| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

 

 

 

 

الخميس 13 /7/ 2006

 

 

من يملك الحل؟

 

تحسين المنذري

ما عاد الدم العراقي يجري في الاوردة والشرايين البشرية ، ما عاد هناك قلب يضخه واجهزة تتلقفه ، لقد صارت الشوارع مجارِ للدم العراقي ، امست الحيطان لوحات مصبوغة بالدم ، صار الدم مسفوحا في كل مكان بدءأ من السجون والاقبية العلنية منها والسرية وصولا الى اعلى نجمة في السماء ، وصارت ادوات ضخه متنوعة تنوع وسائل الابادة البشرية بدءا من المسدس والبندقية مرورا بالمفخخات والاحزمة الناسفة والقنابل الموقوته والهاونات وليس انتهاءا بتصريحات الرؤوس المعممة او الحاسرة بل وحتى الخاوية من اي مبدأ او فكر الا القتل ولا شئ غير القتل حتى ولو للقتل، تسلية او ملهاة ، وصار صراخ الامهات الثكالى والاطفال اليتامى والشابات الارامل اعلى حتى من اصوات المؤذنين ونواقيس الكنائس ، ولكن لا من مجيب ، فلا الخطط الامنية اجدت نفعا ، ومبادرة المصالحة ولدت مشوهة ،الموت اقرب اليها من الحياة ، تصريحات السياسين صارت تهما متبادلة وشتائم علنية وربما بها اشارات ايعازية للارهابيين ، سياسيو الدول الكبرى المعنية في الشأن العراقي وممثلي دول الجوار لايهمهم ما يجري ويتنصلون علنا من النار التي اشعلوها ، والامم المتحدة بدءأ من امينها العام حتى اصغر موظفيها رحّلوا العراق وشعبه الى كوكب اخر وارتاحوا من همومه وتمتعوا بعطلهم الصيفية في ارقى منتجعات الاستجمام ، بالمختصر لم يبق لنا امل باحد ، لم يعد يجد معنا نفعا كل من يدعي تقديم المساعدة او العون ، لم يبق لنا سوى انفسنا ، ما تبقى لنا من قدرات ، ما نملك من حناجر حتى لو كانت مبحوحة ، لنجمع انفسنا عراقيين لا غير العراقيين ولنصرخ بوجه الجميع ، اوقفوا الدم اوقفوا الهذيان وابدأوا العمل ، لكن اي عمل وكيف؟ هذا ما اريد قوله بعد كل هذه المقدمة المملة او غير المجدية او سموها ما شئتم . ان الحل كل الحل كما ارى صار بيد المجتمع الدولي الباحث عن الامن والامان ، بيد القوى المحبة للسلام ، عند من يريد اسعاد البشرية وتخليصها من الحروب وويلاتها ، واني رغم ما قلت عن الامم المتحدة ما زلت ارى فيها املا وملاذا اخير بيدها الحل والعقد وعندها القرار الاخير وهنا ادعوها الى تبني القضية العراقية من جديد ، اتمنى عليها ان تقرر ايقاف العملية السياسية المهزلة الجارية في البلد ، اريد منها ان تنحي كل السياسيين المدعين والمتصدين للوضع الحالي ، اطالبها ان تأتينا بمن يستطيع ان يمسك زمام الامور ويقرر فعلا لا قولا حل المليشيات ويشرع قانونا جديدا للاحزاب والمنظمات يمنع علنا كل حزب او جمعية او منظمة تقوم على اساس ديني او طائفي او مناطقي ويحرم كل رموز الارهاب القدامى والجدد من دخول العملية السياسية الجديدة ، ولابد لها ان تشرع قانونا يمنع رجال الدين ونساءه من ان يتدخلوا في السياسة تنظيما او تصريحا او حتى تلميحا ، واخيرا على الامم المتحدة ان تلزم اعضاءها وفق البند السابع من ميثاقها ان ينفذوا التزاماتهم بالاعمار واعادة بناء الاقتصاد العراقي المخرب ، وربما هناك اشياء اخر تأتي بها عقول نيرة تعيد لنا اهلنا ، تعيد لنا وطننا ، تعيد لنا ارضا اسمها العراق ، فذلك كل ما نريد.