| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ثامر توسا

 

 

 

الأحد 7/11/ 2010



 إرتجالكم في قرار إقتحام الكنيسة يثير الإستغراب يا سيادة المالكي

ثامــــر توسا

في البداية, لا أعتقد أن أحدا سيفتي او يعترض على قولنا بأن السيد المالكي تنقصه الخبرة الفنية اللازمة لإتخاذ القرار الصائب في حالة كحالة كنيسة السيدة نجاة,ولا أعتقد أن في ذلك عيب, لكن العيب والكارثة هي لو أنه قد أتخذ القرار بنفسه , مهما يكن فإن نتائج قراره كانت بأن العملية الجراحية نجحت بينما المريض توفى أثناء العملية !!! لو كان قرارإقتحام الكنيسة قد أتى من مستشاريه , فنحن نعلم أنهم منشغلون وبسبب الصراعات السياسية الدائرة الان في البحث عن ما يحقق للسيد المالكي من مكاسب سياسية كأن يصدر بيان النصر العسكري على حساب الدماء الزكيه على طريقة بيانات الثمانينات "وعادت قواتنا الى قواعدها سالمه غانمه",لكن في الحقيقه والواقع لا أحد منا يعتقد بأن أسلوب تعامل الرئاسه مع رهائن الكنيسة سيخدم الهدف الذي رسمه له مستشاريه وليكن مثلا التخفيف من ثقل وثائق الويكيليكس ولن يرفع من رصيد الرئيس بين الناس بل العكس.

لقد ورطوك يا سيادة المالكي مثلما كان صدام يورط جماعته في أوامر تسبب عنها كوارث ,ونحن على يقين بأن المسؤول عن وقوع هذه المذبحه الجماعيه سيحاسب على الأقل على سبب تقصيره في طريقة تعامله الفنيه مع الواقعه التي أودت بحياة ما يقارب مئة وعشرين إنسان عراقي برئ بين شهيد وجريح .

أما لو كان قراركم يا سيادة رئيس الوزراء قد جاء بالإعتماد على مشورة الخبراء الأمريكان في تدبير الأمر, فلا يستبعد ان تكون قد حققت َ للأمريكي رغبته في حشركم بزاويه تضيق عليكم الخناق من قبل معارضيكم, في كل الاحوال يا سيادة رئيس الوزراء, انتم في وضع لا يحسدكم أحدا فيه, وهذه ليست المره الأولى ونتمنى ان تكون الاخيره لكن الشك اكبر.

التنصل عن المسؤوليه أو التغافل عن واجب الاستفادة من تجارب الآخرين يكون مرده حتما ما حصل, فكارثة كنيسة سيدة النجاة لم تكن من النوعية التي خلا منها تاريخ العمليات الأجراميه , خاصة وأن في الأمر مصير مائة وخمسون رهينة برئ تحت رحمة عصابة سراق ارهابية مجرمه, ألم يكن من المفروض على المالكي ان يتصرف من زاوية مصير هؤلاء المساكين وليس التفكير بكيفية إستثمار دماءهم لإصدار بيان نصر عسكري فاهي يتباهى به أمام معارضيه , اين الخلل لو كان أتخذ موقفا أكثر إنسانيا ومسؤولا حتى لو كلفه التخلي عن منصبه, ما الذي يمنع رئاسة الحكومه من التفاوض من اجل ضمان سلامة اكثر من مئة وخمسين عائله عراقيه؟ ألا يستحق دم مائة وخمسون عراقي بريئ إطلاق سراح خمسة اوعشرة سجناء إن كان نقل خبر مطالبتهم وشروطهم المزعوم صحيح ؟ و السؤال الاهم هنا هو لماذا إذن يتم إعتقال هؤلاء القابعين في السجون؟ اليس من اجل سلامة المواطنين؟

يا سيدي على بساطة رؤيتي للأمر , أرى وهذا ما تثبته الأحداث , بأن المنصب عندكم هو اغلى من دماء هؤلاء المسيحيين العراقيين بكثير , ودماءهم هي أرخص من أن تتسبب في تشفي الاخرين بكم أو في سقوط حكومتكم وذهابها الى حيث اتت؟ المعذره , هذا ما اراه في منظوري وطريقة تقييمي لأداء الحاكم والأب والمدبر المسؤول, كما يراه الكثيرون حين يكون التقييم من زاويه فنيه محايده, ,فانا ادلي برأيي بهذا الشكل لأني لست لا من جماعة القاعده ولا من الذين سلم جلدهم من أمن النظام السابق ولا من الراكظين وراء المناصب او مهربي الأموال , لكن اقول ما اراه بكل صراحه معتقدا بأن سكوتي على ما يدور لن يشفعني لا في هذه الدنيا ولا في آخرتها .

لقد ذهب الألوف واليوم العشرات من ابناء شعبنا ضحية حبكم لحزبكم و عشقكم للمنصب يا استاذ , و دماء الأبرياء الذين إستشهدوا سيتحملها المقصرون في أداء واجبهم تجاه المواطنين , هل سنخطئ لو قلنا بأن هذه الدماء والتي سبقتها هي فواتير يدفعها أبناء الشعب المسكين ثمنا لتصارع حزبكم المذهبي وسلطته مع منافسيه الاخرين من الساسه المذهبيين العراقيين والقوميين ؟ سيجيب على سؤالنا الغد المنظور أنشاءالله.
كيف تريدنا أن نقيّم فنيــّا ما قامت به قيادة عمليات بغداد ؟ هل فعلا ابدعت في فك قيد الرهائن كما يدعي وزير دفاعكم الموقر؟ أم أن قراركم المنفعل في إقتحام الكنيسه جاء للتعجيل في قتل وذبح المصللين خوفا من أن تتحرك ارجل الكرسي؟ في الحقيقة والايام ستحكيها لنا بدون اي خجل أو مواربه , إنكم في إرتجالكم هذا لا تؤسسون لفكرة مسؤولية القائد الأخلاقيه في الحفاظ على حياة وأمن الشعب ليعيش بهناء وهدوء, بل تبنون أسسسا ً وقواعد لفلسفة أستثمار المأساة و الإستخفاف بالانسان العراقي من اجل المنصب وحزب السلطة وتسلط المذهب ,,,,وهذا ما لا نتمناه لأننا يا سيدي قد إكتوينا بنار من سبقوكم . أرحموا هذا الشعب كفى إستخفافا بدمائه.

رحم الله شهداء العراق جميعا

الوطن والشعب من وراء القصد



 

 

free web counter