| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ثامر توسا

 

 

 

                                                                                  الخميس 29/9/ 2011




هل ننتقد السيد أسامه النجيفي أم نحتفي بأقلام المترفين

ثامــــر توسا

في مقاله سابقه (الميت ميتنا والمصيبة مصيبتنا والعلاج بيدنا لان السبب فينا) أوردت ُ فيها فقره نصها:

((بعد ان جمعت طاولة الحوار أطراف تنظيماتنا السياسيه  , كان معلوما  لديها انها ستواجه.......... ,....... ومنها أيضا  تلك التي تثير العجاع و الصخب المفتعل  والذي يؤسفنا القول بأن مصدرها   أقلام عرفناها من خلال  طروحاتها وآرائها التي لا تدلل على إمتلاكها اي مشروع جدير للأخذ به )).

 

المشار اليه في سطري المقتبس الأخيرين كلام واضح المقصود به أن شعبنا (الكلدواشوريي السرياني)  كاي شعب آخر يحوي نمط ٌ ضجيجي  خلا أرشيف نشاطاته من أي دور يستحق الذكر مثلما هي جعبته اليوم خاويه  من اي مبتكر يفيد به الآخر ,  اللهم عدا فلسفة  قطع السن ابناء جلدته  ووسم مساكينهم  بالعار والشنيعه والجحوشيه  والمتآمرين,  نعم بطولاتهم  مشهود لها كلما يبادر أخوهم الجائع مطالبا برغيف خبز لبلسمة وعكات صحته وتهدئة دعكات حوصلته, ينتفض هذا النمط الألكتروني من داخل برجه الذي بنته له حكومات الإغتراب  و هيأت له وسائل الترف و تقنية إطلاق مسمياته الاتحاديه العالميه القوميه والأدبيه(بالمناسبه ما زالت كلها ألكترونيه)  ليقف بطول قامته وثخنها حائلا دون حصول أخيه في أرض وطنه على هذا الرغيف البائس , يتبرع جهبذنا بكل هذا المعروف  لأن ابن جلدته الصامد على أرضه بوجه الضيم وكظم العيش  يطالب بحقه , وكون ابن جلدته ينتمي الى جهة سياسيه لا يطيب لهذا النمط السماع بإسمها  يزيد النهضوي من إستخفافه بأخيه  الجائع  بحجة ان خبزة حنطة الماكسي باك لا يسهل هضمها , كيف اذن سيرضيهم المسكين لو طالب برغيف من الشعير؟بالتأكيد سيغضب ساكني  تلك الابراج العاجيه ومنظري الثورات الالكترونيه ماداموا منهمكون في تحضير  كيكا ًعجينته من مسحوق عظمة لسان الببغاء  معجون ٌبحليب السنونو , وهوألألذ  بكثير من كيك(كعكة) الملكة ماري انطوانيت المطبوخ  بالفانيلا والبيكينك باودر !

 

  جهد هذا النمط  العجيب ليس بجديد او غريب على ابناء شعبنا  , ولا أعتقده الأخير مادام الغرور قد إستفحل مع ازدياد رفاه العيش حد الملل , نقول ذلك ليس من باب  الحسد  او التجريح  ولا تسليما ً منا لجدوى جلد الذات في معاونة أنفسنا على مصائبنا , فقد  سبق وشهدنا صخب هذه الاصوات في أكثر من مناسبه  كانت إحداها يوم أطلقت ذات حناجرهم (القوميه النهضويه) صراخاتها بوجه  أصحاب فكرة تدريس اللغه السريانيه في مدارسنا لانها سريانيه وليست قوقازيه او سنسكريتيه, وإعتبروا مشروع تدريسها او فتح قسم متخصص لها في  إحدى الكليات  حرمانا لابناء شعبنا من فرصة التعلم والأندماج  المجتمعي, أذن عن اي قوميه يتكلمون؟  ولـــِمَ كان هذا الصخب ؟ أليس لان  الجهه التي رعت المشروع كان يرى الإخوان فيها حرمانهم من الكعكه , والأن وقد مر على إستحداث هذه المدارس زهاء العقدين , وشاهد الجميع حفلات تخريج كوادر من شبابنا وشاباتنا  بشهادات جامعيه  بشتى الإختصاصات  ومن  ضمنها  مدرسي ومعلمي اللغه السريانيه في مدارس بلداتنا وقرانا, أين الجريمه المرتكبه اذن؟.
 

 ثم يا ترى  بعد الحصيله  التي  أحس بها حتى الأعمى ,هل  راجعت  هذه الاصوات (القوميه النهضويه) حساباتها  لتتعظ وتعترف بأن رفضها لمشروع تدريس اللغه السريانيه  كان  هذيانا  ستسألهم الأجيال  عن أسبابه  كونه يتناقض مع ما يزعمه هؤلاء القوميون النهضويون  ,وهل إتعظت ذات الانماط من عدم إكتراثها  لمخاطر انشغالها العبثي  وإشغال الآخرين معها  في جنجلوتية وضع او رفع الواوات بين مسمياتنا القوميه  التي باتت من اتفه  مهازل عصرنا الجديد في حين شعبنا يقتل ويهمش ويشرد.

