| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ثامر توسا

 

 

 

                                                                                  الثلاثاء 7/6/ 2011



  آ ُفٍ من المغــرور وطوبى للواثق من نفسه

ثامــــر توسا

(لنموذج المناضله  العراقيه الصلبه هناء ادور تحايا وقبلات بعدد معذبي العراق  وضحاياه , لشهامتها ترفع القبعات و لثقتها العاليه  بنفسها تحنى الرؤوس) .

عودة الى موضوعة  عنواننا حول الغرور والثقة بالنفس , ونبدأ مع الأستاذين المحترمين ليون برخو ومسعود النوفلي و مع كل من تطاله الشتيمه والنعوت والتهم الملفقه  لنقول : إن حال الشتامين والمستهزئين بأهلهم ليس بأفضل من حال المغرورالذي يستدعي الشفقه به ودعاء الشفاء له.

أما الواثقون من أنفسهم  فعليهم تعلق الآمال , نعم ان ثقة الانسان بنفسه تعد عنصرا أساسيا  في قوته  وتميزه  في مجابهة الحقيقه ,  شريطة عدم تجاوز هذه الثقة حدود الشعره التي تفصلها عن آفة الغرور , وإلا إنقلبت وبالا تكون نهايته الإنكسار المعنوي .

أحد أعراض الغرور , إنتفاخ ذات الانسان ومنحه لنفسه حق التجاوزعلى حقوق الاخرين ونعتهم بما يميزه عنهم , بحيث يبدون أمامه أقزاما ودمى تتحرك داخل دائرة يكون هو محورها ومحيطها, ولمن قرأ او سيقرأ رواية رحلات گاليفر للكاتب الشهير جوناثان سويفتGulliver's Travels يسهل عليه تصور الحاله.

تتفاقم مخاطر هذه الآفه لو أصابت عقل  ماسك القلم, لانها ستزيد من غروره قيراطا يقوده باتجاه ترويج مفردة الإنتقاص والإستخفاف بالذين يخالفون سيل قلمه او يرفضون البصم  مكرهين على عصمة أفكاره المستعليه ونزاهة لسانه المنفلت .

 ونحن نتحدث عن المغرور والواثق من نفسه, بيتنا الكلدواشوري السرياني ليس إستثناء, فيه  من القلة التي يؤسفنا القول بأن الأستعلاء مازال يمتطيها ويتحكم في فرض رغباتها الانفصاميه  بأسلوب تعسفي فاق ما إعتدناه قبل مؤتمرهم الذي  إفترضناه  فرصة على الاقل لمعالجة عيوب من قبيل أسلوب التخاطب و الحوار مع الآخر.

 لست انا الذي يقول ولا الاستاذ  برخو ولا السيد النوفلي, بل علماء النفس  وفلاسفة المنطق يؤكدون على أن بلوغ الانسان درجات المعرفه المتقدمه, لا يلغي حاجته المتجدده الى تحديث ميكانيكية تفكيره وصقل ما يصيب أدواتها من صدأ كي يقوى على تشخيص إخفاقاته ومعالجة أسبابها.

  التاريخ منبع ثري بالمآثر المفيده لرواد النهضة , فهو لا يحمــّل  منية ً لمن يقصد النهل ِ من مصادره , بل يسعده تصفح الباحث لصفحاته , لذلك  قلما تسهو ذاكرة المتصفح  عن وصلة مأثورة أو لقطةٍ  ملفته إلا ونقلها للاجيال كمثابة موعظه  ناضجه يرعوي بها الضالون ويستذكرها المهتمون في مجالس التحدث ليهتدوا بشهادتها ويتندروا في سماعها .

 من هذه المآثر, مقولة:(إن لم تحضى بمن تستشيره عليك بصخرة ),  إنها مقولة ٌ يجدر بمن يدعي الثقافة والفكر أن يسبق غيره  في تواضع الإمعان بأبعاد معانيها ,أما لو حالَ غروره دون إستشارة شخص او محاكاة صخرة ,فبإمكانه الذهاب الى خلوه هادئه مع اوراق التاريخ الثريه لتطلعه على ما يجهله وتقيه الكثير من الأخطاء .

