موقع الناس     http://al-nnas.com/

يادولة الجعفري ... اين دولة القانون؟
 


تحسين المنذري

الثلاثاء 11 /4/ 2006

نشرت جريدة الشرق الاوسط الصادرة في لندن في يوم الاثنين 10نيسان الجاري تحقيقا هاما لمناسبة الذكرى السنوية لمقتل السيد عبد المجيد الخوئي كان من جملة المتحدثين فيه القاضي الشجاع السيد رائد جوحي حيث قال ( هناك امرا قضائيا صريحا كان قد صدر عن المحكمة للقبض على مقتدى الصدر ومجموعة من انصاره) كما ان مصدرا من محكمة الجنايات اكد (قرار الاتهام الموجه الى مقتدى الصدر و24 من اتباعه في قضية مقتل عبد المجيد الخوئي في النجف في 10-4-2003 مازال نافذا وفاعلا وامر القبض على مقتدى الصدر واتباعه نافذ المفعول قضائيا) اي ان مقتدى الصدر مازال من وجهة نظر القانون متهما ومطلوب القبض عليه بتهمة قتل مواطن عراقي . الى الان لا يبدو الامر غريبا على فرض ان المتهم متخفيا عن وجه العدالة ولا يُعرف له عنوان او اي مكان يتواجد فيه ، لكن لو عرفنا ان مقتدى الصدر هذا معروف محل اقامته للقاصي والداني ولم ينفذ فيه امر القاء القبض فأن الامر سيدخل في باب الغرائب ، اما ما هو اكثر غرابة ان عرفنا ان هذا المتهم سبق له ان سافر بجواز سفر عراقي وعبر نقاطا حدودية عراقية بأسمه الصريح دون ان يمس بأي سؤال او يمنع من المغادرة اواي اجراء اخر يُتخذ بحق امثاله المتهمين مثل الضمان الشخصي او الكفالة النقدية او ماشابه ذلك ، لكن الانكى والاشد غرابة ان هذا المتهم سبق له وان استقبل في داره وعلى مرأى ومسمع من كل اجهزة الاعلام المرئية والمقرؤة شخصا يفترض فيه ان يكون من اول حماة القانون والساهرين على تنفيذه الا وهو السيد ابراهيم الجعفري بمنصبه رئيسا للوزراء ، فكيف كان ذلك؟ لحد اللحظة لا تفسير عندي لما حدث فكيف برئيس وزراء دولة اصدر قضاءها المستقل امرا بالقبض على متهم بجريمة قتل شنيعة يجرؤ على زيارة هذا المتهم المطلوب للعدالة التي عليه ان يساعدها لكي تقتص من الجاني وتحق الحق وتضع الامور بنصابها العادل ، الم يتذكر السيد الجعفري تلك الجريمة وهو يمد يده لمصافحة يد متهم بجريمة قتل بل وربما قبّل تلك اليد الاثيمة ؟ الم يتذكر منصبه؟ الم يفكر ولو للحظة واحدة بماذا سيجيب لو سوءل عما قام به ؟ ام ياترى كان مطمئنا بأن لااحد يجرؤ على ذلك ؟ فلا اعضاء البرلمان لهم الجرأة ولا الوزراء يقدرون ولا حتى الصحافة لها الحرية بتناول هكذا موضوع ، فهو السيد الآمر الناهي الذي يعشعش في رأسه حلم الدكتاتور الابدي . الا يتذكر السيد الجعفري تلك الزيارة وهو يتحدث امام اي كان عن جهوده بحفظ النظام وبناء دولة القانون ؟ الم يفكر بالمواطن العراقي الذي يحتمي بالدولة التي يرأس هو حكومتها ، الم يتأمل بالطريقة التي سوف يقنع بها هذا المواطن بانه( اي رئيس الوزراء) يسعى لبناء دولة تُصان فيها الكرامات وتحمى الانفس ويتمتع فيها بالامان في الوقت الذي ترتسم امام المواطن صورة رئيس حكومته وهو يجالس متهما بجريمة قتل ويبتسم له ويتسامر معه و....و.... ؟ ام انه فكر بان يرمي هذا المواطن في الجحيم مقابل ان يحصل على دعم هذا المتهم لولايته الثانية ؟ وليخسأ الخاسئون.

كيف لرئيس حكومة يدعي العفة والنزاهة يقبل بدعم هكذا اناس ؟ ام ان ادعائه القوة مستند الى هؤلاء ؟ اي بياض سيطلي به وجهه وهو يتكئ على همة مشبوهين قضائيا في الاحتفاظ بمنصبه والاستمرار فيه؟

ان من كان يشك بأن الجعفري ليس نزيها فليسقط شكه الان وليتأكد ان مثل هذا الرجل لا يصلح لمثل هذا المنصب ، ان هو الا راكض خلف المنصب حبا في المنصب وتغطية لامثال هؤلاء المتهمين ودعما لجرمهم وفسادهم وولاءا لولي نعمتهم الذي لم يعد خافيا على احد .