 

شخصيا, (اعوذ  بالله من كلمة انا), لا أرى  ان كل النفع في عملية جلد الذات لوحدها, إنما في التذكير باحد اسباب إخفاقتنا  إسداءَ خدمة ً مجانيه لمن يعتبر ,ولاني  لست  منتميا الى  جهة سياسيه ولا الى اتحاد  أدبائي  عالمي او  قومي مناطقي  ولا الى اي جمعيه ثقافيه او او خورنه كنسيه ولا هم يحزنون , لذلك لا أجد نفسي محكوما أو مقيدا في ما اقوله بأي ايديولوجيه تعزلني عن مصلحة ومصير شعبي , ولم ولن تمنعني عن قول كلمتي اي منفعه شخصيه او مصلحه  جيبيه توخاها غيري وسال لها لعابه عند ابواب اسياد الامس وأنداد اليوم  ,ولكي لا يتوهم البعض  باني أدافع عن تيار دون غيره, لم أكن يوما من مؤيدي المجلس الشعبي منذ تأسيسه لكني لم أعاديه بمعنى العداء  لأسباب وجدتها في فلسفة احيقار الحكيم , لا بل أرشيف مقالاتي يثبت بوضوح  بأنني أبديت رأيي  الشخصي بالمجلس الشعبي منذ أيام تأسيسه الأولى  ونقدت  قناة عشتار يوم كان الاستاذ والصديق العزيز جورج منصور أول مدير لها  , في الوقت الذي كان قسم من نهضويينا القوميين من رافضي فكرة أنشاء المحافظة اليوم يزغردون للمجلس الشعبي  وينتظرون دورهم (لازمين سره) لتلقي البرطلات والمغدقات  أجرا لعملهم , ولأن المجلس الشعبي تنظيم سياسي يحمل أسماءنا  القوميه  الجميله التي أعتز بها , لكن حقيقة  نظامه الداخلي و مرتكزات نشاطاته ,  أبقتني متمسكا  بأسباب تحفظي تجاه نهجه السياسي  وهذا من حقي  الذي لا يستطيع أحدا ان يحيدني عنه الا لو ثبت عكس قناعتي ,ولكن  في نفس الوقت لا أعتقد بأن المنطق والإنصاف  يمنحاني حق الاستهتار في اطلاق الرفض والطعن بكل مايصدر عن هذا المجلس بشكل عمياوي  مثلما لم اسمح لنفسي ألتأييد والتطبيل لكل ما صدر او سيصدر عن الحركة الديمقراطيه الأشوريه دون وجه حق, إنما , ومن باب أن في العمل السياسي مبادرات  وطروحات لايستبعد ان تحوي في تفاصيلها قاسما سياسيا يشترك فيه الفرقاء وبما يساهم في إنقاذ  شعبنا من محنته  , اذن  واجبنا يحتم علينا  مراقبتها و دعمها والتاسيس  عليها  كما هو واجب نقدها و تصحيح ما نعتبره غير سليم  فيها .

 

  لكن الطامه التي أصبحت تتكرر تكمن في  ان مؤشرات  قصور النضج السياسي الواضحه في مواقف بعض النمطيين النهضويين من الاخوه الذين على سبيل المثال يرفضون  محافظة سور نينوى على نفس طريقة رفضهم  تدريس اللغه السريانيه رسميا  لمجرد الرفض او لان الطرف الفلاني هو المطالب بها, دون تكليف أنفسهم عناء  كشف حقيقة واسباب خلطهم للامورالذي جعلهم  يرددون  أقوال السيد النجيفي  و حجج رفاقه من رافضي فكرة المحافظه , إن  مزاجية رفض الإخوه النهضوييون  لا تختلف عن طريقة كيلهم التهم بالجملة للجميع دون تمييز, في حين يعلم القاصي والداني بان الحركة (زوعا) في نهجها  وسياستها  تختلف مع  المجلس الشعبي في أمور يفترض بمن يحسب نفسه سياسيا وقوميا نهضويا أن يوليها اهمية في تقييمه  بعد إدراكه للظرف الموضوعي الذي إظطرت فيه الاحزاب الى الجلوس سوية , و رغم إختلاف  التنظيمات المشار أليه دون الدخول بتفاصيله, والذي نتمنى له المعالجه , باركنا مبادرة جلوسهم سوية مع بقية التنظيمات  وتحاورهم  حول ما يمكن  العمل عليه سوية  ,ليس من أجل نصرة تسميه على حساب أخرى , ولا كي ينتصر سرجون على ميخا   او ينتصر مذهب على آخر, بل من باب أننا شعب  تكالبت عليه النكبات  في موطنه التاريخي  فهو بحاجه الى  يقف معه  لمساعدته  في أزماته  كإستحداث محافظة مع بقية الإثنيات والاديان,   ماذا تريدون من شعب اصبح الخوف والرعب رفيق ساعات نهاره وليله ؟ ,هل ينتظركم لحين تطلقوا له وصفة علاج ألكترونيه أخرى ؟

