير المشروع ، يرافق كل ذلك تغييب سياسي لإرادة الطبقات الكادحة ، وتحجيم لدورها في عمليات البناء والتغيير ، بل وصل الأمر لحد العسف والعنف وذلك ما تمثل في ممارسات النظام المنهار في مواجهة الانتفاضة الباسلة للمهمشين والمسحوقين بإستخدام السلاح في محاولة لقمع الانتفاضة والحفاظ على السلطة ومكاسبها . لعل كل ما ذ ُكرأعلاه وغيره صورا متقاربة في الوضعين العراقي والتونسي ، وهي في ذات الوقت رسائل تحذيرية لمن لايريد أن يتدارك الامر وينتبه الى ماتقود اليه ممارساته في مختلف المجالات .

إلا إن الرسالة الأهم التي أفرزتها أحداث تونس هي إرتكاز الدكتاتوريين وأجهزة الاعلام المشبوهة المساندة لهم الى التجربة العراقية وماجره السياسيون المتنفذون الان من مآسي بحق الشعب كذريعة للبقاء في الحكم . فهل يعي سياسييونا في العراق هذا ؟

 

 

free web counter