| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

Tahsin515@hotmail.com

 

 


 

الأثنين 12/11/ 2007

 

اين السيادة ياسيادة رئيس الوزراء ؟

تحسين المنذري

في يوم الجمعة التاسع من نوفمبر الجاري اطلقت القوات الاميركية في العراق سراح تسعة من الايرانيين كانوا قد اعتقلوا من بين عشرين اخرين على خلفية قيامهم باعمال مخالفة للقانون على الارض العراقية . وشئ طبيعي ان يحدث مثل هذا في العلاقات الدولية ، لكن الغريب في الامر هو شكل او طريقة اطلاق سراح هؤلاء التسعة ، فقد قامت القوات الاميركية بتسليمهم الى مكتب رئيس الوزراء العراقي وعلى الفور توجه سفير ايران في بغداد ( حسن كاظمي ) الى مكتب رئيس الوزراء وتسلم الايرانيين التسعة !!!! وهنا مكمن الاهانة التي وجهت الى السيادة العراقية ، فمنصب رئيس الوزراء بغض النظر عمن يشغله يشكل احد الرموز السيادية لاي بلد وعلى شاغل المنصب ان يتصرف بوعي ودراية في كل خطوة يخطوها للحفاظ على المكانة السيادية ليس لاجل عيون الرئيس لكن من اجل وطن وشعب سلم مقاليد قيادته بيده .
ان حالات الاشتباه بمواطنين من دول اخرى كثيرة الحدوث وتجري عمليات اطلاق سراحهم وفق ضوابط واعراف تقضي ان لم يكن هناك اتصال دبلوماسي على اي مستوى بين الدولتين ذات العلاقة أن يتم اطلاق سراحهم عن طريق دولة ثالثة وسيطة او اي من المنظمات الانسانية الدولية كمنظمة الصليب الاحمر الدولي ، فهل كان السيد المالكي وسيطا بين ايران والقوات الاميركية ؟ هل يعقل ان يتوسط رئيس وزراء دولة لاطلاق سراح معتقلين مشتبه بقيامهم باعمال مخالفة للقانون على ارض بلده ، اما كان الاجدر برئيس الوزراء العراقي احالة الايرانيين التسعة الى القضاء العراقي وليس تسليمهم الى السفير الايراني ، ذلك ان اطلاق سراحهم من قبل القوات الاميركية ربما جاء بسبب عدم ثبوت تهمة عليهم تمس القوات نفسها وربما كانت مخالفاتهم تمس امن ومصالح العراق وهذا ما يفترض الا تحقق به القوات الاميركية بل اجهزة القضاء العراقي فلِمَ لم يفعل ذلك السيد المالكي ام انه واثق من برائتهم بقدرة قادر ؟ ام ياترى لايهمه مخالفاتهم ولا يريد اثارة حفيظة الجارة المسلمة ايران واستدعى السفير الايراني الذي اقتحم مكتبه بعيد قليل من اطلاق سراحهم وكانه يسرح في ضيعة من ضيعات حكومته دون ادنى وجل ، ان اصطحاب السفير الايراني لهؤلاء المشبوهين التسعة معه من مكتب رئيس الوزراء ليس خرقا للسيادة العراقية بل هو سحقا لها ، فأين السيادة ياسيادة رئيس الوزراء .

 


 

Counters