 من باب أن ابناءنا المتواجدون في قلب الحدث هم أولى في القيام بواجبات أهلهم , الا يفترض بكل من يمتلك  القليل من الغيرة عليهم أن يمنحهم فرصتهم ,  ثم ما مصلحة شعبنا من صراخات المترفين الذين أقفلوا ذواتهم على تحقيق شهواتهم  لا شأن لهم بمصير  أهلهم ولا بما يتطلبه العمل السياسي (القومي) بقدرما أن شغلهم الشاغل  التغني بشعارات إعلاء شأن تسميه قوميه تعجبه وتحقير تسميه أخرى , ماذا جنى شعبنا من تشويشات اقلام هذا النمط  القادم  من  وراء البحار(لو ألعب لو اخرب الملعب) , ويا ليته عرف كيف يلعب ,  ثم عندما يعجز عن تلبية ابسط ما تتطلبه أصول اللعبه  وشروطها, كيف سيتسنى له  رسم طريقة حركته على الارض وليس في فضاءات الالكترونيات, ومن الذي سيصدق أقوالهم  , والغريب العجيب أن  اخينا النهضوي القومي  العائش عبر البحار يريد ان يجعل من إفرازات هيجان رغبته مفردات سياسيه  ومناهج هرمونيه يزرقها في جسد ذويه المعذبين  أشبه  بتلك النصوص إلالهيه المنزله والثابته التي  لا تسمح قدسيتها  بأي نقاش كما هو حال الانجيل والقرآن .

لقد سبق و أوضحنا بحسب فهمنا الشخصي للأمور, أمر تجمع أحزابنا  في أكثر من مناسبه وتكلمنا عن الفرص  والمواضيع التي يمكن لممثلي قائمة الرافدين  الثلاث  ان يتعاملوا من خلالها بإيجابيه مع ممثلي قائمة المجلس الشعبي  و هكذا مع اي تشكيل سياسي يعنيه امر ومستقبل شعبنا , ولا أظن أن أحدا  منا يجهل حقيقة ان للحركة نقاط خلافيه مع المجلس الشعبي  كما أشرنا, وهكذا مع أحزاب أخرى , لكن للضرورة  أحكام  تفرض سطوتها  خاصة في العمل السياسي, اذن كيف لو كانت هذه الضرورة متعلقه بمسالة البقاء او الضياع؟

 

 الايام ستثبت ما نقوله هنا وفي هذه الساعه ,فتجمع تنظيماتنا  السياسية  اليوم  في بداية الأمتحان ونتمنى له النجاح  رغم  وجود بعض التباينات  الحزبيه  ورغم ما سيلاقيه من عراقيل ومعوقات (نمط الضجيج أحدها)  في حال لم يستطع الكل وبالدرجه الأساس المجلس الشعبي من تعزيز مكيانيكية عمله السياسي  في التأسيس لأرضيه سياسية مستقله تنطلق من مصلحة شعبنا  وتحترم مصلحة  وحدة العراق وعموم العراقيين بدون تمييز, والأمر هذا يدركه جيدا الاخوة في الحركة الديمقراطيه الاشوريه والا لما  أستجابوا لنداءات  شعبهم  في مرونة  التعاطي مع الواقع القائم حاليا  بانفتاح اكثر وتواضع  انبل , بهذا الشكل نستطيع ان نقول بأن حظوظ التواصل  قائمه و عليهم إستثمارفرص الأتفاق على مناقشة الأمور حسب تدرج أهميتها   كي  تزداد وتتسع مع انجاز اي خطوة  باتجاه استقلالية العمل وامتلاك سيادة الكلمه , عكس ذلك ستتراجع الامور لا سامح الله.

 

 يبقى علينا واجب تنبيه الإخوه الذين يغمضون أعينهم  عن هذه الحقائق  وعن ما يتعلق بمسألة إستحداث محافظة سور نينوى, كي يعلموا بأنهم يتجنون على شعبهم  عندما يختزلون  جل ّعملهم  النهضوي القومي بكلمة ألرفض  السريعه  والانسحاب السريع المبنيه على  لاشئ بل على مبدأ خالف كي يعرفك الناس , خاصة في ترديدهم الببغائي لحجج ومقولات السيد اسامه النجيفي  ورفاقه  التي لم تتعدى وصف المحافظة بالمسيحيه  من دون دليل عقلاني  او بانها تقسيم للعراق وكأن عراق اليوم موحد من شماله الى جنوبه  لكننا سنبقى نتمنى بقائه موحدا , كما أن أهلنا في مناطق سهل نينوى هم بدرجة من الوعي تسمح لهم  أن يدركوا جيدا  بأن  ببغائية إنجراف أقلام نهضوييينا  القوميين  ليس من مبرر لها سوى أنهم يرون فيها فرصتهم للتنفيس عن إخفاقاتهم المتتاليه , ويا له من شهيق قاتل مفعم  بآهات  المساكين  إن لم تكن نسبة الكاربون فيه قد تجاوزت ال 90%   فكيف ستكون رائحة زفيره .

 

 

الوطن والشعب من وراء القصد

 

 

 





 



 

 
 


 

 

free web counter