 ما دمنا في صدد ظاهرة الغرور وإدمان أقلام البعض  على أسلوب التعسف في كتاباتهم , نقول: إن حرفية وأخلاقيته الكاتب او الناقد تتحقق  اولا في إحترام شخص الآخر وثانيا بإلتزامه الفني في حسن تقييم الفكره ونقدها بعيدا عن الشخصنه والنعوت ,ومن أجل مراعاة هاذين الضابطين علينا أن نقرأ ونقرأ كثيرا قبل نشر إنفعالاتنا , حينها سيكون وصفنا النقدي لنتاج الكاتب بموجب معيار إتزان أسلوبه وإنسانية طرحه, أما مسايرته لأفكارنا من عدمها فتلك قابله للنقاش لكن بإتزان أكثر.

  بالنسبة للناقد المتمرس بالتأكيد يختلف معه الأمر لما يمتلكه من خبره وأمكانيات , إذ في تحاليله النقديه المتزنه يرفع بمستوى متلقيه الى مرتبة نشاط عقله الهادف ,وهنا يتجسد تميزه ويتحقق إنجازه ,وكونه المسؤول عن كل كلمة يذكرها,  يبذل قصارى جهده في تمحيص الكلام وترتيبه مراعاة ًمنه لحقوق شخص الكاتب  وعقول القراء,فعندما يعلن بأنه لم  يجد ما يستحق التقييم او المناقشه في كلامي مثلا أو في كلمات شاعر معين فهو يتعاطى  بفكره وقلمه مع المادة التي بين يديه بعيدا عن تلويث جهده وإرهاب القارئ بشوائب الشتم والنعت والاستخفاف كما يفعل المغرور .

أما الحديث عن صنف القارئ الذي تستوقفه قدرة الكاتب اللغوية  و تجذبه الضمه والفتحه المستخدمه أكثر من اهتمامه بمضمون الكلمة ومعناها فذلك شأنه المتعلق بمدى إهتماماته , إذن كلنا نقرأ ما نشاء ونختلف في تقييمنا للشكل والمضمون بالكيفيه التي نعتقدها وكما تمليه ضمائرنا , تبقى مشكلتنا التي نحن بصددها والتي نعاني منها كثيرا هي تغافل البعض لضوابط  وأهمية احترام الأنسان غير مبالين للمنزلق الذي ينتظرهم عند حافة الهاويه السحيقه.   

إذن  لا غرابة يا سادتي لو إستوقفنا نمط ُ كاتب ٍ إستطاع التسلل وإعتلاء منصة الصراعات السياسية و العناوين الفكريه شاهرا سلاح إنتقاء المفردة القاموسيه بوجهنا  بعد ضبطها بالشكل وكأننا في مناظرة لغويه, نعم تلك جمالية  لها مناسباتها و محبيها  كما أسلفنا,لكن عندما يكون شغل قارئنا الشاغل في يومنا هو الفكر والثقافه السياسية التي تمس حياته ومستقبله وليس ثراء مظهر المفردة الخاويه من اي مضمون, اي انه معني بالزبدة ومردودها على  حياة العامه , فإن لم يجد ذلك في ثنايا السطور وكلماتها المرفوعه والمنصوبه , سيخلص الى أن جهد الكاتب ليس سوى عرض إستعلائي بأدوات سيبويهيّه , بالتالي تنال مضامين مفرداته المنمقه جزاء الحكم عليها بالتخبط والهذيان لانها لا تمت للفكر ولا لعنوان مقاله  باي صله , بل  مجرد ملامح وجود حيف ٍ مكبوت أو نتاج عقدة مزمنه يغامرالمغرور في حلحلتها  بنفسه مما يستدعي الشفقه بعد ان حرم نفسه  والقراء من تسويق المفردة التي تتماشى مع مضمون عنوان مقاله  .

نعم كل هذا سببه الغرور الذي طوّفه وحلـّق به في أعالي السماء ليبني له هودجا يطلق منه النعوت والمناقص بحق الاخرين دون اي وازع أخلاقي, متناسيا بأن تماديه وتعمده بظلم الاخر لا يجيز تسميته كاتبا , ولو تقصينا تلك النعوت وبحثنا عن أحقية  إلصاقها بالأخر, لوجدناها تنطبق  حصرا على المهرج الذي تشمئز النفوس من ذكر اسمه أو أسم الذي لم يحسن تربيته وتعليمه.

في المسك نقول, مآثر التاريخ فيها الكثير للمتعلم , و في الصخرة من الحكمة والمرونة بما يكفل للمغرور فسحة إفراغ همومه المكبوته أمامها بكل حريه لأن لها بطنا أشبه ببئر عميق , وليتذكر المغرور أن نصيحة الصخرة له هي واحدة من إثنتين, إما بصون اللسان  او لزم السكوت لانه من ذهب.

الأنسان والقضيه من وراء القصد

 

 

 







 

 

free web counter